بحضور حشد من النقاد والمبدعين والصحفيين وجمهور القراء شهدت نقابة الصحفيين مساء أمس الثلاثاء حفاوة بالغة بالروائية سلوي علوان حيث نظمت أمس اللجنة الثقافية برئاسة حنان فكري ندوة لمناقشة روايتها 'امرأة خائفة' الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.. سلسلة حروف، و1لك بحضور الناقد الدكتور مدحت الجيار والكاتب الروائي الكبير فؤاد قنديل والناقدة والروائية نفيسة عبد الفتاح وقد قام الشاعر طاهر البرنبالي بإدارة الندوة مقدما فقرات من قصائدة وقد استهل كلمته بأبيات مالناش بديل إلا انكسار المستحيل ومالنا بديل إلا انتصار الفجر علي الليل الطويل مؤكداً أنه ليس لنا بديل إلا انتصار الكلمة، ثم افتتحت الكاتبة سلوي علوان بقراءة فقرة من الرواية، وقد استهل الناقد الدكتورمدحت الجيار رؤيته النقدية عن الرواية بأن المؤلفة عدلت في ذاكرته ميزان الكتابة وجعلته مستبشراً بغد أفضل حيث اختارت الكاتبة طرق متعددة للكتابة وسارت ممسكة بأطرافها إلي النهاية، موضحا سيطرة ضمير الأنا علي الرواية وأن الكاتبة استخدمت طريقة المذكرات كأنها تكتب مذاكرتها الشخصية وتخفيها ثم تعيد استدعاءها وإظهارها كما استفادت من مهنتها كصحفية في طريقة التحقيق الصحفي فجمعت الخبرات والمعلومات التوثيقية، مؤكدا أن الرواية بها عدة مستويات من الكتابة كل واحدة تصب في الطريقة الأخري. وأكد الجيار أن استخدام ضمير الأنا كان ضروريا أن يسيطر علي الطريقة حيث نري أن البطلة تبدأ روايتها من وقت الميلاد حتي وقت وفاة الأم وتمر بعدة قضايا تشريعية وفقهية وأخري اجتماعية فنجدها تعرض قضية الأرث وإهدار حق المرأة في الميراث خاصة في المجتمع الصعيدي. كما تلقي الضوء علي المسئوليات الاجتماعية التي تلقي علي كاهل المرأة في المجتمعات العربية والشرقية ورأي الجيار أن الكاتبة كانت تمسك القلم بعنف تسرد الاحداث بقوة وتمكن كما رأي أن كل امرأة مرت في الرواية من بدايتها حتي النهاية كانت خائفة سواء ابنة أو أم أو جدة وفي كل مرة تحرم من حقوقها وهنا تسرد لنا الكاتبة الاحداث التي تمر بها منتقلة إلي أسلوب التحقيق حين تخرج إلي مناطق الأزمات في العالم العربي بيروت ثم غزة وبغداد، مؤكدا أن الصحفية أنقذت الكاتبة فمدتها بحقائق عن الصراع الدائر في المناطق الملتهبة إلا أن الكاتبة ساعدت الصحفية بالخيال والصور مشيرا إلي أن ماكتب في الرواية من أشعار لجاهين وجويدة كان لايمكن تصور الرواية بدونها خاصة وأنها تصور الاحداث وتتماشي تماما مع اللغة الشاعرة للكاتبة. وأكد الجيار علي لغة الكاتبة السليمة وقلة الأخطاء والتي رأها ميزة يجب الوقوف عندها كما وقف عند الفضاء السردي الذي اعتمدت عليه الكاتبة وتقسيم العمل إلي احدي عشرة وحدة أو مشهداً أعادت ترتيبهم بشكل احترافي. كما رأي الجيار أن الكاتبة ربطت بين الدجالين والمشعوذين وبين السياسيين وأشاد أيضا بالحس الفلكلوري بالرواية حيث ذكر الأغاني الشعبية وكان منها 'أدلع يا رشيدي'. وقد بدأت الناقدة والروائية نفيسة عبد الفتاح رؤيتها النقدية بقراءة خاتمة الرواية التي اعتبرتها دليلا علي استمرار الهموم والمشكلات وأكدت أن النهاية المفتوحة هي النهاية الوحيدة المقبولة لعمل روائي مماثل حيث سارت البطلة وسط تعرجات الأرصفة وتلاشت في الزحام، وعنونت عبد الفتاح دراستها حول الرواية ب'امرأة خائفة تمتلك القدرة علي اتخاذ القرار'، مؤكدة أنه رغم جينات القهر والخوف الموروثة، إلا أن بطلة الرواية تمردت علي الخطبة لإبن الخال التي أوصت بها الجدة وتمردت علي زواج تكره استمراره، كما استطاعت أن تكمل تعليمها وكسرت قيود القهر بعملها في الصحافة، وتمردت علي حبيب كانت تعده هدية القدر لها، وأضافت أن العمل يضع الكاتبة بخطي ثابتة علي طريق الروائيين الكبار وأشادت بحلاوة اللغة وشاعريتها وجمال الصور البلاغية الكلية والجزئية مستشهدة بفقرة من الرواية طلبت من الكاتبة قرائتها لتكمل لدي الجمهور الحالة.، وأكدت علي قدرة الكاتبة علي التقاط لقطات سينمائية واستخدامها للموروث الشعبي الشفاهي من العناء والأمثال الشعبية علاوة علي الموروث من العادات والخرافات كقراءة الفنجان وقصص العفاريت.موضحة أن الرواية تنتمي إلي تيار الوعي وأن القاصة استخدمت الأصوات كصوت القطار، واغنيات كاظم الساهر وعبد الحليم حافظ وأشعار جاهين وفاروق جويدة للتعبير عن الحالة النفسية للبطلة، وأوضحت نفيسة عبد الفتاح ان التيمة الرئيسية في الرواية هي امتزاج الفرح بالحزن مستشهدة بواقعة زواج اثنين من العائلة ثم سقوط الخال قتيلا برصاصة طائشة، وبوفاة رقية بينما تنتظر أمها مولودها وتجهز له أشياءه بسعادة بالغة، وبموت الطفلة أحلام تحت صخرة الدويقة بينما تحتضن أشياءها التي اشتراها والدها للمدرسة، كما أكدت ان تميمة البطلة المتكررة علي مدار صفحات الرواية كانت تلك الرقوة التي كانت تتلوها عليها الأم في طفولتها، وأوضحت عبد الفتاح أن الرواية تبدو مأساوية سوداء لكنها تري أن الرواية تنطوي علي الأمل لأن المقاومة هي ماتبقينا قادرين علي الحياة والبطلة ثاومت في كل مراحل النص بما في ذلك مقاومتها بالتظاهر. واستهل الروائي فؤاد قنديل كلمته بالوقوف تحية للسادة الحضور لما رأه من شغف وحب للثقاف والأدب واضاف قنديل أن الرواية جذبته وأن أول ما جذبه فيها اللغة التي تعد البطل في الرواية ثم قرأ فقرة من الرواية في صفحة '50' عدها من السمات الطيبة التي استلفتته في الرواية مشيرا إلي طريقة الكتابة التي تناولت المناطق الساخنة لتملك مداخل القصة حيث اختارت الكاتبة أسلوب تيار الوعي في حين أن الكتابة في الأصل تعتمد علي تيار اللاوعي مشيرا إلي وجود التناص الذي خلق حالة من العمق للإحساس واستخدام ضمير الأنا الذي نقل إلينا الصدق المنبعث من النص. كما تعرض قنديل لفكرة كتابة المقدمة في الرواية والتي رأها عيباً مؤكدا أنه كان مقسوما لنصفين وهو يقرأ استطراد الكاتبة في الوصف والاسترسال نصف يعشق اللغة وحلاوة جملها ونصف آخر يعترض علي الاسترسال واشاد باستخدام التراث الشعبي والفلكلور المصري الذي ميز الرواية بالحس المصري مؤكدا انها لو ترجمت إلي اي لغة فسيعرف علي الفور أنها رواية مصرية اختلف قنديل مع الكاتبة في كونها قدمت كل المشاكل البشرية في الرواية واضاف أنه كان يفضل التركيز علي موضوع أو اثنين. وقد شهدت الندوة حالة من التفاعل الإيجابي والتواصل بين جمهور الحاضرين والمنصة.