أطلق المنتخب البرازيلي إشارة تحذير عنيفة وكشر راقصو السامبا عن انيابهم وأظهروا علامات تفوقهم وتعملقهم وأفصحوا عن قدراتهم وأخرجوا مكنوناتهم وقدموا وجبة فنية دسمة مليئة بالمشهيات الإبداعية وزاخرة بالألعاب الجماعية وحاشدة بالتحركات الواعية.. توفر لأداء البرازيل التناغم والتماسك والسرعة والقوة والوعي والتفاهم والتعاون.. وشكل لاعبوه خطورة في معظم الهجمات التي شنوها علي منافسهم وفتحوا لعبهم علي الأجناب ومن العمق وانطلق المدافعون مايكون ولسيو لتكثيف الهجمات ومساعدة كاكا الذي اشعل الملعب حركة ونشاط خاصة من الناحية اليسري والذي مرر من خلالها كرتين بالمقاس الأولي طولية لفابيانو الذي أطلق قذيفة من زاوية حادة في سقف الشبكة محرزا الهدف الأول.. والثانية عرضية أكملها ايلانا بيسراه محرزا الهدف الثالث.. أما الثاني فجاء بعد فاصل من المراوغة المجدية والمثمرة من فابيانو لاتنين من مشاهير كوت ديفوار هما زوكورا وكولو توريه وانفرد بالحارس وسدد كرة بيسراه داخل القائم الأيسر. البرازيل بما قدمته من متعة وإثارة أكدت انها الأفضل والأفعل والأخطر بين كل المنتخبات ال 23 المشاركة في المونديال وأنها إذا أرادت ان تتفوق فلا يمكن لأي منافس أن يعيق تفوقها أو يعرقل تقدمها فلديها مخزون مهاري غزير يتجلي في الثنائيات والثلاثيات وحتي التحرك بالخطوة والجبهات.. عندها مثلا روبينيو صاحب أجمل وأرشق لمسات فنية ومعه كاكا وهو واحد من أكثر لاعبي العالم موهبة ومهارة ولديه قدرة فعالة علي الاستمرار في قيادة هجمات فريقه وتمويل زملائه بكرات في كل أرجاء الملعب.. وخرج فابيانو من حالة الصمت التهديفي التي فرضها علي نفسه من ذالعام الماضي وأحرز هدفين جميلين يعتبر الأول منهما هو الأفضل بين كل أهداف المونديال أما الثاني فقد جاء بعد فاصل جمالي ومهاري وعزف فردي أظهر من خلاله ان لديه امكانات هائلة يستطيع ان يسخرها لصالح فريقه.. وقد يقلل من قيمة هذا الهدف ما أثير حوله من شكوك في أن فابيانو هيأ الكرة الثانية التي مر بها من توريه بقصده وهو ما يجعلها لمسة يد ويبطل أحقيته في الهدف. ما زاد من حجم الإثارة وكم المتعة التي شهدتها المباراة ان الصراع بين راقصي السامبا والأفيال لم يكن من جانب واحد.. وأن المواجهات لم تتصاعد شراستها ويكسو لونها اللون الأصفر فقط وهو اللون المميز للبرازيل.. وإنما سعي الايفواريون لتعديل وتحسين النتيجة كل الوقت وتفوقوا أحيانا لبعض القت وكان توريه ضابط ايقاع وسط الملعب وزكورا شعلة نشاط والشيخ اسماعيل قمة عطاء وظلوا يضغطون بقوة وعنف مشروع في أغلب الأحيان وغير مشروع في بعضها للدرجة التي فرضت علي الحكم الفرنسي ستيفان لانوي ابراز الكارت الأصقر للعديد من اللاعبين من الجانبين وطرد كاكا بعد أن ساعده المساعد وأبلغه انه المعتدي بالكوع علي عبدالقادر كيتا الذي أحسن أداء دور تمثيلي وهو يفترش أرض الملعب.. كان دروجبا عند حسن ظن الايفواريين بتحركاته النشطة ومكره التقليدي وقدرته علي الوصول للمرمي من أقصر الطرق وأحسن استغلال الفرص وسجل هدفا برأسه قبيل النهاية بدقائق وأنقذ سيزار الحارس الكفء تسديدة أخري كان يمكن ان تسكن شباكه وظلت المنافسة محتدمة وحتي اخر لحظة لتخرج الجماهير المتابعة وهي تشعر بالامتلاء وتحس بالسعادة من الأداء القوي والندية والإثارة المتوفرة بالمباراة.. وبهذا يكون البرازيل قد ضمن بلوغ دور ال 61 ووضع قدمه بقوة علي الأدوار النهائية. الأزرق في خطر لاعبو إيطاليا قدموا عرضا باهتا وأخرجوا إنتاجا هزيلا ووضعوا أنفسهم في موقف صعب قد يكلفهم الكثير وربما خرجوا مبكرا من المونديال بالرغم من انهم حاملي اللقب وأصحاب التصنيف رقم »5« في ترتيب المنتخبات العالمية.. لم يظهر لاعب من إيطاليا بالصورة اللائقة به.. ولم يحسن كانافارو أفضل مدافعي العالم وقائد الفريق غلق منطقة مرماه بالصورة الطيبة الأمر الذي عرض شباكه لهدف مبكر في الدقيقة السابعة بقدم شاين سمليتز.. ووجد الطليان انفسهم في موقف حرج فضاعفوا من نشاطهم وزادوا من هجماتهم غير ان لاعبي نيوزيلندا كانوا في أعلي درجات تركيزهم واكتف مستوي من نشاطهم.. وكان القدر رحيما بهم عندما تصدي القائم الأيمن لمرماهم للتسديدة القوية التي أطلقها سمليتز أيضا ولتضيع فرصة أكيدة لتعزيز فوز مستحق قبل أن تشهد الدقيقة 03 هدف التعادل من ضربة جزاء سددها ياكوينتا.. لم يكن هناك ما يجعل الطرفين يخشيان عليه.. الطليان هاجموا بكل ما لديهم من جهد بعد أن دفع مديرهم الفني بكل أوراقه الهجومية ولم يبق أمام ليبي سوي أن ينزل بنفسه مستحثا لاعبيه علي البذل.. بينما وجد لاعبو نيوزيلندا والذينيحتلون رقم 87 علي العالم أنفسهم أمام نتيجة رائعة لو أنهم تمسكوا بصلابتهم للنهاية.. وتساوي الطرفان في كل شئ حتي يتم احتكامهما للمباراة الفاصلة لهما في الجولة الثالثة والأخيرة. الباراجواي وهو أحد ممثلي الكرة اللاتينية التي تضم عباقرة لاعبي العالم في منتخبات البرازيل والأرجنتين لم يجد صعوبة في انتزع فوز مستحق من سلوفاكيا الذي لم يشعر أحد بوجوده في المونديال والذي احتل المركز الأخير علي المجموعة برصيد نقطة وحيدة.. الهدفان لانريكي وريفيرس في الدقيقتين 82 و18 من المباراة وليتربع باراجواي علي قمة المجموعة السادسة بينما يكافح إيطاليا من أجل لم اشتاته وتحقيق طموحات جماهيره ولو حتي بالتأهل للدور الثاني.