في خضم الأحداث والتغيرات التي تشهدها مصر وتلم بها, والوضع المأساوي الذي نعيشه الآن, وقائع يندي لها جبين كل مصري مخلص لوطنه, انتابني شئ من الحسرة والحزن والأسي والوجيعة, وقلبي يحترق الماً, وأنا اتابع ما يدور علي أرض الكنانة, والدماء التي تسال منذ ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو, والاقتصاد الذي يزداد سوأ, والمنح والعطايا والمساعدات التي نعيش عليها الآن نظراً لتفرغ الشعب للمظاهرات والعبث وإهمال الانتاج والعمل, وهو ما يثقل علي الاجيال القادمة, والمواطن المصري المفروم المعدم المهلك المهمش البائس المثقل بالمتاعب والهموم والمشاكل التي لاحصر, والذي دفع فاتورة الثورات المجيدة وحده, ورغم أن أيام مبارك الأسود من السواد, والاستبداد والاستعباد, والتوريث والمصائب والكوارث.. الخ, إلا أن البعض من شعب مصر يتغني بهذه الأيام السواد, ويتباكي عليها نظراً للأوضاع الحالية وهذا رأيه كما نسمع في الشارع المصري , وهنا أطرح بعض التساؤلات البسيطة, هل يأتي علينا يوماً نحن شعب مصر الحر الأبي الذي ضحي بالغالي والنفيس, والشهداء والمصابين في سبيل الحرية والعزة والكرامة والقضاء علي الاستبداد والاستعباد والذل والمهانة, ونقول يا ليتنا صبرنا علي طغيانهم واستبدادهم؟!.. هل نظل في هذا الصراع العقيم البائس علي أرض الكنانة مصر؟!.. هل يأتي علينا يوماً نحن الشعب المصري الحر الأبي نتغني بأيام مبارك السواد؟!.. هل نظل نثور ونعترض, ونترك مصر تنهار وتسقط؟!.. أليس في مصر عقلاء لإنقاذ مصر من الهلاك والصراعات والانقسامات؟!.. إلي متي نظل نعبث بمصر أرض الكنانة؟!.. إلي متي المكابرة والعناد من جميع الاطراف في مصر؟!.. هل هانت عليكم مصر إلي هذا الحد؟!.. لماذا لا نضحي كلنا من أجل هذه اللحظة الفارقة الفاصلة الهامة الحساسة من تاريخ مصر؟!.. يا سادة لأ بديل عن إنهاء حالة الانقسام في المجتمع المصري, والتي تجاوزت الشارع المصري وقواه السياسية والدينة للتدخل وتقتحم بقوة الأسرة المصرية في سابقة لم تحدث في تاريخ مصر لأسامحك الله يا مرسي علي ما فعلته بمصر, لان الوقت يمر والاقتصاد المصري لن ولم يتحمل هذا العبث والانقسام, البطالة تزداد والإنتاج متوقف, والاحتياطي النقدي يتآكل, وحجم الديون يزداد, والأسعار في الزيادة, ونحن امام كارثة اقتصادية سوف تعصف بمصر, اذا لم نتكاتف وننسي الماضي بكل ما فيه.. اللهم لا يأتي علينا نحن الشعب المصري الحر الأبي هذا اليوم, ونقول يا ليتنا صبرنا علي طغيانهم واستبدادهم.. آمين.. حفظك الله يا مصر.. آمين..