التعليم: مصروفات المدارس الخاصة بأنواعها يتم متابعتها بآلية دقيقة    متحدث الوزراء: الاستعانة ب 50 ألف معلم سنويا لسد العجز    أمين سر خطة النواب: أرقام الموازنة العامة أظهرت عدم التزام واحد بمبدأ الشفافية    التموين : لم يتم تغيير سعر نقاط الخبز بعد تحريك سعره    حماية المستهلك: ممارسات بعض التجار سبب ارتفاع الأسعار ونعمل على مواجهتهم    اليوم.. البنك المركزي يطرح أذون خزانة بقيمة 500 مليون دولار    ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على حلب ل17 قتيلًا و15 جريحًا    عماد الدين أديب: نتنياهو الأحمق حول إسرائيل من ضحية إلى مذنب    التصعيد مستمر.. غارة جوية على محيط مستشفى غزة الأوروبي    البرتغال.. تصادم طائرتين خلال عرض جوي يودي بحياة طيار ويصيب آخر    انعقاد اجتماع وزراء خارجية كوريا الجنوبية والدول الأفريقية في سول    أفشة: هدف القاضية ظلمني.. وأمتلك الكثير من البطولات    ارتبط اسمه ب الأهلي.. من هو محمد كوناتيه؟    أفشة يكشف عن الهدف الذي غير حياته    "لقاءات أوروبية ومنافسة عربية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    الغموض يسيطر على مستقبل ثنائي الأهلي (تفاصيل)    موعد ورابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة جنوب سيناء    حريق هائل يخلف خسائر كبيرة بمؤسسة اتصالات الجزائر    السكك الحديد: تشغل عدد من القطارات الإضافية بالعيد وهذه مواعيدها    استشهاد 8 بينهم 3 أطفال فى قصف إسرائيلى على منزلين بخان يونس    أحداث شهدها الوسط الفني خلال ال24 ساعة الماضية.. شائعة مرض وحريق وحادث    أفشة ابن الناس الطيبين، 7 تصريحات لا تفوتك لنجم الأهلي (فيديو)    سماع دوي انفجارات عنيفة في أوكرانيا    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلين شرق خان يونس إلى 10 شهداء    زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب "إيشيكاوا" اليابانية    «مبيدافعش بنص جنيه».. تعليق صادم من خالد الغندور بشأن مستوى زيزو    خوسيلو: لا أعرف أين سألعب.. وبعض اللاعبين لم يحتفلوا ب أبطال أوروبا    تعرف على آخر تحديث لأسعار الذهب.. «شوف عيار 21 بكام»    محافظ بورسعيد يودع حجاج الجمعيات الأهلية.. ويوجه مشرفي الحج بتوفير سبل الراحة    محمد الباز ل«بين السطور»: «المتحدة» لديها مهمة في عمق الأمن القومي المصري    «زي النهارده».. وفاة النجم العالمي أنتوني كوين 3 يونيو 2001    أسامة القوصي ل«الشاهد»: الإخوان فشلوا وصدروا لنا مشروعا إسلاميا غير واقعي    فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفقا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية    «رئاسة الحرمين» توضح أهم الأعمال المستحبة للحجاج عند دخول المسجد الحرام    وزير الصحة: تكليف مباشر من الرئيس السيسي لعلاج الأشقاء الفلسطينيين    تكات المحشي لطعم وريحة تجيب آخر الشارع.. مقدار الشوربة والأرز لكل كيلو    منتدى الأعمال المصري المجري للاتصالات يستعرض فرص الشراكات بين البلدين    «أهل مصر» ينشر أسماء المتوفين في حادث تصادم سيارتين بقنا    جهات التحقيق تستعلم عن الحالة الصحية لشخص أشعل النيران في جسده بكرداسة    إنفوجراف.. مشاركة وزير العمل في اجتماعِ المجموعةِ العربية لمؤتمر جنيف    العثور على جثة طالبة بالمرحلة الإعدادية في المنيا    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    أصعب 24 ساعة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الإثنين: «درجات الحرارة تصل ل44»    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم دراجتين ناريتين بالوادي الجديد    تنخفض لأقل سعر.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الإثنين 3 يونيو بالصاغة    دراسة صادمة: الاضطرابات العقلية قد تنتقل بالعدوى بين المراهقين    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الإثنين 3 يونيو 2024    محمد أحمد ماهر: لن أقبل بصفع والدى فى أى مشهد تمثيلى    إصابة أمير المصري أثناء تصوير فيلم «Giant» العالمي (تفاصيل)    الفنان أحمد ماهر ينهار من البكاء بسبب نجله محمد (فيديو)    استقرار سعر طن حديد عز والاستثمارى والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 3 يونيو 2024    رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني يعلق على تطوير «الثانوية العامة»    حالة عصبية نادرة.. سيدة تتذكر تفاصيل حياتها حتى وهي جنين في بطن أمها    وزير العمل يشارك في اجتماع المجموعة العربية استعدادا لمؤتمر العمل الدولي بجنيف    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«روزاليوسف» توثق جرائم القتل والتعذيب فى اعتصامات الإرهابيين!


المحارق الإخوانية!

الحديث مع مصادرنا داخل رابعة كشف عن نبرة ثقة لما يقومون به بدعوى أن رابعة هى أول ما تم تحريره من سلطة الانقلابيين.. الأمر الثانى: أن عدد الجنود والضباط والأشخاص الذين تم خطفهم ليس صغيرا ولن يكتفوا بهم، بل هناك عمليات أخرى سوف تحدث.. ثالثا: أماكن التعذيب برابعة العدوية وهى «داخل المسجد.. وخلف وأسفل المنصة الرئيسية وفى بعض الخيام وحجرات على المسجد مخصصة لتعذيب السيدات.. وراء المسجد.. والحدائق المجاورة لمدرسة عبد العزيز جاويش».. أما فى اعتصام النهضة فهو: داخل حديقة الأورمان وحديقة الحيوان وأسفل المنصة الرئيسية وفى مسجد القائد إبراهيم!

مصادرنا داخل إمارة رابعة فكان حديثنا معهم صادما لنا حيث قالوا إن ما يحدث داخل رابعة هو حق لهم.. فكل من يتم القبض عليه داخل اعتصام رابعة هم جواسيس من قبل نظام فاسد مغتصب للسلطة - على حد تعبيرهم - مشيرين إلى أن حكومة الانقلابيين يفعلون ذلك أيضا مع كل مؤيد لمرسى.. وبمواجهته بعمليات التعذيب التى وصلت لحد الموت داخل زنزانات الإخوان قال أحدهم: ما حكم الإسلام على الجاسوس أو الخائن إلا الموت؟! .. مضيفا أن الإعلام يضخم من أى شىء يخص رابعة.. فلا يوجد فى رابعة حجرات للتعذيب، ولكن من يتم القبض عليه من الجواسيس وعملاء الأمن يدخل فى خيمة فى ساحة مسجد رابعة ونقوم باستجوابه ولابد من بعض العنف حتى يتكلم.. هكذا تعلمنا من أمن الدولة.

أما عن عمليات الخطف فقال مصدرنا: إن المواجهة قادمة لا محالة.. فمن قام بالانقلاب على السلطة الشرعية لن يتهاون معنا وسيقوم بإبادة كل المعتصمين والمؤيدين لمحمد مرسى وكل ما هو إسلامى.. لذلك فالقيادات رأت أن يكون معنا ورقة للتفاوض أو يكونوا فى الصفوف الأولى عند المواجهة.

داليا زيادة مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية كشفت أن المركز يحقق فى هذه الجرائم الدموية من خلال لجنة متخصصة لمعرفة الأعداد الحقيقية للذين تعرضوا للتعذيب فى الاعتصامات الإخوانية من رابعة والنهضة والقائد إبراهيم بالإسكندرية لتوثيق شهادات التعذيب .. مؤكدة أنها ليست المرة الأولى التى يعذب فيها الإخوان مصريين عزل، حيث سبقتها واقعة تعذيب بعض المواطنين بدار المناسبات الخاصة بجامع بلال بن رباح فى المقطم، وتعرض وقتها العديد من المتظاهرين للتعذيب على يد مؤيدى المعزول، ولا ننسى التعذيب السادى على أبواب الاتحادية.

وأضافت زيادة: إن الشرطة والنيابة لن تستطيع أن تتدخل سواء للتحقيق أو حتى للقبض على المتورطين فى قضايا التعذيب فى رابعة أو النهضة لأن وقتها سيتم استغلال الحدث على أنه فض للاعتصام بالقوة.

وتيرة التعذيب ترتفع بوضوح مع السكوت عليها حتى انتقلت العدوى إلى الإسكندرية ودون أى رادع من دين أو ضمير.. حوّل أنصار المعزول المساجد إلى سلخانات لتعذيب معارضيهم، ولن ننسى أيضا إلقاء المعارضين من فوق الأسطح فى الإسكندرية على طريقة الحمساوية فى انقلاب غزة!

وعلى ما يبدو.. فإن ثمة رابطا بين التعذيب والتنكيل وبين المساجد فى عقيدة الإخوان، فقد حول أعضاء الجماعة الإرهابية مسجد رابعة إلى معتقل جوانتانامو.. للتنكيل والتعذيب حتى الموت بأوامر من قيادات الجماعة وبفتاوى مغلوطة باسم الدين يصدرها بعض الجهلاء. مؤيدون للحرب على الإرهاب.. ومعارضون لحكم مرسى.. كلهم نالوا الجزاء ذاته من قتل وتعذيب وبتر أعضاء وسحل حتى الموت.. أحد الناجين من زنزانات التعذيب التى أقامها الإخوان داخل ساحات مسجد رابعة العدوية هو المواطن فتحى مدبولى من المنيا.. كشف أن هناك ثلاث حجرات داخل ساحة مسجد رابعة العدوية مخصصة لعمليات التعذيب، وحكى معاناته بقوله: فى البداية تم توثيقى من يدى وأدخلونى الحجرة الأولى وضربونى بشوم ومواسير حديد وسكبوا ماء على قميصى ثم تم صعقى بجهاز كهربائى وفى هذه الأثناء دخل محمد البلتاجى وقال: فكوه الآن عشان أسامة بيه.. ودخل شخصان اتضح أنهما أسامة ياسين وزير الشباب والرياضة السابق وصفوت حجازى وكان معاه «مسدس» وهم المشرفون على عمليات التعذيب.. أثناء الضرب والتعذيب كانوا يسألونى: أنت مين.. أنت عميل.. أنت تابع للأمن الوطنى .. أنت جاسوس.. ثم قاموا بأخذى وأدخلونى الحجرة الثانية لأن الأولى مخصصة للضرب والثانية للاستجواب، أما الثالثة فبها أكثر من 40 قبطيا من اللى كانوا بيعملوا شاى وسندوتشات وعربيات كبدة داخل اعتصام رابعة.. وعن الأشخاص الذين قاموا بتعذيبه قال «مدبولى» هم يا إما من الظباط الملتحين أو غير مصريين.. لأن أجسامهم كبيرة وضخمة ومعندهمش رحمة.. وثانيا لأنهم وفى نهار رمضان كانوا يمسكون زجاجات المياه وفى جيوبهم علبالسجائر وكانوا يدخنون.

المصيبة الحقيقية كما يروى الناجى من سلخانة الإخوان.. هى الضباط المتقاعدون حيث إنه رأى هناك كثيرا منهم.. فأنت عندما تدخل الاعتصام ياخدوا البطاقة ويعرفوا إنهم ظباط متقاعدين يعدوا على ثانى كردون يتفتش وبعدها تجد نفسك فى عالم آخر تماما واللى يطلعك منه هو المولى عز وجل.. والناس دى مدربة تماما وفيهم ناس عرب من بتوع حماس وفى كمان سوريين فهم يقومون بضربك وتعذيبك لمرة واحدة سواء ضرب أو تعذيب أو صعق أو قطع لبعض الأطراف أو خلع الأظافر ثم يقوموا بنقلك إلى حجرة الاستجوابات.. أثناء استجوابى سمعت صوتا ينادى: مسكنا ضابط أمن دولة.. بصيت من الأسياخ وجدت شابا عنده حوالى 36 سنة لابس قميص كروهات وبنطلون جينز ضربوه بلا رحمة حوالى ربع ساعة متواصلة حتى فقد الوعى تماما واللى كانوا بيضربوه خمسة .. فحجرة الضرب بها خمسة أشخاص يقومون بالتعذيب وهم لا يحترمون سنا أو احتراما لشهر الرحمة وهى ناس لا تعرف الله.. وعندما يقولون من على المنصة «عايزين سيارة إسعاف» تعرف إن فى شخص تم تعذيبه وهيموت وسوف يتم رميه فى أى مكان . هما كانوا يقولون إنهم بيبنوا 150 حماما فى رابعة ولكن الحقيقة إنهم قاموا ببناء 150 زنزانة تعذيب، ومنها وللأسف داخل مسجد رابعة.

«مستور محمد سيد» أحد من تعرضوا للتعذيب داخل رابعة يكشف تفاصيل السادية الإخوانية ضد المصريين بقوله: كنت متواجدا بشارع عباس العقاد بمدينة نصر وفى طريقى إلى محيط قصر الاتحادية للمشاركة فى مليونية الشرعية للشعب فوجئت بمجموعة من حوالى 12 فردا من مؤيدى المعزول اجتذبونى مع عدد من الشباب واقتادونى إلى رابعة واعتدوا علينا بشدة بالضرب والسحل.. وأجروا معنا تحقيقا حول أسباب نزولنا للمشاركة فى المليونية التى دعت إليها حملة «تمرد» والقوى السياسية والثورية ومن يمولنا.. ولماذا نؤيد السيسى وعن انتمائنا السياسى وغيرها من الأسئلة.

ويستكمل «مستور»: قلت لهم دون أن أدرى خطورة ذلك، إنى معارض فازدادوا وحشية فى الضرب واستمر ذلك لعدة ساعات حتى أدخلونى إلى المستشفى الميدانى برابعة.. لخياطة جرح برأسى ثم أنزلونى لمكان يحتجزون به نحو 50 شخصا من المعارضين من بينهم عسكرى جيش مصاب بكسر فى الذراع والقدم.. وجاءوا بصورة لمرسى وأمرونا بالركوع له فرفضنا فكهربونا حتى فقدنا الوعى!.. بعد ذلك أجبرونا على تناول أدوية ما أفقدتنا الوعى مرة أخرى وبعد أن صحونا أخبرونا أنهم صورونا فى أوضاع مخلة وأنهم سينشرون تلك الصور على الإنترنت وأخذوا بطاقات عدد منا وأطلقوا سراحنا بعد أن هددونا أننا لو تكلمنا بما حدث معنا سيقتلوننا.

ومن أفظع شهادات التعذيب هذه التى أشعلت الرأى العام بعدما كشفت منتقبة شابة تدعى «مهجة. ع» - 20 عاما - من قرية سنديون بمركز قليوب عن اختطافها فى رابعة وأجبروها على ممارسة الرذيلة، وقالت فى بلاغها إنها اختطفت فى أعقاب أحداث قليوب من أمام أحد مسجد القرية لتفاجأ باحتجازها داخل إحدى الحجرات فى اعتصام رابعة أعلى المسجد وتعرضت للتعذيب ومحاولة إجبارها على ممارسة الرذيلة.. وقالت إنها أثناء خروجها لزيارة خالتها وفى أثناء سماعها أذان الظهر توجهت لأحد المساجد للصلاة وعقب خروجها من المسجد فوجئت بسيارة سوزكى سوداء اللون يستقلها شخصان ملتحيان جذباها لداخل السيارة بالقوة وخدراها.. وعندما أفاقت فوجئت بوجودها داخل الحجرة وبجوارها مجموعة من السيدات المنتقبات باعتصام رابعة.

وكشفت الشاهدة عن أن «سجانات» جوانتانامو رابعة احتجزنها داخل الحجرة والاعتداء عليها بالضرب المبرح.. وأكدت أنها لاحظت عدم أداء السيدات المتوجدات الصلاة فى أى من الأوقات .. وفى ساعات الليل فوجئت بهن يطلبن منها الاستعداد لمعاشرة أحد الاشخاص المتواجدين فى الميدان وعندما رفضت عرضوا عليها 500 جنيه مقابل الاستمرار فى الاعتصام دون أن يمسها أحد إلا أنها رفضت، وعندما فشلت كل المحاولات خدروها للمرة الثانية بمعاونة بعض الأشخاص وألقوا بها بميدان المؤسسة بشبرا الخيمة.. وتروى الشاهدة أنها سمعت صوت امرأة بحجرة مجاورة وهى تصرخ بأعلى صوت «والله ما عملت حاجة» وصوت امرأة أخرى تقول لها «والله لنسلخ لحمك» ودقائق معددوة ووجدنا رجال التأمين صعدوا لمصلى النساء لتأخذ تلك السيدة لترى ما التصرف بشأنها.. بعد أن سلبوا ذاكرة الهاتف المحمول الخاص بها خشية التقاط صور من داخل المسجد.. ولكن النساء رفضت تسليم تلك السيدة لرجال التأمين وقالوا لهم «احنا هنتصرف معها انتوا طيبين سيبونا احنا بقى عليها دى مش هتخرج من هنا».

وبسؤالى عما حدث قالوا لى إن تلك السيدة التى تتلقى التعذيب دخلت المسجد «بجيبة وبلوزة» وفجأة رأوها مرتدية الإسدال وتغسل نقابا وبسؤالها من أين جاءت بالإسدال والنقاب قالت: بغسل النقاب لواحدة بتحمى بنتها والإسدال استعرته منها حتى أغسل ملابسى.. ولكن رواية السيدة لم تقنع النساء وظنوا أنها مندسة بين الأخوات لالتقاط صور لهم وهن مرتديات لملابس المنزل داخل المسجد لتشويه صورة المعتصمات.

وهناك شهادة أقل سادية مقارنة بما سبق، حيث كشف شاب أنه وقعت مشادة كلامية بينه هو وصديقة وبين أنصار المعزول.. فاعتدوا عليهما ووضعوا كلا منهما فى خيمة وضربوهما بالعصيان والحديد ثم وضعوه فى «شوال» وألقوا به فى الشارع!

وفى «أبوغريب النهضة» الأجرأ والأكثر دموية، حيث تحولت المساحات الخضراء المحيطة بمكان الاعتصام إلى حمراء.. بعد أن شهدت سفك دماء ضحايا الإخوان وتعذيبهم على يد معتصمى الرئيس المعزول وكانت «حديقة الحيوان» و«حديقة الأورمان» وأسفل المنصة الرئيسية للاعتصام هى الأماكن الأبرز التى شهدت حالات احتجاز وتعذيب وقتل.

أنصار المعزول حولوا حديقة الأورمان إلى «سلخانة تعذيب» حقيقية لسكان المنيل وبين السرايات.. بل باتت أشبه بحديقة الشهداء بعد أن تم العثور بداخلها على عدد من الجثث أو بجوار أسوارها.. الإخوان يسحلون ضحاياهم بداخلها ويربطونهم فى الأشجار ويتعدون عليهم حتى الموت بالآلات الحادة والطعن والركل وهو ما تبينت آثاره فى خمس جثث تم العثور عليها أمام حديقة الأورمان.. وفى حديقة الحيوانات المواجهة لحديقة الأورمان وجامعة القاهرة التى احتلها معتصمو المعزول وحولوها إلى مقر لاستجواب ضحاياهم من المعارضين لهم وتجرى بها أغلب عمليات التعذيب.. أدوات التعذيب التى تم استخدامها من واقع آثار التعذيب على أجساد الجثث من الكى بمياه كاوية والصعق بالكهرباء واستخدام «سيخ حديد» لاقتلاع العيون وتصفيتها.

أم سيد بائعة الشاى بالاعتصام الجيزة الشاهدة على حلقات التعذيب والاختطاف العشوائى للمارة بميدان الجيزة وسحلهم حتى الموت قالت: بعد صلاة التراويح فوجئنا بالآلاف من الإخوان يهتفون ضد السيسى ويهاجمون ميدان الجيزة بإطلاق النيران على المارة من أعلى الكوبرى ورأيتهم يسحلون ثلاثة إلى أسفل الكوبرى وتعدوا عليهم بالضرب بآلات حادة وعندما حاول البائعون إنقاذهم تحججوا بأنهم كانوا يسرقون بالمسيرة علاوة انهالوا على الباعة الجائلين بالضرب لإبعادهم.. مضيفة أن الإخوان سحلوهم بعد تجريدهم من ملابسهم ناحية جامعة القاهرة ولم يظهروا بعد ذلك.

وفى شارع الصناديلى بالجيزة الذى شهد معركة دامية بعد تهجم أنصار الرئيس المعزول على السكان بالأعيرة النارية.. يروى عم عاشور ما حدث لابنه ويقول: ابنى حاول حماية منزلنا بعد هجوم الإخوان علينا، ولكنهم تجمعوا حوله ووضعوا عصابة سوداء على عينه وانهالوا عليه بالضرب بالشوم والصعق بالكهرباء وسحلوه إلى ميدان الجيزة .

أما فى الإسكندرية فقد حول أعضاء الجماعة الإرهابية مسجد القائد إبراهيم إلى سلخانة كبيرة للتعذيب والتنكيل وأصبحت بركة من الدماء.. أحمد ثابت الناشط السياسى قال إنه تعرض للتعذيب على مدار 14 ساعة متتالية داخل المسجد بعد أن خطفته ميليشيات الإخوان من المسيرة المتجهة من محكمة الحقانية إلى سيدى جابر لتأييد السيسى فى مواجهة الإرهاب .. وقال: قبل قيامهم بسحبى إلى المسجد أطلق أحدهم الرصاص على مفصل قدمى.. مما أدى إلى كسر مضاعف فى قدمى اليمنى وبعدها تناوبوا الاعتداء علىّ بالضرب بالمواسير الحديدية على رأسى ووجهى وجميع أنحاء جسدى بعد أن جردونى من ملابسى ودهسوا وجهى بأقدامهم وسحلونى أنا ومن معى داخل المسجد مطالبين بالاعتراف بأننا ممولون وكل من يشارك فى تظاهرات سيدى جابر ممول وأجبرونا على أن نسجل فيديوهات بذلك!

أحمد عبد العزيز حكى لنا تجربته المميتة مع الساديين الإخوان، بقوله: شاركت فى المسيرة التى انطلقت من محكمة الحقانية إلى سيدى جابر وفوجئنا بقطع الطريق علينا من ميليشيات الإخوان وإطلاق النيران بشكل عشوائى فى اتجاه المسيرة وخطفونى وتناوبوا على تعذيبى لساعات طويلة داخل المسجد مرددين: «أنتم تبع مين مش هتخرجوا غير ميتين لو مقولتوش يا بلطجية»، ثم جردونى من ملابسى العلوية وضربونى بالأسلاك والمواسير على رأسى ووجهى إلى أن تجمعت الدماء فى عينى وأصبحت لا أرى شيئا بجانب عدم استطاعتى التركيز بعد الضرب على رأسى ولم يرحمنا سوى الشرطة بعد عدة محاولات لإخراجنا أحياء من بين أيدى هذه الميليشيات الدامية!

سعيد رضا مختار روى معاناته بقوله: لم أشارك فى التظاهرات وكنت أسير على طريق الكورنيش بمحطة الرمل وفوجئت بشيخ يشهر السلاح فى وجهى ويشدنى من ملابسى بمعاونه عدد من الأشخاص وسحلونى لداخل مسجد القائد إبراهيم وضربونى بالشوم على جميع أجزاء جسدى مطالبين منى الاعتراف أنى بلطجى وأخذوا يقولون: أنتم بلطجية وسبونا بالأب والأم وعذبونا بالاسلاك.

أما عن عمليات خطف الجنود فالحقيقة أن عدد الجنود والضباط سواء من الجيش والداخلية وحتى الضباط المتقاعدين غير معروف بدقة، ولكن المعلن أن عصابات الإخوان خطفت المجند ميخائيل خير من أمام كتيبته مركز 6 سائقين القاهرة وهو يرتدى الزى العسكرى ووضعوه فى سيارة وفروا به إلى ميدان رابعة، وسمحوا له بالاتصال بأحد أفراد عائلته وقال: تم خطفى وأنا الآن فى رابعة.. بخلاف خطف اثنين من جنود قوات الأمن المركزى المتواجدين فى طريق النصر .. أيضا هناك أمر من نيابة مدينة نصر بسرعة إجراء تحريات المباحث حول واقعة اختطاف 4 جنود أمن مركزى آخرين ومصادرة أسلحتهم.

وعن أطباء رابعة العدوية فجرائمهم تدمى القلوب، بعدما تحولوا لسلخانيين وأكد كل شهود وقائع التعذيب داخل رابعة أن أطباء المستشفى الميدانى رفضوا علاجهم.. وأحد الشهود قال إن طبيب الإخوان رفض علاجه ووجه له الحديث مخصوص قائلا: أنت جاسوس ومش هنعالجك وعندنا أوامر من المرشد بكده.. كما قامت طبيبة أخرى بضربهم بحذائها.. وأمرت نيابة مصر الجديدة حبس الطبيب محمد الزناتى مدير المستشفى الميدانى باعتصام رابعة ومساعده عبد العظيم إبراهيم لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات لاتهامهما بتعذيب النقيب محمد فاروق معاون مباحث قسم مصر الجديدة وأمين الشرطة هانى سعيد.

أشرف عباس مؤسس حملة: «أنا ضد التعذيب يقول: إن أعمال العنف التى تشهدها مصر منذ 26 يونيو حتى الآن أسفرت عن مقتل 310 أشخاص، بينهم 50 فى سيناء، وإصابة أكثر من 3 آلاف آخرين بجروح.

وأضاف: إن حالات التعذيب فى عهد مبارك كان أغلبها يتم داخل مقار الاحتجاز سواء أمن الدولة أو أقسام الشرطة، وكان التعذيب غالبا يوجه للمنتمين للتيارات الإسلامية والنشطاء السياسيين، وكان هذا التعذيب ممنهجا وكان تنتج عنه وفيات.
أما فى عهد الإخوان فاختلفت منهجية التعذيب الذى يقوم به مدنيون تابعون للحزب الحاكم وقتها ونقول عليهم ميليشيات- بتعذيب مدنيين آخرين، مثلما حدث فى موقعة الاتحادية، وهو نوع من التعذيب تطلق فيه السلطة اتباعها على المعارضة، فضلا عن التعذيب الموجه من الداخلية للمدنيين ووفاة حوالى 37 حالة داخل أماكن احتجاز على أيدى الداخلية ومنهم الجندى وسعد سعيد وحسام كامل وآخرون، وكانت التقارير حول أسباب وفاتهم تقتصر على جملتين انتحار أو هبوط حاد فى الدورة الدموية ويغلق الملف!

أما ما يحدث الآن ومنذ 30 يونيو من سلخانات التعذيب فى النهضة ورابعة فهذه صنوف مختلفة من حلقات التعذيب من ضرب وتنكيل وسحل وقتل وضرب آلات حادة واستخدام عصا خشبية مزودة بمسامير، وكلها يقوم بها مدنيون ضد مدنيين، وبدافع الانتقام، كما حدث مع حالة «هيثم محمد» تم تعذيبه فى النهضة ثم إطلاق النار عليه، مشيرا إلى أن الإسكندرية من أكثر المدن التى شهدت تعذيبا للمعارضين بعد محافظة القاهرة وأبرز أماكن التعذيب كانت مسجد القائد إبراهيم.

وأضاف عباس أنه وفقا لتقارير وزارة الصحة فيما يتعلق بأعداد القتلى جراء التعذيب وصل الآن إلى 11 قتيلا ما بين رابعة والنهضة، أما أعداد المصابين فلا يمكن حصرها بسهولة، فهناك من قام بالإبلاغ، وهناك ما لم يتم التوصل إليه أو معرفته، والحملة تحمل المسئولية كاملة لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ورئيس الجمهورية عن عجزهم عن حماية المواطنين المصريين من تلك الاعتداءات والتعذيب والقتل الذى يحدث لهم، ونطالب بوقف آلة القتل والتعذيب الدائرة بأى شكل من الأشكال.
وبسؤاله هل لديكم إمكانية للذهاب إلى اعتصامات رابعة والنهضة لتفتيشها، أكد أنه لا يمكن لمنظمة حقوقية أو مركز أن يكون قادرا على تفتيش تلك الاعتصامات فى هذا التوقيت، فهذا أمر شديد الخطورة وعلى الدولة أن تتخذ إجراءاتها حياله.

طالب بكلية سياحة وفنادق أحد الناجين من «باستيل القائد إبراهيم» كشف لروزاليوسف أن أفرادا من الإخوان خطفوه من ميدان الساعة بمدينة نصر يوم 5- 7 فى تمام الساعة الثالثة والنصف عصرا، أثناء انتظاره لمجموعة من أصدقائه للتوجه إلى قصر الاتحادية للاحتفال هناك، وجاء هؤلاء الملتحون فى ميكروباصين، وتوقفوا فى الميدان أحدهما كان به ملتحون ومعهم أسلحة وشوم وعصيان خشبية وصواعق كهربائية، والميكروباص الآخر كان يضم آخرين.

وقالا له: كل اللى نزل لدعم السيسى هانضربه زيك، وكنت أرى ونحن تحت المنصة برابعة وتضم غرف تعذيب وليست غرفة واحدة، عسكرى جيش يجلس وتظهر عليه ملامح الإعياء والتعذيب ولم يتجاوز ال 20 عاما، وضابط أمن دولة كنت أستمع لتعذيبهم له وتهديدهم له، ولكن لم يكن يتحدث المختطفون مع بعض، وأكثر من 40 شابا آخر من المعارضين مختطفين.

وعن الأسلحة التى كان يضمها معسكر التعذيب يقول الطالب الذى رمز لنفسه ب «الجبالى»: «رأيت سنج ومطاوى وفرد خرطوش فى أيدى قيادات وشباب الإخوان، وشوم تحوى مسامير، وصواعق كهربائية وعذبونى وضربونى وصعقونى بالكهرباء برأسى وفى أنحاء جسدى من الرابعة عصرا حتى السابعة صباحا الموافق 6- ,7 وطلبوا منى أن أسجد إلى صورة مرسى»، ولم يتركونى إلا بعد أن حصلوا على تليفونى الخاص ووجدوا عليه أسماء كثير من الشخصيات العامة والسياسية المعروفة، وقالوا لى لن نعطيك بطاقتك ولو عايزها يبقى هنرحلك من رابعة على الصعيد، فطلبت الخروج، ثم قالوا لى: إحنا معانا عنوانك، وهنخرجك من الاعتصام على شرط ألا تتحدث بكلمة وتحكى ماحدث هنا وإلا سنصلك فى أى وقت، وهو ما حدث فعلا من وقتها وبعد تحريرى محضرا فى النيابة لم أستطع الذهاب إلى منزلى، فهناك سيارة تقل ملتحين تتردد على منزلى وتسأل عنى باستمرار وهو ما يثير خوفى من انتقامهم منى.

وطالب الجبالى بمحاكمة الإخوان المسلمين بتهمة الفشل السياسى على مدار عام، والتحريض على قتل وخطف شباب المعارضة وتهديداتهم المستمرة للمجمتع المصرى بتدميره إذا لم تتم إعادة المعزول للسلطة، فضلا عن تخابر الجماعة مع حماس وتهديدها بوضع عبوات ناسفة لتفجير الكبارى والمؤسسات وبث الفتن عن الجيش.

وعن هذه الحالة البشعة والمروعة من اختطاف وتعذيب ثم قتل يروى لنا تفاصيلها محسن حسان حسين - ابن عم شهيد بين السرايات كرم حسن حسين - 42 عاما، سائق تاكسى، بقوله: ابن عمى تصدى لبلطجة الإخوان عندما هاجموا منطقة بين السرايات، مع أهالى الحى الجدعان الذين أرادوا حماية بيوتهم ومحلاتهم ونسائهم وأطفالهم، وبعد انتهاء هذه المعركة تم خطفه بعدها بيوم واحد، وظلت الأسرة تبحث عنه لمدة تسعة أيام، إلى أن تم العثور عليه فى مشرحة زينهم.

واضاف محسن: إن المشرحة قالت إنها تلقته من مستشفى أم المصريين، بعدما نقلته عربة إسعاف من ميدان النهضة، وكانيلفظ أنفاسه الأخيرة، وظهرت عليه آثار التعذيب بوضوح، حتى إنه عندما شاهدنا الجثة كان وجهه محروقا وكانوا رابطين رجليه، وتكاد تكون يديه مقطوعتين، حتى إن والدته المسنة لم تتعرف عليه إلا من خلال إحدى أسنانه، وشعره، وذكر تقرير الطب الشرعى أنه تعرض للتعذيب لأكثر من أربعة أيام!

محسن قال لنا: ابن عمى مش بلطجى ولا حرامى عشان الإخوان يعذبوه ويموتوه كده، وكان مصدر داخل أسرته، وكان ينفق على والدته العجوز بعد وفاة الأب قبل ثلاثة أشهر، فضلا عن أولاده، مؤكدا أننا لم نتلق العزاء فيه حتى الآن، ولن نترك دماءه تضيع هدرا ولن يفلت الإخوان من جريمتهم.

«م. س» التى رفضت ذكر اسمها حكت لنا هذه الناجية من سلخانة رابعة أنها كانت عائدة إلى منزلها سيرا على الأقدام بعد انتهاء جولتها لشراء بعض مستلزمات رمضان من أحد المحال التجارية القريبة من منزلها، وفوجئت بمسيرات نسائية ممن يسمين «الأخواتالمسلمات» تضم مئات السيدات اللائى ارتبن فى هيئتها، واتهمنها بأنها ارتكبت جرما فى حق هذه المسيرة، حيث رمقتهن بنظرات لم يرتحن لها، فما كان منهن إلا أن حاصرنها، ثم قدنها تحت التهديد إلى خيمة فى «رابعة» لتبدأ مأساة تعذيبها، وممارسة أسوأ أعمال العنف والبلطجة معها.

«م. س» رفضت تصويرها وقالت لنا إن (الأخوات) ألقين القبض علىَّ، واتهمننى بالتخابر والانتساب لفريق الجاسوسية الذى أسسه السيسى، لاستطلاع الأوضاع الميدانية ب«رابعة».

سيدتان قامتا بتثبيت مطواة فى جانبى، وهددتانى: (امشى معانا لنصفيكى، ولو رفعتى صوتك هيكون ده آخر يوم فى عمرك) أدخلانى فى سيارة كانت بانتظارهما، بعد تغمية عينى.

وآخر ما رأته عيناى فندق (سونستا)، المتواجد فى شارع الطيران، ثم استيقظت على خطبة لمحمد البلتاجى على المنصة: «الأخوات وجهن لى السب، واعتدين علىَّ، مستخدمات أدوات حادة، واستجوبننى بأسئلة مننوع: (أخدتى كام من الفلوس علشان تيجى هنا؟)، و(بتيجى كل يوم؟) وأجبرنها على خلع ملابسها السافرة وحرقنها.

«م. س» ظلت فى الميدان 15 ساعة، دون أن يدخل فمها أى طعام، منذ 11 ليلا إلى 2 عصر اليوم التالى، مشيرة إلى أنها تمكنت من الهروب، بعد أن وجدت نقابا تركته إحدى الأخوات فى الخيمة، لتعود إلى منزلها بأقصى سرعة، ويقول الموظف أحمد مدحت، زوج المخطوفة إنه حرر بلاغا بالواقعة، وعمل تقريرا طبيا شاملا لكل الإصابات والتورم فى وجهها، مشددا على أنه لن يسكت عن حق زوجته.

حسن عبد الوهاب -40 عاما -أمين حزب التجمع لمنطقة شرق القاهرة قال لروزاليوسف إنه ذهب إلى اعتصام رابعة فى 20 -7 ومعه خمسة من شباب الثورة بعد استغاثة سكان رابعة من الاعتصام، وتوجه مع الشباب لرصد أى تحركات من المتوقع أن يقوم بها الإخوان فى هذه الليلة، ونزلت مع ثلاثة من الشباب وتركنا الاثنين الآخرين فى سيارتى التى ركنتها فى أول شارع عباس العقاد، ولكن يبدو أن أمن الاعتصام والإخوان كانوا يرصدون تحركاتنا من أول ما وصلنا، وبعد دخولى الاعتصام وأثناء خروجنا أنا والشباب الثلاث لاحظنا ما يحدث فى سيارتى، حيث تجمع حولها عدد من الملتحين الإخوان، وقاموا بتفتيشها فضلا عن تكتفيهم للشابين الموجودين بالسيارة وأخرجوا ما فيها، وكان وقتها بها بوسترات لحملة تمرد واستمارات سحب الثقة، واستمارات خاصة بحزب التجمع، وغيرها من اللافتات، ثم أجبرونى أنا والشابين بالدخول إلى الاعتصام مرة أخرى لتواجهنا الضربات واللكمات، وكان التوقيت آنذاك 15,2 صباحا لنظل فى الاعتصام حتى 15,6 صباحا من نفس اليوم، ومن حسن الحظ أن تسلل الشابان الآخران ليكونوا همزة الوصل بين احتجازنا والعالم الخارجى، وبدونهم لم يكن يعلم أحد بأماكن خطفنا، وأضاف عبدالوهاب: بعد دخولى مع الشباب الثلاثة نادى من يقودنا على شخص يدعى - ماهر- وأخذيحقق معنا لمعرفة أسباب المجىء للاعتصام، ورددت عليه: حتى استوضح ما يحدث فيه، وأننا مستعدون للموت بشرف ورجولة، وأعتقد أن هذا التحدى فى التعامل هو أحد الأسباب التى أخرت تعذيبنا.

بعدما اطلع المدعو ماهر على ما عثر عليه شباب الإخوان فى سيارتى جن جنونه، واستشاط غضبا، وقال لى: «أنتم طلعتم ناس مهمة جدا» ثم تركنا، وبعدها اقتادونى إلى مكان مهجور داخل «طيبة مول» قذر ومظلم ومخيف، وفى الحقيقة أدركنا فى هذه اللحظة أننا لن نخرج من هذا المكان المرعب وكانت أصعب اللحظات التى مرت علينا، لما تعرضنا فيه من ضغط نفسى وعصبى عال جدا، وعبر هذه الممرات المظلمة بالمكان الذى كان يمتلىء بشباب الإخوان وجميعهم يشبهون «أحمد سبع الليل» ''فى فيلم «البرىء» فهم مغيبون متحفزون جدا ضد هؤلاء الزوار الجدد، بإشارة واحدة يمكن أن يفتكوا بنا ويقتلونا.

وبسؤالى له: هل كان بجوارك أشخاص يتم تعذيبهم، قال «لمأر ذلك، لكن استمعت فى الباكية الموجودة بجوارى إلى تحقيق يجرى مع أشخاص آخرين مثلما تم معنا، وبعدها بساعات تم الإفراج عنا، وعرفت السبب بعد ذلك، حيث فهمت من تجمعات الشباب الموجودة أمام الاعتصام فى استقابلنا أنها أزعجت المسئولين عن الاعتصام وخوفوا من حدوث صدامات معهم تثير المشاكل لهم، بالإضافة إلى أن الإخوان خافوا أن يتورطوا مع عضو فى حزب معروف ومن ثم كان سيتم فضحهم وكشف جرائمهم من خطف وتعذيب مواطنين.
أما عن تفسير القيادى بالتجمع لهذا المشهد الدموى الذى ترسمه الجماعة فى الاعتصامات والمسيرات، قال: الجماعة تدرك أن قياداتها تورطوا بشكل حقيقى فى أعمال عنف كبيرة بالبلاد، ومن ثم فهناك رغبة لديهم دائما أن يدافعوا عن رقابهم لآخر نفس، ويعتصموا لكى يحسنوا شروط التفاوض، ليخرجوا من هذه الجرائم بشكل آمن، وأضاف أنه ينبغى على الدولة أن تعتبر رابعة منطقة خارج نطاق القطر المصرىمؤقتا، ويتم حصارهم فى تحركاتهم الخارجية إذا قاموا بمسيرات ويتم مواجهتهم بمنتهى القوة والحزم فى حال الاعتداء على منشآت أو مواطنين أبرياء، لكن التدخل الأمنى الفج سيعطى الإخوان أرضية وتأييدا واسعا سواء من الداخل والخارج.

وقال عبد الوهاب إن الجماعة تريد توريط الجيش فى قتل اكبر عدد من أعضائها، فليس لديها مانع من التضحية بآلاف من القتلى من أجل استعادة هذه الحالة من القمع التى ترغب دائما أن تعيش فى سياقها وحققت أكبر مكاسب عبرها كما حدث فى عهد مبارك، ومن ثم فعلينا فى هذه المرحلة الا نسمح لهم بخلق مظلومية جديدة ينتشروا من خلالها للشعب المصرى من جديد.

محمد سعد - مصور بالبديل - قال لروزاليوسف إنه تعرض للاعتداء والضرب من بلطجية من معتصمى النهضة، بعد الانتهاء من تأدية عمله، وقال إنه «يذهب لتغطية الاعتصام منذ أول رمضان، ولكن فى الفترة الأخيرة أول ما يتعرفوا على هويتى بأننى أعمل مصورا بالبديل كانت ردود فعلهم بتكون غير راضية ومتحفزة ضدى خاصة بعد نشر الموقع لأكثر من فيديوهات تدينهم وهم بحوزتهم أسلحة.

وقال سعد من خلال زياراته للاعتصام تيقن أن الشباب الموجودين بالداخل «ملعوب بدماغهم جدا جدا» وموجهين بان ما يفعلواه هو جهاد من أجل الإسلام والله وحماية الشريعة واستشهادهم سيكون خير لتحقيق كل هذه المطالب، والاعتصام اشبه بكتيبة جيش تتكون من شعب وقيادات وشباب صغار وكانهم جنود، فهناك من كل محافظة وفد، سواء اسيوط او بنى سويف او المنيا، وياتى مع كل وفد قيادة وكانه ضابط ومعه الشباب وهم يمثلوا الافراد او الجنود، ويتم تحريكهم وفقا للاوامر التى يتلقوها من هؤلاء القادة، فمثلا يامروهم بالتجمع نحو المنصة وترك الخيام من اجل الهتاف والتنديد بالانقلاب والمطالبة بعود مرسى حتى ولو كان ذلك فى اسوأ درجات الحرارة، او يامروهم مثلا بالتجمع والتحرك لمسيره نحو ميدان الجيزة او الالتحاق بمسيرة قادمة من شارع الهرم واحضارها إلى اعتصام النهضة '' .

وقال ان اعتصام النهضة مجهز بالداخل من وجود مطابخ تقوم النساء الإخوانيات بإعداد الأطعمة فيها، وهناك «كرفانات» مبنية وهى عبارة عن الحمامات ويتم توصيل صرفها على حديقة الأورمان، ويوجد بالاعتصام من يرتدون '' vestز فسفورى يتجولون فى الاعتصام دائما يلاحظون اى جديد ويراقبون اى غريب، يستمعون للأخبار المختلفة وحوار المعتصمين وكانهم يقوموا بدور ''البصاصين.

جيهان نصر- المصورة بجريدة الشروق - كانت ضحية اعتداء وتعذيب هى الأخرى قالت لروزاليوسف انها ذهبت للتغطية الصحفية لاعتصام النهضة يوم 28 يوليو، واول خطوة لابد ان يمر بها اى شخص هو التفتيش من قبل اللجان الامنية الموجودة على البوابات، من الفتيات، وطلبوا منى اظهار هويتى، فاطلعتهم عليها، وكارنية النقابة وبمجرد معرفتهم باننى مصورة فى الشروق، بدات الفتيات يوجهون الى شتائم بذيئة ويقولوا لا نريد الاعلام الحقير المضلل، مما دفعنى للرد عليها.

ولم تقنتع الفتاة بحديثى وزادت فى توجيه السباب، وطلبت مقابلة المسئول الاعلامى فى الاعتصام، وجاء لى شخص يشبه الفتوات، وبمجرد ان عرف اننى صحفية من الشروق اخذ يسب كلا من فهمى هويدى ووائل قنديل والجريدة باقذع الالفاظ رغم مواقفهم المؤيدة للإخوان، ولم أحتمل أن أستمع كل هذه الكلمات النابية وقلت له كيف تكون صائما ومسلما وتقول مثل هذه الشتائم.

هذا الفتوة لم يكتف بإلقائها على الأرض، وشدها بكل قوة قائلا: تعالى أوريكى فى الخيمة عشان تعرفى تشتغلى صحافة إزاى».

السيدات كانوا يضربنها حتى تلاقى الموت، لولا أن قام بإنقاذها والد إحدى الفتيات الذى كان يقدم لابنته فى تنسيق جامعة القاهرة، وساعدنى أن أقوم من على الأرض بعد أن أوقعتنى الفتاتان واستمروا فى ضربى تحت أرجلهم، وعاقب المعتصمون هذا الرجل الشهم الذى أنقذ الصحفية على الهر بجره ناحية حديقة الأورمان، ليعذبوه لأنه أنقذنى، وأخذوا يشتموا فىّ أمام عينى».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.