ولد مارتن لوثر كينج في 15يناير عام 1929، وتم اغتياله في4 ابريل 1968, هو زعيم أمريكي من أصول إفريقية، وناشط سياسي إنساني، من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود في عام 1964م حصل علي جائزه نوبل للسلام، وكان أول افريقي يحصل عليها وكذلك أصغر من يحوز عليها. اغتيل في الرابع من أبريل عام 1968. اعتبر مارتن لوثر كنج من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان. أسس لوثر زعامة المسيحية الجنوبية، وهي حركة هدفت إلي الحصول علي الحقوق المدنية للزنوج الأمريكيين في المساواة، وراح ضحية قضيته. رفض كينج العنف بكل أنواعه. وعن طفولته ففي مدينة أتلانتا التي كانت تعج بأبشع مظاهر التفرقة العنصرية، كان يغلب علي 'مارتن' البكاء حينما يقف عاجزاً عن تفسير لماذا ينبذه أقرانه البيض، ولماذا كانت الأمهات تمنعن أبناءهن عن اللعب معه. ولكن الصبي بدأ يفهم الحياة، ويعرف سبب هذه التصرفات، ومع ذلك كان دائما يتذكر قول أمه 'لا تدع هذا يؤثر عليك بل لا تدع هذا يجعلك تشعر أنك أقل من البيض فأنت لا تقل عن أي شخص آخر'. ومضت السنوات ودخل كينج المدارس العامة في سنة 1935، ومنها إلي مدرسة المعمل الخاص بجامعة أتلانتا ثم التحق بمدرسة 'بوكر واشنطن'، وكان تفوقه علي أقرانه سبباً لالتحاقه بالجامعة في آخر عام 1942، حيث درس بكلية مورهاوس التي ساعدت علي توسيع إدراك كينج لثنايا نفسه والخدمة التي يستطيع أداءها للعالم. وفي سنة 1947 تم تعيينه مساعدًا في كنيسة أبيه، وصار وزيراً للمعدانيّة، ثم حصل علي درجة البكالوريوس في الآداب في سنة 1948، ولم يكن عمره تجاوز 19 عاما، وحينها التقي بفتاة سوداء تدعي 'كوريتاسكوت'، وتم زفافهما عام 1953، ثم حصل علي الدكتوراة في الفلسفة من جامعه بوسطن. وفي عام 1951م حصل علي بكالوريوس في اللاهوت، وفي عام 1955م حصل علي درجة الدكتوراه في التخصص نفسه. درس في الأيام الأولي من حياته الجامعية أعمال الكاتب الأمريكي ثورو الذي كان يؤمن بالعصيان المدني. عندما دخل الجامعة عدّل من موقفه تجاه البيض، وركّز غضبه علي الظلم بدل كراهية شخص بعينه. لقد حدث ذلك عندما قرأ كتابات ثورو وغاندي، حيث تعرّف علي فكرة العصيان المدني كسلاح من أجل التغير، وكذلك فكرة المقاومة السلبية السليمة، وهكذا بدأ يقول إن الحب يمنح قوةالداخلية. لقد هزّت حياة غاندي وطريقته كينغ في الأعماق. كُلّف كينغ بخدمة الكنيسة المعمدانية في شارع ديكستر، وكانت بداية طيبة له ليصل إلي منصب الأستاذ في كلّية اللاهوت، لكن جاءت حوادث ديسمبر سنة 1955م. كانت الأوضاع تنذر برد فعل عنيف يمكن أن يفجر أنهار الدماء لولا أنّ مارتن لوثر كينج اختار للمقاومة طريقا آخر غير الدم. فنادي بمقاومة تعتمد علي مبدأ 'اللا عنف' أو 'المقاومة السلمية' علي طريقة المناضل الهندي غاندي. وكان يستشهد دائماً بقولا السيد المسيح'أحب أعداءك واطلب الرحمة لمن يلعنونك'، 'وادع الله لأولئك الذين يسيئون معاملتك'. وكانت حملته إيذاناً ببدء حقبة جديدة في حياة الأمريكان ذو الأصول الأفريقية. فكان النداء بمقاطعة شركة الحافلات امتدت عاما كاملاً أثر كثيراً علي إيراداتها، حيث كان الأفارقة يمثلون 70% من ركاب خطوطها، ومن ثم من دخلها السنوي. لم يكن هناك ما يدين مارتن فألقي القبض عليه بتهمة قيادة سيارته بسرعة 30 ميلاً في الساعة في منطقة أقصي سرعة فيها 25 ميلاً، وألقي به في زنزانة مع مجموعة من السكاري واللصوص والقتلة. كان هذا أول اعتقال لمارتن لوثر كينج إلي أن أُفرج عنه بالضمان الشخصي، كان مارتن يخطب في أنصاره حين ألقيت قنبلة علي منزله كاد يفقد بسببها زوجته وابنه، وحين وصل إلي منزله وجد جمعا غاضبا من الافارقة مسلحين علي استعداد للانتقام، وبعد أيام من الحادث أُلقي القبض عليه ومعه مجموعة من القادة البارزين بتهمة الاشتراك في مؤامرة لإعاقة العمل دون سبب قانوني بسبب المقاطعة، واستمر الاعتقال إلي أن قامت 4 من السيدات من ذوي أصول افرقية بتقديم طلب إلي المحكمة الاتحادية لإلغاء التفرقة في الحافلات في مونتغمري. وأصدرت المحكمة حكمها التاريخي الذي ينص علي عدم قانونية هذه التفرقة العنصرية. وساعتها فقط طلب كينج من أتباعه أن ينهوا المقاطعة ويعودوا إلي استخدام الحافلات ' بتواضع ودون خيلاء'، وأفرج عنه لذلك. بعد شهر من ذلك، نُسف منزل كينغ بالديناميت علي أيدي البيض، وهنا شكّل كينغ مؤتمر القيادة المسيحي الجنوبي لنشر الأسلوب الذي اتبعه سود مونتغمري إلي كل أنحاء الجنوب. سجن كينغ عام 1960م، مثل غاندي تماماً، بسبب حملات الاحتجاج السلمية ضد التمييز العنصري، وبدأ يطالب الحكومة الفيدرالية باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الظلم. اما عن جائزه نوبل فيعتبر مارتن لوثر كينج اول افريقي يحصل علي تلك الجائزه في السلام, وفي العام نفسه أطلقت مجلة 'تايم' علي كينج لقب 'رجل العام' فكان أول رجل من أصل أفريقي يمُنح هذا اللقب وعن اغتيال مارتن لوثر كينج ففي يوم 4 من شهرابريل سنة 1968م، قام جيمس ارل راي بأغتيال مارتن لوثر كينج اثناء استعداده للظهور امام تجمع جماهيري وذلك اثناء استناده الي جدار الشرفه لكي يتبادل الحديث مع مساعده جيسي جاكسون.