أنا لا ألوم فضائية مثل »العربية« السعودية، أو فضائية أخري مثل »الجزيرة« القطرية، إذا قامتا بالتشويه العمدي لما يحدث في الشارع المصري، أو التخريب المقصود، لأي شيء وكل شيء في مصر.. ولكني أشعر بالألم، والأسي، والقرف أيضا، لاصرار بعض الفضائيات والصحف المصرية علي الاستهانة بعقول المصريين، والاستمرار في تلميع الأقزام، والهلافيت، والنفخ فيهم لتحويلهم إلي نجوم، وزعماء، وقادة أحيانا. وكأن مصر قد خلت من المحترمين، والمفكرين، والمثقفين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والعلم!! كل يوم صورة، أو خبر في صحيفة.. ولقاء أو حوار علي شاشة إحدي الفضائيات.. مع شخصية ما أنزل الله بها من سلطان، تحاول باستماتة المتاجرة بتأييدها لثورة 52 يناير، والتغني بعبقرية الذين يقيمون إقامة دائمة في ميدان التحرير، حتي لو كانوا من »بياعين« البطاطا المشوية، وحمص الشام، والكشري، والشاي، والعرقسوس، والبليلة، والكسكسي، والبانجو والأقراص المخدرة. قرأت هذا الأسبوع مقالا للناقد المتميز طارق الشناوي في العزيزة »روز اليوسف«.. يتحدث فيه عن »المطرب« محمد فؤاد، الذي كان يبكي بحرقة في الأيام الأولي للثورة، ويهدد بالانتحار إذا حاول الثوار إجبار الرئيس السابق حسني مبارك علي الرحيل.. وفجأة، وبقدرة قادر أصبح من أشد المخلصين والمساندين للثورة.. ويؤكد أنه كان من أوائل المؤيدين للثوار قلبا وقالبا. منذ اللحظة الأولي!! ومحمد فؤاد ليس وحده الذي يمارس هذه البهلوانية.. كثيرون غيره يفعلون ذلك، وفي مقدمتهم صحفيون ومذيعون مثل محمود سعد، وخيري رمضان، ولميس الحديدي، ومني الشاذلي، وباقي أفراد الجوقة الذين لا عمل لهم الآن سوي التحريض ضد المجلس الأعلي للقوات المسلحة، والبرلمان الذي اختار الشعب أعضاءه.. والتطبيل والتزمير للمحروس محمد البرادعي وشركاه!!