يُروَي أنَّ قياديّاً إخوانيّاً فُوجِئ بابنه، الذي يبلغ من العمر خمسَ سنين، وهو يحمل صورة السيسي، فاحتدَّ عليه، وضربه، بعد أنْ أخذ منه الصورة، ومزَّقها! فما كان من الطفل، إلاَّ أن خاطبَ والده ببراءته المعهودة قائلاً: أبي.. أنا أُحِبُّ السيسي! فصاح الأبُّ في وجهه، ونَهَره ثانيةً قائلاً: أرجوك.. خُذْ صورة مرسي بدلاً منها! فردَّ عليه ابنه بتلقائيَّةٍ شديدةٍ: أنا لا أُحِبُّ مرسي! * * * ويُروي كذلك أنَّ زوجةً إخوانيةً شُوهدت وهي تُعلِّق صور السيسي داخل بيتها، فقاطعها زوجها، وأهلها، وجيرانها من الإخوان! فردَّت عليهم بعفويَّةٍ قائلةً: يا ناس، إذا وضعنا صورة مرسي، إلي جوار صورة السيسي، فأيُّ صورةٍ تميلُ إليها النفسُ، والمنطق، والعقل؟! يا ناس: إنَّ مرسي مُتجهِّمٌ، وعدواني، وفظٌّ، وتوحي نظراته بالشَّر، وهو لا ينفع أن يكون قائداً! أمّا السيسي، فهو تلقائي، ومبتسم، ولديه حُضُور، وهو اجتماعي، وكلامه يدخل القلب، وهو رجل الساعة! فكانت النتيجة سيِّئةً عليها، فقد طلَّقها زوجها، وأخذ منها أطفالها الصغار بالقوة، وقاطعها أهلها، لأنها ارتدَّتْ عن جماعة الإخوان! * * * ويُروي كذلك، أنَّ طالبةً جامعيَّةً إخوانيةً ضبطتها أُمُّها الإخوانيةُ مُتَلَبِّسةً، وهي تُقَبِّل صورة السيسي خُفْيَةً! فصفعتها الأُمُّ علي وجهها، وهي تصرخ: إذن أنتِ مِن معسكر الأعداء! فبكتْ الابنةُ المسكينةُ، وهي تُتَمتِم: فأيُّ ميزةٍ ل'مرسي'؟! إنه يفتقر إلي ألفباء الرئاسة، والحكم! أمّا'السيسي' فهو المَثَلُ الأعلي للمصريين، والعرب! فتمَّ حبسُ الابنةِ رهنَ الإقامة الجبرية.. شهراً في بيتها، ومنعها من الخروج، والاتصال بأحد! * * * ويُروي أيضاً، أنَّ قيادياً إخوانياً في صعيد مصر، تحوَّل بيته- علي غير هواه- إلي خليَّةِ نحلٍ تؤيد ثورة'30 يونيو'! فالزوجة، والأبناء، وأشقاؤه، وشقيقاته، باتوا يحملون أعلام مصر، وصور السيسي! بل، إنهم منعوا القيادي الإخواني من الاجتماع بأنصاره الإخوان في بيته، وأجبروه علي ترك البيت! * * * وممّا يُروي، أنَّ طفلاً نابغاً سأل والده الإخواني في اجتماعٍ له مع الإخوان: أبي.. لماذا لا تُرَشِّحون السيسي بدلاً من مرسي؟! فقاطعه والده بعنفٍ: اسكتْ، لو قلتَ هذا مرَّةً ثانيةً، سأضربك! فقال الطفل الوديع: أنا أحب السيسي، ولا أحب مرسي! فقام الوالد بضربه بشدةٍ، ومنعه من المصروف حتي يتوبَ من ذنبه! * * * وممّا يُروي كذلك أنَّ طفلةً سألتْ أُمُّها الإخوانية: ماما.. لماذا مرسي لا يلبس بدلة عليها نجوم، وأضواء مثل السيسي؟! فلم تستطع الأُم الرد! لكنَّ البنت الصغيرة أجابت: بدلة السيسي أحسن من بدلة مرسي! * * * وممّا يروي في هذا الأمر، أنَّ أحد الإخوان رأي ابن جاره الإخواني يهتف: الجيش والشعب يد واحدة! فعاتب والده عتاباً لاذعاً! فما كان من الآخر إلاَّ أنْ هبَّ في وجهه قائلاً: وأنا شاهدتُ بناتك، وهنَّ يهتفنَ: سيسي.. سيسي! * * * ومما يروي، أنَّ مجموعةً من شباب الإخوان أثناء اعتصامهم ب'رابعة' تجرءوا علي طلب الاجتماع برئيسهم المباشر. وعندما حضر فاتحوه بمعارضتهم لمرسي، وقراراته، وإدارته السيئة للبلاد! وأنهم يُطالبونه بمساندتهم في قرارهم الرافض لعودة مرسي! وعندما قال لهم: ومَن إذن تُرشِّحون؟! صاحوا جميعاً: السيسي! * * * ويُروي أنه أثناء خروج مظاهرة لنساء الإخوان في محافظة'البحيرة'، اعترضتها مظاهرة لفتيات الإخوان أغلبها من'الزَّهرات' الصغيرات، وهنَّ يهتفنّ: مرسي لا.. سيسي آه! فكانت النهاية مأساويةً للصغيرات، فقد تمَّ سَحْلُهنَّ علي الملأ، وجعلُهنَ عِبرةً لمن يعتبر! * * * وممّا يُروي كذلك، أنَّ مجموعةً كبيرةً من ربّات المنازل في محافظة الشرقية، قُمنَ بعمل مظاهرة حب للجيش المصري، الذي خلَّصهم من جَور الإخوان، وغطرستهم! فما كان من الإخوان إلاَّ محاصرتهنَّ، وتهديدهنَّ! لكنَّ إحدي الأمهات العاقلات قالت لقائد ميليشيا الإخوان: اضربونا، اسحلونا، مزِّقونا! فنحن مع الجيش حتي النهاية! * * * ويُروي أيضاً، أنَّ أحد الإخوان الحركيين اعترف لإخواني من المُقرَّبين إليه، في لحظة صدقٍ بقوله: أنا لا زلتُ مع الإخوان! لكنَّ تأييدي، وإيماني بالقضية قلَّ تأثيره داخلي! وكل يومٍ أشعر بتغييرٍ في موقفي! فماذا أفعل؟! فردَّ عليه صديقه الإخواني: وأنا كذلك! وكنتُ أخشي الكلام معك في هذا الموضوع! فقال الأول: وما الحل؟! فأجاب الآخر: أنْ نعتزل العمل الميداني، وألا نحضر اعتصام'رابعة'! فقال الأول: بل، أنا أعترف لك أني أميلُ الآن إلي جانب المحافظة علي الدولة المصرية، وتأييد الجيش، وضرورة فض الاعتصام، لأنه فقد جدواه! فقال الآخر: لا فائدة من الاعتصام! ولا فائدة من التمسُّك ب'مرسي'! بل، أري أنَّ المرحلة لا يُناسبها إلاَّ السيسي! لكنّهما وقعا في شرِّ أعمالهما، إذْ سمعهما إخواني مُتطرفٌ، فذهب إلي مسئول'السلخانة' في'رابعة' وقال له: لقد سمعتُ فلاناً، وفلاناً.. يهاجمان مرسي، ويؤيدان السيسي! وفي السلخانة، تمَّ شَويُهما، وتَعليقُهما كالذبيحة! * * * وممّا يُروي كذلك، أنَّ شابّاً إخوانياً مُتنطِّعاً، رأي أباه غيرَ الإخواني، وهو يهتف بكل قوته عندما شاهد السيسي علي التلفاز: عظيم، والله عظيم! فقاطعه ابنه الإخواني بفظاظةٍ: مّن العظيم؟! فأجاب الأبُ بثقةٍ: السيسي.. طبعاً! فكان تعليق الابن: لقد كفرَ والدي.. وربّ الكعبة! فردَّ عليه الأبُ بشفقته الكبيرة: هذه سياسة، ولا علاقةَ لها بالإسلام! يا بُنَيَّ.. أنتَ مخدوعٌ في هؤلاء! وستري في المستقبل، كيف أن الإخوان يلعبون بورقة الدين! فقاطعه الابن: إذن، أنتَ زِنديق