في خضم الأحداث التي تشهدها مصر الآن, أذا نظرنا نحن الشعب المصري المطحون المفروم المعدم المهلك المهمش البائس المثقل بالمتاعب والهموم والمشاكل التي لاحصر, والذي دفع فاتورة الثورات المجيدة وحده, تجد من يتشدق, ويتفلسف, ويقول نحن ندافع عن الحريات ومكتسبات الثورة !!.. والمزايدة المستمرة علي حب الوطن والتضحية والتشدق بالوطنية والثورية كما يدعون, والتي زادت عن الحد والعقل الآن في مصرنا الحبيبة, وكأن هؤلاء المتشدقين أخذوا تفوض من الشعب بالتحدث عنه والتشدق بأسمه, وهم وللأسف الشديد ابعد ما يكونوا عن الوطن والمواطن, والذي يمر بأصعب الظروف والمحن والأزمات, ويعاني أشد المعاناة من الظروف الحالية, كلهم يتحدثون عن الوطنية والثورية, وعندما تحدث مشكلة أو ازمنة تجدهم أول من يهربوا, ويفروا من المعركة, وكل امكانيتهم هي الكلام فقط, فمنهم من يجمد عضويته في لجنة الخمسين المكلفة بوضع دستور مصر, ونسي أو تناسي أن هذا العمل وطني بكل معاني الوطنية, ومنهم من ينقد اي شئ تفعله الحكومة, والتي نختلف معها جملة وتفصيلا, ولكن الظروف التي تمر بها مصر الآن فاصلة, تحتاج إلي التكاتف, وإنكار الذات, وتحتاج الحزم والصرامة لمحاربة الارهاب الغاشم العبثي, والذي يريد أن يدمر مصر.. والسؤال الذي أطرحه علي هؤلاء المزايدين الذين نصّبوا أنفسهم حماة الوطن والمتحدثين بأسمه, وثوار السبوبه والمصالح: من نصّبكم متحدثين عن الشعب المصري يا ثوار السبوبه والمصالح والأطماع والمزايدين عن الوطن؟!.. ألم يكن منكم يا ثوار من اشترك ووافق من قبل علي المحاكمات العسكرية في دستور الإخوان؟!.. والآن يعترض عليها !!.. هل المواقف تتجزأ يا ثوار؟!.. لماذا تصرون علي الاستخفاف والخديعة واللعب بعقول الشعب المصري المطحون المفروم البائس, والذي يعاني أشد المعاناة بأسم الوطنية والثورة؟!.. كفاكم متاجرة ومزايدة بأسم الوطن !!.. لوكنتم كما تزعمون أنكم تحبون مصر وشعبها وتخافون عليه, لتركتم الكلام في الفضائيات والمؤتمرات, والاجتماعات المغلقة, والاعتراض علي اي شئ , والتوتات, ونزلتم إلي الشارع لتروا مشاكل المواطن الطحون المفروم المعدم المهلك, بدلاً من الفلسفة والكلام !!.. كفاكم استخاف بعقول الشعب, مصر الآن في امس الحاجة إلي زيادة الانتاج, والعمل, والتكاتف, والعبور بخارطة الطريق إلي بر الأمان والسلامة , وليس للكلام والاعتراض علي كل شئ, مصر يا سادة ترجع الي الخلف, وتعيش الآن علي المنح والقروض والعطايا والمساعدات.. تعالوا بنا نعلي مصلحة الوطن فوق اطماعنا ومكاسبنا ومصالحنا الزائلة الفانية, الاوطان باقية يا سادة اما نحن كلنا زائلون.. تعالوا نعلي مصلحة مصر فوق كل شئ, اتحدوا الآن لانقاذ مصر.. اتركوا الصراعات والانقسامات والاختلافات العقيمة.. لا تكونوا وقوداً لها بأفعالكم هذه, ولا وسيلة وأداء في ايدي كل طامع في مصالحة ونزواته.. حافظوا علي أرض الكنانة مصر من الضياع والتسول والانهيار والانقسام.. مصر في حاجة الي ابنائها الشرفاء في هذا التوقيت العصيب والفترة الحرجة التي تمر بها.. كلنا في سفينة واحدة لو غرقت لا قدر الله, فلن تقوم لها قائمة بعد, التاريخ والأجيال القادمة لن ترحمنا جميعاً.. حفظ الله مصر, وحفظ جيشها خير أجناد الأرض.. آمين..