كل ما مضي منذ انطلقت شرارة الثورة »في كفة«، وما سوف نشهده صباح غد تحت قبة البرلمان »في كفة« أخري وحده. المحك صباح السبت كاشف للنوايا والتوجهات. الاحاديث التي صمت الآذان، واستنفدت اطنانا من الاوراق، ومثلها من الاحبار، أصبحت أمام لحظة الحقيقة. هل نحن بصدد مشاركة فعليه، كل الاطراف دون إقصاء، أو تهميش مدعوة ليس فقط لابداء الرأي غير الملزم، أم أن الجميع سوف يكونون شركاء حقيقيين؟ الواضح حتي الآن - وارجو أن أكون مخطئا- ان احزاب التيار الاسلامي عموما، و»الحرية والعدالة« علي الاخص يسعون للاستحواذ علي المشهد، ولا بأس من التمثيل الرمزي لباقي الفرقاء، حدث ذلك في مجلس الشعب، ثم الشوري، وعندما لاحت فكرة الحكومة الائتلافية، ولا أسوة حسنة للمصريين فيما كان عليه الحال في تونس، حيث تم توزيع المواقع علي اساس شراكة تنفي فكرة المغالبة، وتؤسس لمرحلة نقيضة لتلك التي ثاروا عليها. يمكن لنا أن نغفر وننسي كل ذلك إذا طوي التيار المنحاز لفكرة المغالبة صفحة الاستئثار بالدستور، والانفراد عمليا بكتابته، لصالح تشكيل لجنة تعكس تمثيلا حقيقيا لكل الطيف الوطني دون استثناء أو اقصاء. »الغد موعدنا« للاختبار الاخير لشعار »مشاركة لا مغالبة«، فاما سلوك يتسق مع جوهر الشعار، أو »لنفضها سيرة«، وليكتب اشياع الاستقواء والمغالبة الدستور وحدهم، وليبرأ كل المستهدفين بالتهميش عن لعب دور الكومبارس الذي يستدعي للادلاء بشهادة زور!