لجأت العديد من القنوات الفضائية إلي بث برامج خاصة بالثقافة الجنسية وتقدم علي الهواء مباشرة مع مداخلات تليفونية للمشاهدين لا يستطيع كونترول الاستديو التحكم فيها وتكون معظم الحوارات »خادشة للحياء العام« وضد عاداتنا وتقاليدنا الشرقية، فكيف يستطيع الإعلام الحفاظ علي الشعرة الفاصلة بين الاثارة والرسالة الإعلامية. والغريب أن هذه البرامج تقدمها مذيعات، ولذلك طرحنا تساؤلاتنا علي خبراء الإعلام فكانت آراؤهم كالتالي: هدفها الإثارة الإعلامي محمود سلطان يقول: ان هذه النوعية من القضايا يمكن مناقشتها ولكن بأسلوب علمي وعن طريق متخصصين في هذا المجال يحافظون علي الألفاظ التي تناقش بها هذه الموضوعات حتي تخرج عن نطاق الاثارة التي أصبحت في كل المجالات من جميع القنوات. ليزيدوا من عدد مشاهديهم، وهذا ما يضر بالمشاهد أكثر من إفادته، وحتي نواجه هذه النوعية من البرامج لابد أن تكون هناك ضوابط عليها وعقوبات إذا ما تعرضت بصورة فاضحة لهذه القضايا. د. صفوت العالم أستاذ الإعلام بكلية إعلام جامعة القاهرة يقول ان هذه البرامج تهتم في مجملها بالإثارة لأنها تستهدف الشباب بمختلف أعمارهم و هدفها واحد وهو واضح يتلخص في الربح المادي عن طريق جذب المشاهدين التي قد تزيد الاعلانات أو عن طريق المكالمات الدولية، وتعتمد هذه البرامج علي الحوار المكشوف الذي يشد ويجذب عددا كبيرا من المشاهدين وأيضا استخدام الألفاظ الخادشة مع أداء المذيعة مما يزيد الموضوع سخونة ومن الممكن ان تتحول هذه البرامج إلي برامج هادفة عند تغيير الاطار الذي تطرح فيه المعلومات من اطار الاثارة إلي اطار سلوكي معرفي تقدم فيه المعلومة بصورة محترمة وبطريقة مبسطة وغير معقدة وبدون الخوض في تفاصيل خادشة. نوعية المتلقي د. ليلي عبدالمجيد عميد كلية إعلام جامعة القاهرة تقول إننا نعيش في مجتمع يتقبل بعض الأشياء والموضوعات ولا يتقبل أخري فلذلك عند طرح هذه المشكلات الجديدة كليا علي المجتمع المصري فلابد ان تحدد بعض النقاط ومنها لمن يوجه هذا الموضوع؟ والأسلوب والطريقة المستخدمة في طرح هذه القضايا وأيضا نوعية المتلقي للمعلومات وطريقة فهمه لها. وهذا ما لا نراه في هذه البرامج التي تعتمد علي اثارة مشاهديها سواء الكبار أو المراهقون، فهذه البرامج مثل الكتب الصفراء التي كانت تباع علي الأرصفة من قبل والتي كانت تحتوي علي قصص جنسية يقبل عليها الشباب ولذلك نحن نطالب بمعايير تتحكم في هذه النوعية من البرامج ويقول د. محمود علم الدين رئيس قسم الصحافة بإعلام القاهرة انه لابد اذا ما استمرت هذه البرامج من وضع اشارة أو تنويه علي الشاشة عند اذاعة البرنامج يشير إلي ان هذا البرنامج يناقش قضايا حساسة. لأن هذه النوعية بما تحتويه من موضوعات شائكة لا تناسب كل أفراد الأسرة فلابد ان تحدد نوعية المتلقي وكم عمره لأن التليفزيون جهاز في كل منزل ويصعب التحكم به ولذلك من المفترض ان يتم اذاعتها في أوقات متأخرة، وهذه البرامج هي الضريبة لعصر الانفتاح الإعلامي الذي نعيشه الآن . ظاهرة وستختفي! وتقول د. نجوي كامل أستاذ الصحافة بكلية إعلام القاهرة: ان كل القضايا تناقش ولكن كيف؟ هذا هو السؤال، في مثل هذه الموضوعات يجب ان تراعي عدة نقاط مثل الموضوع الذي سيتم مناقشته وكيف سيناقش ومصدر المعلومات ولمن سيوجه، وهذا ما تفتقده هذه النوعيه من البرامج علي شاشتنا، وهذا ما يضعنا نحن الآباء والأمهات في قلق دائم وحرص شديد علي عدم متابعة أولادنا هذه البرامج التي تثير أكثر منها تضيف معلومات، فهنا ليس كافيا ان تعرض المعلومات مذيعة تتخلي عن نصف ملابسها ولكن من الواجب ان تقدم المعلومات بشكل محترم عن طريق متخصص، شعارات زائفة د. محمود خليل بقسم الصحافة إعلام القاهرة يقول: ان هذه البرامج ترفع شعارات زائفة مثل ثقافة المشاهد أو ضرورة الثقافة الجنسية، حتي تستطيع أن تستهوي المشاهد إلي المشاهدة وتتعامل هذه البرامج مع مشاهديها علي انها مدرسة والمشاهدين تلاميذ فتطرح ما هو واجب وما هو لا مما يدخلنا في نقاط هامة، قد ينتج عنها بعض الممارسات الخاطئة، فكل ما تفعله هذه البرامج هو اعطاء المشاهد عنوان الموضوع ويقوم بعد ذلك المشاهد بالبحث عن المثير فيه عن طريق الانترنت أو أي وسائل أخري، وأيضا قد يساعد الحديث بفجاجة في هذه الموضوعات علي انتشار بعض العادات السيئة وانتشار الرذيلة بين الأطفال أو تجعل الجنس في أجندة المراهقين. إثارة رخيصة تقول د. سهير عثمان المدرس المساعد بقسم الصحافة كلية الإعلام جامعة القاهرة: ان هذه البرامج هدفها الاثارة فقط عن طريق تقديم معلومات رخيصة تخرج من مذيعة لا تفقه شيئا سوي اثارة الجماهير وان كانت أكثرهم واقعية د. هبة قطب التي تستخدم الأسلوب العلمي في موضوعاتها ومناقشتها، ويكون الهدف من هذه البرامج هو رغبة بعض أصحاب القنوات في لفت الأنظار إلي قنواتهم الجديدة، أو وجود معلنين يحبذون هذا النوع من البرامج للحصول علي أعلي نسبة مشاهدة.