تخفف »المونديال« رقم 91 من اوراقه المهارية.. وتخلي عن معظم نجومه الموهوبة.. وعاد أفضل لاعبي العالم والمصنف الاول الارجنتيني ميسي لبلاده بعد ان اخفق في انقاذ سمعة راقصي التانجو وفشل في ولو حتي في احراز هدف وحيد يدون له في السجلات الرياضية التاريخية ويقلص الفارق الكبير ويقلل الهزيمة الثقيلة التي لحقت بالارجنتين برباعية نظيفة علي يد الألمان الذين اداروا ماكيناتهم علي الخامس ودهسوا بمواتيرهم التوربينية منافسهم باقدام مولر وكلوزه وفريدريتش في الدقائق 3 و86 و47 و98. وبهذا الخروج المهين لحق ميسي بركب النجوم الآفلة والمواهب الفاشلة والذي ضمت قائمته بعض المهاريين الافذاذ امثال رونالدو البرتغالي وكاكا البرازيلي وريبيري الفرنسي وروني الانجليزي وكانافاره الإيطالي واسامواه الغاني ودروجبا الايفواري وايتو الكاميروني وجميعهم تعلقت بهم آمال جماهيرهم واتحادات بلادهم طمعا في قيادتهم الفنية وطموحا في الاستعانة بمهاراتهم لبلوغ الادوار النهائية اعتمادا علي تفردهم وتألقهم وتعملقهم. وبهذا الفوز الكاسح اثبت الألمان ومعهم الاسبان والهولنديون ان الكرة لم تعد تعترف بالنجم الفذ والسوبر مان الخرافي الذي تتوقف عليه كل تحركات فريقه وتتمحور حوله كل انظار زملائه.. وان الانتاج الجماعي والتعاون المثمر والتحرك الشامل والضغط بالمجموعات واشعال الجبهات المختلفة والانتشار المخطط والالتزام بالواجبات والانطلاق الخاطف والتحول من الدفاع للهجوم والارتداد من الامام للخلف وكل هذه الامور الفنية هي التي تتحكم في جودة الاداء وارتفاع المستوي وتنامي النتائج.. اثبت الألمان ان الكرة الشاملة الحديثة المطورة هي نتاج مجموعة من اللاعبين في المراكز المختلفة وانه كلما تقاربت مستوياتهم وتماسكت خطوطهم وتعاونت جبهاتهم وتفاهمت عناصرهم كلما تضاعفت المحصلة الاجمالية لانتاجهم وكلما رجحت كفتهم وتفوقت كلمتهم.. ونجح الألماني بعرضهم القوي ونتائجهم الغزيرة ولياقاتهم العالية ان يطلقوا صيحة تحذير عالية اخافت بزئيرها الهادر كل المنافسين واكدت انهم الاحق والاولي والاجدر ليس بالوصول إلي النهائي فحسب وانما ايضا هم المرشحون لحصد كأس البطولة. وفي غمرة الاشادة والتمجيد بالماكينات.. لا يمكن ان نغفل المحاولات التي بذلها راقصو التانجو للعودة الي المباراة في بداية اللقاء والتي استمرت وحتي انتهاء الشوط الاول الذي انتهي بهدف نظيف لكلوزه وبعضا من الثاني الي ان اكتسحت الماكينات الهامات ووطأت بجنازيرها ومواتيرها القاحت واخضعت وانهت كل المقاومات فتشتت جهود وطاقات ميسي وهيجويه وتيفيز وماريا ولم يقو قائد الاوركسترا مارادونا إلا علي ابداء اسفه واظهار ندمه والتحلي بالصبر والتذرع بالصمت امام هذا الاكتساح وذاك الانفتاح الألماني الهادر.. ويحصل شفانشتيجر علي لقب افضل لاعبي المباراة بعد الجهد الرائع الذي بذلهوكان احد ابرز المساهمين في تحقيق هذا الفوز الغزير. الماتادور ينتفض المباراة الثانية التي جرت في آخر منافسات دور الثمانية بين المنتخب الاسباني الذي يحتل مركز الوصيف علي العالم ونظيره الباراجواني الذي تخلف للمركز ال13 نستطيع ان نطلق عليها مباراة العجائب والطرائف والغرائب.. هذه المباراة حفلت بالاضواء.. فرغم ان الفارق بين الطرفين اقترب من الثلاثين درجة ومركز.. الا ان المستوي تقارب والطموحات سادت والكفات تأرجحت وربما الطرف الادني تفوق وتعملق احيانا وكان سباقا نحو الفوز قريبا منه والغي الحكم هدفا بدعوي التسلل ربما اثبتت التقنيات الحديثة انه كان صحيحا.. الشوط الاول خلا من كل فنون الكرة وكل مقومات التطور والحداثة والمهارة.. مال الاداء للتحفظ واهتم اللاعبون بالحذر الدفاعي دون تطوير الاداء الهجوم او تصعيد الخطورة سعيا للتهديف.. ثم كان موعد الجماهير في الشوط الثاني مع الاثارة والندية والسرعة.. تعملق انيستا الذي استعاد الكثير من حساسية المباريات وكان منح الاسبان المفكر وصاحب اللمسات الابداعية والتحركات الواعية مع تشابي والونسو الذي عاندته الكرة ولم تطاوعه حتي في ضربة الجزاء التي سددها المرة الاولي محرزا هدفا لبلاده الغاه الحكم بدعوي دخول بعض الاسبان منطقة الجزاء قبل التسديد فتصدي لها مرة ثانية ما تسلمها الحارس.. وكان كاسباي الثابت قد انقذ فريقه ايضا من ضربة جزاء مماثلة سددها كاردوزو.. ويضاعف الاسبان من نشاطهم ويزيد الباراجوانيون من خشونتهم ومقاومتهم الي ان تمكن ديفيديبا من اخضاع الكرة وتكمله الهجمة التي قادها انيستا ثم تشافي ويسدد الكرة داخل الشباك محرزا هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 28.. ولولا سوء التوفيق وقلة الحظ لتمكن المهاجم الخطير سانتاكروز من احراز هدف التعادل الباراجواي قبل النهاية بدقيقتين لولا ان تصدي كاسياسي لهذه الغزوة ومنع الكرة بيديهوقدميه من ان تدخل شباكه.. وقد استحق انيستا اللاعب الموهوب ان يحصل علي لقب رجل المباراة الاول. ولعله من المفيد ان نؤكد اعتمادا علي ماجري في المباراتين ان الكرة الجماعية والمحصلة الاجمالية للانتاج في المباراة الاولي اغذر وافعل واكثر ايجابية.. بينما اتسمت المباراة الثانية بالتحول والتغير والتبدل من لحظة لاخري ومن شوط لآخر ومن فترة لاخري.. وهو ما يجعلنا نشير ولو علي استحياء الي ان المانيا ربما كانت الاقوي والافضل حتي وان كانت كل الاحتمالات مقبولة وكل التوقعات والتنبؤات غير مضمونة او مأمونة.