[email protected] تنطلق عمليات التحول علي ضوء »ما تفرضه العولمة بالتوسع الافقي بتقدم الشركات المعتمدة علي تكنولوجيا المعلومات، وتعمل علي نقل عمليات التطور ذات الانتاجية الفائقة، وتوضح هذه النقلة ان العالم يمر عبر عجلة تكنولوجية فوق جسر من التغيرات السياسية والاجتماعية التي ترافق هذا التحول بالتوسع الافقي، وكذلك التحول الاقتصادي والصناعي علي الدول التي هي اقل ثراء في هذا الصدد، وليس من المبالغ فيه القول ان تأثير العولمة جر العالم إلي الاعتناء بتطوير التقنية بالاضافة إلي انتاجية فائقة الجودة والانتشار خلاف التحديث في اسلوب المنافسة والتحول في مقاييس التقييم والتحدي الجديد في مفاهيم المغايرة والتغيير والتحول عبر الوصل والتواصل والاتصال مما جعل تلك الدول المتقدمة تفرض معايير منظوماتها الحديثة التي تموضعت في منظومات التحديث وفعمت قوانينها في اطار علمي بحت يتمخض في حركة انتاجية تتفاعل بانجازات فائقة بالاضافة إلي اعضاء صيغة منظوماتية لكيفية استثمار رأس المال في الصناعة والتجارة بما يتوافق مع تموضع ملحات ثورة التقدم العلمي والتقني المتطور وفق انتشار الزحف الافقي المهيمن، ولاشك ان العولمة قد أثبتت معطياتها انها الغد القادم بكل ما تحمله من مضامين لفرض منظومات تتطلع لصناعة مستقبل جديد لصياغة انسان كوكبي استطيع ان اطلق عليه »انسانلوجيا« نسبة لما يقدمه من تحديث وتطور في حقل العلم والتكنولوجيا والمعرفة وصاغت هذه العلوم مجتمعا عالميا كبيرا مفتوحا ثقافيا، صناعيا، اقتصاديا، تجاريا واجتماعيا كأننا نعيش في عالم واحد، وأخذت هذه المنظومات تدحض الحدود والقيود وتكسر الحواجز والسدود لتحويل العالم إلي عالم تحركه القوة الرأسمالية المنتجة وفق اشتراطات المنظمة التجارية العالمية المتحركة والاتصالات التي تتحكم في النمو الاقتصادي باستمرار دون توقف بحكم تطوير تقنية التكنولوجيا، الانترنت ووسائله ووسائطه من التقنيات الجديدة، وبهذا بات مفروضا علي العالم استيعاب تكنولوجيا المعلومات، وما تفرضه من اسلوب جديد في الاوضاع السياسية الاجتماعية والاقتصادية حتي لاتفقد معايير التوازن بين دولة واخري بات من الواضح ان من يتحكم في هذه القوة الجديدة يسيغها ويستسيغها ويدسترها ويشرعها في قوانين المنظمة العالمية التجارية في توسعها الافقي علي ضوء المستجدات والتحديث هي الدول القوية مثل الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الاوروبي واليابان وغيرها من الدول كأننا نعيش في عالم واحد، واخذت هذه المنظومات والمعلومات وفق منظومات فرضت مفاهيم جديدة علي الساحة العالمية رغم ان التجارة العالمية موجودة منذ قرون فانه من الواضح خلال السنوات الاخيرة هيمنت الدول التي تتحكم في رأس المال علي تحرير التجارة العالمية من بعض المعوقات والقيود مما جعل تدفق انسياب سيولة رأس المال اكثر حرية بالتنقل مما ادي إلي نظام عالمي جديد اصبح حجر الزاوية لتحديث التحرك المالي والصناعي عكس ما كان عليه سابقا بات الوضع الاعلي الراهن الذي تحتله الولاياتالمتحدةالامريكية باعتبارها القوة القادرة علي تحريك هذه الرأسمالية ويليها الاتحاد الاوروبي ثم اليابان، هذه الدول تتدرج امتدادا في التفوق الافقي بدل الرأسي مما جعل المؤسسات الدولية الغنية منتشرة في القارات الستة، ولم تعد محصورة في استراتيحية محدودة الملامح والاهداف، بل اخذت في التوسع والانتشار مما اطلق عليه التوسع العلمي الذي اخذ يضع التوسع الافقي في اطار علمي جديد للمنظومات التجارية العالمية بفرض اسلوب السوق الحرة علي العالم وخاصة المؤسسات المالية العملاقة للتمويل الدولي ابرزها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومظمة التجارة العالمية، وهذا الترويج لم يكن سوي اجماع العالم المتقدم لتحرير التجارة من الانتماء الوطني. وذلك بفرض السوق الحرة علي بلدان العالم، علي الا يكون هناك سوي المال والتربح والهيمنة، ولكن للاسف كلما ضاعفنا خطانا للحاق بهذه المنظومات الجديدة تجعلنا نكتشف انهم سابقون فكلما اقتربنا وجدنا البعد لازال قائما، وبذلك تختفي من أمامنا الرؤية وتغيب عن اذهاننا المفاهيم، ونحسن اننا في عالم غريب عن هذا العالم الجديد، ليس بمقدورنا بلوغه رغم قدراتنا وإمكاناتنا علي العطاء، اذا ما طلب منا ذلك لاننا نملك من الذكاء ما لايملكه غيرنا، وليس هذا ادعاء أو غرورا ولكنه حقيقة..ولكن المشكلة تكمن في كيفية توظيفه، والتغلب علي كل ما يحجر علي عقولنا حتي لانفتقد ما يؤهلنا لنعولم عالمنا في ركب تلك العولمة الزاحفة ولذلك ما علينا الا ان تتحرر عقولنا من رواسب الماضي، ونحكم اذهاننا في يقظة لما يدور حولنا، وبالتالي نحو مجتمعاتنا لتلتقي وتتلاقي، وتقبل وترفض، وتنفي وتؤيد وتفكر وتقرر، وتخترع وتبتكر، وتستطيع تقييم ما آلت اليه العولمة من مستجدات بالنسبة لما حولنا، وأين نحن منه.. ومكانتنا في هذا العالم الكبير. كاتب المقال: عضو اتحاد كتاب العرب