أكد الرئيس السوداني عمر البشير إنه سيكون "اول من يعترف" بانفصال الجنوب اذا ما صوت الجنوبيون لذلك اذ يقوم الرئيس السوداني عمر حسن البشير اليوم الثلاثاء بزيارة الي العاصمة الجنوبيةجوبا، حيث سيجتمع بنائب رئيس الجمهورية زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سالفا كير للتباحث حول المسائل العالقة بين الجانبين في حالة ما اختار الجنوب الانفصال. و تشمل هذه المسائل العالقة قضايا توزيع المياة و عائدات النفط بالإضافة إلي وضع الجنوبيين في الشمال في حالة الانفصال. وتأتي زيارة البشير للجنوب قبل خمسة ايام فقط من موعد الاستفتاء الذي سيقرر من خلاله الجنوبيون ما اذا سيظلون جزءا من السودان الموحد ام سينفصلون عنه في دولة مستقلة. وتقول مفوضية الاستفتاء في جنوب السودان انها "جاهزة بنسبة 100 في المئة" للاستفتاء علي تقرير المصير المقرر اجراؤه في 9 يناير. وقال نائب رئيس المفوضية تشان ريك مادوت ان حوالي اربعة ملايين شخص سجلوا انفسهم للتصويت، اكثر من 95 في المئة منهم في جنوب السودان. ويحتاج الاستفتاء الي مشاركة 60 في المئة من الناخبين كي يصبح صحيحا. ويعد الاستفتاء احد بنود اتفاق سلام بين الشمال والجنوب تم التوصل اليه عام 2005 انهي نحو عقدين من الحرب الاهلية في جنوب السودان. وكانت هناك مخاوف من ان ضعف البنية التحتية وعدم الاستقرار السياسي قد يؤجل الاستفتاء، وهو الامر الذي يقول مراسلون انه كان سيؤدي حتما الي اندلاع اعمال عنف. وكان التسجيل للتصويت في الاستفتاء جري تمديده لمدة اسبوع في نوفمبر بعد ضعف الاقبال، لكنه انتهي في 8 ديسمبر. وقال مادوت ان بطاقات التصويت ستكون جاهزة في كل مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء علي اقصي تقدير وان المفوضية "مستعدة بنسبة 100 في المئة لليوم العظيم". واضاف انه لا زالت هناك حاجة لبعض التدريب ومشكلات في الوصول الي مراكز الاقتراع في المناطق النائية، لكنه اكد ان ذلك لن يؤثر في الاستفتاء. وقال ان المفوضية ما زالت تجاهد لتامين التمويل لاعمالها من الخرطوم لكنه اضاف انه متاكد ان الحكومة "ستفي بتعهداتها". ويوجد اكثر من 95 في المئة من المسجلين للتصويت في جنوب السودان بينما البقية جنوبيون يعيشون في الشمال. ومن المحتمل ان يلقي الرئيس السوداني كلمة في تجمع جماهيري يقام في جوبا، ولو ان مساعديه لم يؤكدوا ذلك. وقد تكون زيارة البشير هذه الي جوباالاخيرة قبل الانفصال. وأصدر البشير أمس توجيهات لوزارة الداخلية السودانية بتأمين عملية استفتاء تقرير المصير لأبناء الجنوب في جميع أنحاء السودان، وبضرورة تأمين المواطنين الجنوبيين وممتلكاتهم في كل ولايات الشمال. وأعلن وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود، نشر 17,500 ألف شرطي في الخرطوم لتأمين الاستفتاء، وقال إن هناك تنسيقا كاملا يجري بين وزارته وشرطة الجنوب. وفي جوبا، أكد 'الجيش الشعبي' اكتمال الاستعدادات لتأمين الجنوب وحدوده مع 'دول الجوار' خلال فترة الاستفتاء.