نظمت أمس اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين برئاسة حنان فكري ندوة لمناقشة رواية 'ملك سفر الخطية' للكاتب محمد حنفي وذلك بقاعة طه حسين بمقر النقابة. وقد قامت الكاتبة الصحفية حسنات الحكيم بإدارة الندوة حيث اكدت عودة زمن الرواية بعد أن سادت لفترة الروايات ذات الطابع الخفيف امثل عايزة اتجوز ومصر موش أمي دي مرات أبويا وغيرها، وهو ما أكده الناقد والكاتب الصحفي محمود قاسم الذي استهل حديثة بأن هناك عودة لقراءة الروايات ووصف الكاتب بأنه يملك عبقرية الاستهلال وعبقرية الختام مشيرا إلي أن خاتمة الرواية المفتوحة في ميدان التحرير تؤكد ذلك ومشيرا إلي شخصية ملك بطلة الرواية التي نعيش معها حالة التطهر والتي تنتابها عندما تقترب من ميدان التحرير وسماعها هتاف الثوار في الميدان. كما رأي أن الميدان شهد عدة تحولات للشخصيات، أضاف أن الرواية تميزت بتعدد أساليب الكتابة، فالكاتب كان يتباين بين المحايدة والرومانسية والحوار المباشر الأشبه بالثرثرة، وفي النهاية اختتم كلامه بأن الرواية هي رواية خلاص لكنها تعاملت مع الثوار يتجاهل وعلي أنهم شيئ وليس أشخاصاً. ثم علقت الناقدة والكاتبة الصحفية نفيسة عبد الفتاح قائلة بأن النقد يبدأ من عنوان العمل الذي جاء يحمل اسم 'ملك سفر الخطية' والذي يذكرنا بأحد الأسفار اليهودية الذي يحمل فكرة الخطيئة والخلاص. كما أضافت أن العمل يضع الكاتب بخطي ثابتة علي طريق الروائيين الكبار بغض النظر عن هنات العمل الأول، مضيفة أن الرواية تناقش حالة من التفسخ في طبقة الأرستقراطيين علي المستويين الاجتماعي والسياسي حيث تطرح اشكاليات السياسة وممارساتها بين الحزب المنفرد بالسلطة والجماعة التي تحاول التسلل لمقاعد السلطة كما تناقش حالات متعددة من السقوط المدوي لمعظم الشخصيات علي شتي المستويات ثم يختتم الكاتب بحالة من التطهر لبعض الأشخاص والسقوط الأبدي لأخرين وذلك بقيام ثورة يناير. كما رأت نفيسة أن الكاتب لم يتعرض لشريحة الشباب الذين هم أساس الثورة، كما جاءت هزائم بعض الشخصيات علي شكل سقوط مدوي علي الرغم من تغير اتجاه الشخصية بمائة و80 درجة كما يتجلي هذا في شخص ناهد الأستاذة الجامعية أما ملك كان سقوطا سياسياً ومحب كان هروبه وسفره هو السقوط. وسلمي كان قبولها بالزواج بمن يخالف فكرها ومبادئها هو السقوط وتحدثت عبد الفتاح عن بعض مارأت أنه بحاجة إلي إعادة نظر مؤكدة تدخل الراوي العليم في الحدث والمشاركة فيه بالرأي وكان الكاتب قد حوله إلي الراوي المشارك في النص وهناك أيضا اسهاب لهذا الراوي دون حق وإطالة وتكرار في بعض المونولوجات. كما اختتمت نفيسة حديثها بأن الكاتب يملك لغة رصينة وجمل قوية، ولكن هناك اشكالية وجهة نظر الكاتب التي وضعها علي لسان شخوصه دون ابراز لأي رأي مخالف وبخاصة في قضية النقاب إضافة إلي الخلط بين منهج جماعة الأخوان والفكر الوهابي مؤكدة أننا في النهاية أمام رواية قوية ولغتها مميزة. استهل الفنان التشكيليي والكاتب الصحفي الأستاذ أحمد عبد النعيم كلامه بأن الكاتب أراد أن يضيف سفراً جديداً للأسفار اليهودية وهو سفر الخطية. كما أوضح عبد النعيم أن الكاتب لم يصرح بأرستقراطية البطلة بل ترك القارئ يستشعر ذلك من وصفه حياتها، كما رأي أن الكاتب خرج من فكرة الفصل إلي فكرة المشهد واستطاع أن يجعل شخوص الرواية رغم تحولاتهم إلا أنها كانت متسقة مع الأحداث والتغيرات الوجدانية التي حدثت في المجتمع المصري أضاف أن الرواية جاءت بمجموعة أشخاص بينها بعد زمني كبير رغم ثبات الأعمار، كما أنها امتلكت التغيرات اللغوية التي تصل للقارئ بسهولة وسلاسة رغم وجود اللغة التقريرية في بعض المواضع إلا أنها مقبولة وتخلو من الإطالة بتنقله بين الشخصيات. رأي عبد النعيم أن الكاتب استخدم الحدث السياسي بذكاء حيث استخدم السرد والرصد للأحداث بقليل من الانطباع الشخصي دون التعجل فيها. وتساءل عبد النعيم هل يمكن لشخصية ك 'ملك 'والبناء الدرامي لها أن يستطيع الحزب الفاسد السيطرة عليه، مشيرا إلي انه لايؤيد فكرة التطهر لأعضاء الحزب لمجرد أنهم نزلوا إلي الميدان وموضحا بعض مواضع الجمال في النص 'تلك هي صينية بسبوسة الوطن' وفي النهاية اختتم عبد النعيم بأن الكاتب لم يحدد مصائر بعض الشخصيات مثل ناهد المناويشي التي لم تكن لها وجود في الثورة أو الميدان مكتفيا بدورها في النوادي لتجنيد الأعضاء للجماعة.دون أن نعرف عنها شيئا بعد ذلك ومطالبا الكاتب بتفسير لاختياره تركيا ليسافرلها البطل، وقد دافع الروائي محمد جنفي عن نصه مؤكدا أنه 'إله' العمل كما قال الدكتور طه حسين بشأن روايته المعذبون في الأرض، مؤكدا أن من حقه ان يكون ديكتاتورا وان يضع رأيه الخاص ومؤكدا أنه بدا العمل في الرواية قبل سنوات من الثورة ورفض ان يضيف لها اي شيء بعد ذلك لنه احس أنه سيخون العمل لو فعل ذلك ومؤكدا ان شخصياته لم تسقط وانما تطهرت بعد السقوط.