شهد قصر الإليزيه وعدد كبير من المؤسسات والهيئات والمباني الحكومية منذ ساعات تنكيس العلم الفرنسي حدادا علي ضحايا الاعتداء علي مقر جريدة شارلي إيبدو اليوم والذي راح ضحيته 12 قتيل مابين صحفيين ورسامين وضيوف و2 من رجال الشرطة بجانب عدد كبير من المصابين بعد أن قام 3 من الإرهابيين المسلحين والملثمين الذين حملوا أسلحة التشينكوف وآلية ثقيلة بعد نزولهم من سيارة ماركة ستروين مستهدفين المبني وبخاصة الطابق الثاني وهو مقر التحرير، وبعد قيامهم بعمليتهم الإرهابية فروا هاربين بعد ترديدهم لعبارات دينية إسلامية للانتقام من الصحيفة التي كانت قد أساءت من خلال صور رساميها ومؤلفات كتابها الإسلام ورموزه وعلي رأسهم النبي محمد ' ص ' وكانت تلك الجريدة قد سبق حرق مقرها في عملية سرية عام 2011 ثم ظلت مستهدفة عبر تهديدات الجماعات الإرهابية منذ 2012 والتي شهدت بعدها نشاط كبير للتنظيمات الإرهابية في الكثير من الدول العربية والإفريقية وعلي رأسها داعش والنصرة في سوريا والعراق وغيرها في ليبيا ومالي ونيجيريا وكثير من البلدان العربية، ويرجع بعض الخبراء والمحللون تلك العملية إلي انتقام التنظيمات الإرهابية عبر خلاياها النائمة والنشطة أيضا في أوروبا من فرنسا التي تدخلت في ليبيا ثم عملية سيرفال في مالي، وفي أفغانستان من قبل، ومؤخرا مع الحلف الذي يستهدف محاربة داعش في سوريا والعراق من خلال الطلعات الجوية، وأيضا انتقاما من الصحافة والصحفيين الذين يخيفون ويكشفون جرائم الإرهابيين في مناطقهم، ثم الانتقام من الصحفيين والرسامين بالجريدة الذين يزدرؤن الأديان وبخاصة الديانة الإسلامية، والدليل وجود أحد الرسامين والكتاب المشهورين ضمن ضحايا الجريدة، وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من أوائل الذين توجهوا للمكان وأدان الحادث الإرهابي وتوعد الجناة بالرد السريع وبعدم تراجع فرنسا عن دورها في التصدي للتكفيريين والجهاديين في كل بلاد العالم، كما زار المكان كلا من وزير الداخلية ورئيس الوزراء مانويل فالس وعدد كبير من رؤساء الأحزاب والرموز الفرنسية من السياسيين والإعلاميين والأدباء الذي أدانوا الحادث وتوعدوا الإرهابيين. يذكر أن الجريمة النكراء وقعت في باريس بالضاحية الحادية عشر في تمام الساعة الحادية عشر صباح اليوم، وتمكن الإرهابيين من الفرار عبر سيارات وشوارع مختلفة واشتبكوا مع الشرطة وفروا هاربين شمال العاصمة داخل منطقة سكنية يكثر بها الأجانب والجاليات العربية والإسلامية، وبعد مرور أكثر من عشر ساعات مازالت الشرطة تتعقب الجناة ولم تعثر علي دلائل عنهم حتي الآن رغم وجود الكثير من تسجيلات الفيديو للكاميرات التي كانت متوفرة بالمكان مما دعا المدعي العام الفرنسي فرانسوا أن يخرج ببيان للشعب الفرنسي يعلن فيع عن تفاصيل الجريمة وعن الجاهزية القصوي التي تعمل بها وزارة الداخلية الآن، وقد خيمت الجريمة بظلالها وقتامتها علي الشارع الفرنسي بعد الأعياد ودخول العام الجديد وقيام الكثير من الجمعيات والمؤسسات المختلفة وعلي رأسها نقابة الصحفيين وأهالي الضحايا وعمدة بلدية باريس، وممثلي المجلس الأعلي للديانة الإسلامية بالكثير من مسيرات التضامن مع الضحايا الذين يرونهم شهداء الحرية والتعبير عن الرأي في باريس وسائر المدن الفرنسية والأوروبية بعد أن أخذ الحادث بعدا سياسيا ودينيا وعرقيا كبير يخشي منه علي مستقبل الجاليات الإسلامية والعربية في فرنسا بسبب الأحزاب المتطرفة والكتب التي تدعو لمعاداة الأجانب من أصول عربية وإسلامية وتسعي إلي طردهم من فرنسا بعد انتشار كبير للجهاديين الشباب في الأحياء والمؤسسات والجامعات الفرنسية وممارستهم لعادات وتقاليد مختلفة تبتعد عن القوانين والتقاليد الفرنسية وهو ما يراه البعض خطرا علي الهوية الفرنسية والذي سيؤدي بدوره إلي احتدام صراع الأديان والحضارات.