تتزايد الدعوات من أجل تسليط الضوء علي ممارسات أجهزة الاستخبارات البريطانية ودورها في التعذيب أو تسهيل مهامه، وبشكل خاص بعد الكشف عن اعتماد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية 'سي آي إيه CIA' أساليب تعذيب في استجواب المشتبه بهم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر. وكشفت صحيفة 'جارديان' البريطانية أن تقرير الكونجرس الأميركي حذف أي إشارة لبريطانيا أو لدور مخابراتها في عمليات التعذيب والترحيل القسري الذي مارسه عملاء 'سي آي إيه'. فيبدو أن عاصفة الانتقادات حول أساليب تعذيب المخابرات الأميركية تهب علي بريطانيا، والمطالب تتعالي بتسليط الضوء علي ممارسات أجهزة الاستخبارات الخارجية MI6 والداخلية MI5، واحتمالية دورها في عمليات التعذيب. يذكر أن بريطانيا هي الحليف الأقرب لواشنطن في حملاتها ضد الإرهاب، وهذا الحلف يضع المخابرات البريطانية ضمن دائرة الشك بقيامها بالتعذيب أو بتسهيل مهامه لصالح 'سي آي إيه'، أو بغضها الطرف عن عمليات نفذها الأميركيون علي الأراضي البريطانية ودول أخري، ومن ضمنها عمليات الاستجواب والتهجير القسري لمشتبه بهم. وأقر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عام 2010 بوجود شبهات واحتمالات تعاون عملاء بريطانيين مع استخبارات أجنبية تسيء معاملة المعتقلين، لكن هذا الدور قد تظهره نتائج تحقيقات لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم البريطاني بداية العام المقبل. وكشفت صحيفة 'جارديان' أن تقرير الكونجرس الأميركي حذف أي إشارة لبريطانيا، ولدور مخابراتها في عمليات التعذيب والترحيل القسري الذي مارسه عملاء 'سي آي إيه' بعد تشاور أجهزة مخابرات البلدين. وما يزيد من الشكوك بتورط المخابرات البريطانية، ما كشفه تقرير أميركي العام الماضي عن تعاون 54 دولة علي مستوي العالم في استضافة أنشطة الاحتجاز والتعذيب، منها 25 دولة أوروبية. يضاف إلي ذلك ما كشفه تقرير الكونجرس من استخدام 'سي آي إيه' شبكة مطارات وقواعد أوروبية في نقل المعتقلين إلي سجون سرية في بلدان أوروبية.