اللطمة التي تلقتها الكرة اللاتينية التي تعتبر سفيرة وحاملة لواء الكرة المهارية واللمسات الجمالية وتمثلت في خروج رموزها الأصيلة البرازيل والأرجنتين وباراجواي وشيلي. وقد تلحق بهم أورجواي مست وصفقت وجوه الملايين من عشاق ومريدي الأداء الفني الراقي وأحبطت العديد من جماهير الساحة الرياضية التي كانت تقبل علي مشاهدة ومتابعة »المونديال« لمجرد تناول وجبات فنية دسمة مدعمة باللمسات الرشيقة والابداعات الأنيقة والتحركات والتمريرات الدقيقة. الخروج المبكر للمنتخبات اللاتينية خاصة البرازيل والأرجنتين له ما يبرره ويفسره حتي وإن جاءت كل هذه المدفوعات وتلك الدعاوي غير مقنعة أو كافية لتقليل وتعديل الصدمة والصفعة التي تلقتها الجماهير.. لكننا مطالبون بالاجتهاد وتقديم الأسرار والغوص في الأغوار وتوضيح الأفكار.. وربما أصبنا في تحديد خلفيات الخروج.. وصاحبنا التوفيق في ابراز الدوافع التي أدت له وتوضيح المعالم التي انتهت به.. لكننا بالتأكيد سنفشل فشلا ذريعا في تخفيف اللوعة.. وتقليل الدهشة وعلاج النفوس التي لم تكن ترضي بغير استمرار مشوار رموز الكرة المهارية من راقصي السامبا والتانجو ولو حتي للدور النصف النهائي وليكون في اللقاء النهائي فرصة لأحدهما بعد صعوبة وصول الممثل الباقي الأورجواي لهذا النهائي خاصة مع تعرض نجمه الأول سواريز للإيقاف لعقابة علي منع الكرة بيده من دخول شباكه في مباراته أمام غانا فضلا عن ان أورجواي هو المنتخب الأقل شأنا والأدني ترتيبا حيث يحتل المركز رقم 61 في آخر تصنيفات الفيفا بينما البرازيل الأول والأرجنتين السابع.. وتعالوا نسبح ونسبح في الأسباب التي أدت إلي الخروج اللاتيني المهين والذي تتابع وكان لتتابعه وقع اللطمة ولخطواته وقع الصدمة علي نفوس الجماهير. اختيارات خاطئة رغم اعترافنا بأن اختيار قائمة المنتخب وانتقاء التشكيل وإجراء التغيير والتبديل هو حق أصيل وواجب أكيد للمدير الفني المسئول الأول عن إدارة مباريات فريقه بالطريقة والأسلوب الذي يروق له.. غير ان كل الخبراء والمتابعين والمراقبين اختلفوا وبشدة مع اختيارات كل من مارادونا ودونجا لقائمتي البرازيل والأرجنتين.. خلت قائمة الأرجنتين من مدافع فذ هو زانتي ومهاجم موهوب هو كامبياسو وكلاهما يلعب في نادي الإنتر ميلان بطل إيطاليا للدوري والكأس وحامل اللقب الأوروبي تحت أمرة أفضل مدربي العالم مورينيو.. أما القائمة البرازيلية فقد خلت من الكسندر باتو وهو لاعب شاب وموهوب ولديه امكانات فنية وبدنية عالية.. ولا أحد يدرك الأسباب الحقيقية التي دفعت كل من مارادونا ودونجا لإقصاء هذه النجوم من اختياراتهما.. غير انه من المؤكد ان المنتخبين قد تأثرا سلبا بابتعادهم. خبرات ضعيفة إذا سلمنا بأن المدرب أو المدير الفني لأي فريق لابد وأن يتمتع بالمقومات التأهيلية العلمية والخبرات الميدانية والشخصية المهيبة والفاعلة.. فإن هذه العناصر قد لا تتوافر بنسب عالية في المديرين الفنيين للمنتخبات اللاتينية.. ولعل مارادونا المدير الفني للارجنتين هو ما تنطبق عليه هذه النقيض بوضوح.. لم يسبق لمارادونا وهو أشهر لاعبي العالم علي الإطلاق ان درس علم التدريب أو حصل علي شهادات أكاديمية فنية.. كما انه كشخصية تثير حولها العديد من التحفظات ويتردد عليها الكثير من الحوارات وعلامات الاستفهام..وقد عاتب كل من بيليه البرازيلي وبلاتيني الفرنسي الاتحاد الأرجنتيني علي اختياره لمارادونا لقيادة فريقه في المونديال وقالا ان الأرجنتين تضم لاعبين موهوبين لكنها بلا مدرب قدير أو مدير خبير. الأداء الاقتصادي لو اننا تابعنا كل الموهوبين في المنتخبات اللاتينية لاكتشفنا انهم كانوا يعانون من حالة إرهاق شديدة وأنهم كانوا يؤدون بطريقة اقتصادية ويضنون بتقديم كل ما لديهم من جهد وطاقة والتي كانوا يؤدون بها مع فرق أنديتهم.. إرهاق النجوم جاء من مشاركة انديتهم في العديد من المسابقات والدوريات الأوروبية والقارية وهي تتطلب جهود جبارة وتحظي باحتكاك شرس ومشاركات عنيفة.. فلم يكن ميسي هو نفسه مع برشلونة ولم يكن كاكا بالرغم من انه كان أكثرهم حماسا ورغبة في العطاء هو نفسه أيضا مع ريال مدريد وربما كان لعودته مؤخرا من إصابته قبل ان يستعيد كل حساسية المباريات بعض الدافعية علي هذا الشرود وعدم التوفيق.. أما روبينيو وفابيانو وتيبيز وهيجوين فقد قدموا ما لايمكن محاسبتهم عليه غير انه لا يتفق ويتسق مع مواهبهم ومكاناتهم. أخطاء جسيمة صادف أداء المنتخات اللاتينية وقوع بعض الأخطاء الفادحة من عناصر مهمة وأدت هذه الأخطاء إلي خسائر وهزائم لا يمكن تعويضا أو النجاة منها.. مثلا الخطأ الذي ارتكبه الحارس الكفء خوليو سيزار حارس الإنتر ميلان والذي أسهم بقدر كبير في فوز ناديه ببطولة أوروبا وزاد عن شباكه ببسالة خرج لالتقاط الكرة العالية التي أطلقها شنايدر الهولندي ولم ينسق مع زميله فيليب ميلو وأدي هذا إلي تحول كرة شنايدر من ظهر ميلو داخل المرمي.. الخطأ الأجسم ان ميلو نفسه وبعد ان هز شباك فريقه بهدف تسبب في خسارة فريقه أيضا لجهوده بعد ان دهس اللاعب روبين بطريقة غبية وحمقاء فطرده الحكم الياباني نيشمورا ولعب البرازيل ناقصا ولم يتمكن من تعويض هدف التفوق الثاني لهولندا.. أما الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها لاعبو الأرجنتين فتمثلت في الاندفاع الهجومي غير المحسوب أو المخطط لتعويض التقدم الألماني وأدي هذا لتعرض مرماهم لخطورة محدقة من هجمات ألمانية مرتدة سريعة اهتزت تحت وطأتها شباكهم برباعية وحال سوء التوفيق وقلة الحظ لمضاعفة هذه النتيجة لصالح الألمان.