[email protected] لاشك ان الانسان منذ فجر التاريخ حتي الآن أثبت لنا انه لا يمل ولا يكل ولا يكف عن البحث، إنه يشكل نشاطا دءوبا وعطاء مستمرا بالوصل والتواصل والاتصال من جيل الي آخر، وقد اثبت فاعليات نشاطه علي ضوء التحول والامتداد عبر تدفقات التغيير وفاعليات التغير الذي أحدث تطورا في مفاهيم الفكر الإنساني وأدي الي إفرازات في محور تدفق معطيات العلوم وما ترتب عليها في منظومة التحول الي مستجدات فرضت علوم مفاهيمها علي الساحة العالمية، ولا ريب أن طبيعة الانسان دائماً توحي له بالامتداد منذ فجر التاريخ حتي اليوم عبر عصور مضت كان ومازال شغله الشاغل واهتمامه البالغ موضوع الانسان ذاته وأوضاعه والوجود بعينه الذي بذاته من جهة وفي خارجها من جهة اخري مما جعله يبحث دائماً عن جديد بات بحاجة له، ومن هذا المنطلق يحاول الانسان جاهداً البحث عما ليس له وجود لأنه يري بعقله مالا يري بعينيه ثم يتخيله ويتصوره بعد ذلك يجده ويحصل عليه سواء كان فكراً أو اختراعا أو علماً، بالتالي ينتفع به الآخرون وذلك كلما دعت ملحات حاجته وحثته تلك الملحات لشئ أراده، وكلما حقق شيئا ما كان بداية لتحقيق شئ آخر أكثر نفعاً، وهكذا يستمر الوجود من انسان الي إنسان بعطائه من جيل الي آخر وتتلاحم الاجيال بالعطاءات بخيط متصل من عطاء الي آخر، أكثر تجديداً وأكبر ابتكارا وأتم عمقاً واهتماماً ونفعاً، وعلي ضوء هذه المستجدات والانجازات يحدث التحويل والتحول في موازين التحديث والتقييم والتقيم في معايير التغيير والتغير ومن هنا تتشابك وتتفرغ رحلة الوصول والتواصل والاتصال عبر مفاهيم ومنظومات جديدة تتفاعل بمعطياتها وإنجازاتها التي لا تقف عند حدود بعينها مؤمنة بأن الافكار تسير دائماً من الأقل الي الأكثر تبدأ أولاً من معرفة قليلة ثم تصل إلي معرفة أتم منها وأشمل علي ضوء التحديث والتغير دون توقف، بغية بلوغ الإنسان حاجته واحدة تلو الأخري دون ان تنحدر الي الأدني لأن الاتجاه دائماً تصاعدي من الأقل إلي الأكثر لاشك أننا نعترف له أنه قد قطع بفكرة الإنساني عبر سنين طوال شوطا طويلا لتمهيد الطريق أمام الإنسان من عالم التأمل الي عالم الواقع في شتي جوانب الحياة وتنوعها وعلي الخصوص أنه قد استطاع في الاونة الاخيرة اي بدءاً من منتصف القرن الماضي أن يستخلص من كل تصور تصوراً آخر ويحول هذا التصور الي مفاهيم في مجري العلوم والمعرفة مما جعله يجنح عن كل ما عرفه عن الماضي لأنه لم يعد عنده ذلك الماضي سوي تراث يعتز به.. ولكن لا يقتاته لان التاريخ لا يعيد نفسه من جهة ومن جهة ثانية إن ذلك الماضي لم يعد يتوافق مع مستجدات العلوم وإفرازاتها عبر سيل المعلومات التي لا يقف الانسان عند واحدة منها مهما بلغ من تطور في مجال العلوم والمعرفة وذلك كله من أجل ان يموضع تواكبه مع كوكبة الركب الجديد في رحلته بما يتوافق ويوافق الثورة المعلوماتية والعلوماتية. كاتب المقال: عضو إتحاد كتاب العرب