بالرغم من المحاولات المستمرة لإشعال نار الفتنة الطائفية في مصر والتفريق بين عنصري الأمة فإن هذه المحاولات تؤول دائمًا بالفشل ليس فقط لوجود وحدة وطنية حقيقية ولكن لتوحد المسلمين والأقباط في كيان واحد يصعب الفصل بينهم, ومع قيام ثورة 30 يونية وتلاحم الشعب المصري مع جميع مؤسساتها الوطنية تغيرت أيضًا الصورة الذهنية لدي الأقباط المقيمين في الخارج أو ما يعرف إعلاميًا 'بأقباط المهجر', وأصبحوا جزءًا من الخطوط الدفاعية لدي مصر ضد محاولات التدخل الخارجي في الشأن الداخلي المصري بعد ان كان يتم اتهامهم دائما بتأجيج نار الفتنة الطائفية الا ان موقفهم الوطني كان واضحا ومحترما وأكثر وعيا مما تصور مهندسو الفتنة الطائفية. الأنبا 'مرقص' أسقف شبرا الخيمة وعضو المجمع الكنسي يؤكد أن محاولات إشعال نار الفتنة الطائفية في مصر فشلت في شق الصف المصري والتفريق بين عنصري الأمة, مشيرًا إلي قوة الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط في مصر, وأضاف أن مصر تتعرض لمخطط يستهدف الأقباط والقوات المسلحة والشرطة عقب ثورة 30 يونية. وقال: إن الموقف الوطني لأقباط المهجر لن يتغير بما يحدث الآن في مصر من محاولات لحرق للكنائس وإشعال الفتنة الطائفية, مستبعدًا فكرة الاستقواء بالخارج, التي تتردد كثيرًا في هذه المواقف, مؤكدًا أن ما يفعله أقباط المهجر هو الدعاء وإقامة الصلاة من أجل أن يحفظ الله مصر من الإرهاب الأسود الذي لا يفرق بين مسلم وقبطي, وطالب مرقس المسلمين والأقباط بضرورة الاهتمام بالمستقبل والعمل بجد في المرحلة المقبلة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. اما القمص بطرس بسطوروس وكيل عام مطرانية كفر الشيخ فقد أشاد بالدور الذي قام به أقباط المهجر بعد حادث كنيسة الوراق, بعد ان نظم عدد من الأقباط المقيمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض للمطالبة بعدم التدخل في الشأن الداخلي المصري, مما يؤكد وعي وإدراك أقباط المهجر لما يحدث في مصر من محاولات لزرع الفتنة الطائفية في مصر لتدمير عنصري الأمة, قائلًا العظة التي قيلت في عزاء ضحايا كنيسة الوراق: 'نعلم أن من قتل الأقباط أمام كنيسة الوراق هم من قتلوا الجنود في رمضان' وأكد بسطوروس أن الأقباط لن يطالبوا الولاياتالمتحدةالأمريكية بالتدخل لحل أي أزمة في مصر, مشيرًا إلي الشائعات التي تخرج بين الحين والأخر والتي تشير إلي أن هناك مطالبات بالتدخل الخارجي لحماية الأقباط في مصر. وأضاف: أننا نقف إلي جانب الأخوة المسلمين والقوات المسلحة في مصر في محاربة الإرهاب الذي فشل في إشعال نيران الفتنة الطائفية في مصر. وأشار عبد المسيح بسيط أستاذ اللاهوت وراعي كنيسة العذراء الأثرية إلي دور الذي قام به أقباط المهجر من فضح للمحاولات الإخوانية التي تسعي لتشويه صورة الدولة المصرية في الخارج, حيث يواجه أقباط المهجر المحاولات الإخوانية التي تسعي إلي تشوية ثورة 30 يونية, ولذلك لكي تظهر وكأنها انقلاب عسكري في مصر وليست ثورة شعبية, مؤكدًا تفهم أقباط الخارج للأوضاع مصر بالإضافة إلي إيمانهم بعدم وجود فنتة طائفية بين الأقباط والمسلمين في مصر. ويري بسيط أن ما حدث أمام كنيسة الوراق يشير إلي تورط جماعة الإخوان المحظورة في الحادث, مؤكدًا وجود مخطط يستهدف الأقباط كنوع من العقاب علي مشاركتهم في ثورة 30 يونية, مشيرًا إلي تهديدات الإخوانية التي تمت إذاعتها من منصة رابعة العدوية والنهضة قبل فض الاعتصامات في 14 أغسطس الماضي. وأشاد نبيل ذكي المتحدث باسم حزب التجمع بالموقف الوطني لأقباط المهجر بعد حادث كنيسة الوراق والذي يتماشي مع موقف الكنيسة المصرية الوطنية, بعد أن أدركوا حقيقة الموقف الأمريكي من الأقباط في مصر, خاصة بعد دعمهم ووقفهم وراء الإرهاب في مصر, مؤكدًا أنهم يستحقون التقدير والتحية علي هذا الموقف والذي يليق بأقباط مصر, كما أنه يتفق تماما مع الإرادة الشعبية المصرية ومع اتجاه كل المصريين بالإضافة إلي الحركة الوطنية في مصر. وأكد زكي أن موقف الأقباط يدل علي ارتفاع مستوي الوعي لدي المواطن في الخارج وإدراكهم أن الإدارة الأمريكية لا تدعم الا من يحقق لها مصالحها في المنطقة حتي لو لجأت إلي تنظيم إرهابي يعبث بمقدرات الوطن ويسعي لتدمير مؤسسات الدولة. وطالب زكي من الأقباط المقيمين بالخارج تكثيف جهودهم لتوضيح ورفض العمليات الإرهابية ضد الأقباط, والتي تمارس عليهم من قبل التنظيمات التي تدعمها الولاياتالمتحدةالأمريكية مشيرًا إلي المخططات الإرهابية لجماعة الإخوان أو السلفية الجهادية وتنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية وغيرها من الجماعات الإرهابية, مؤكدًا أنها تندرج تحت تنظيم وهدف واحد, وأضاف أن جماعة الإخوان هي من تحاول الاستقواء بالخارج, وليس أقباط المهجر، الدليل علي ذلك مطالبات القيادات الإخوانية المجتمع الدولي بالتدخل في مصر عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.