في عام 6591، اختار مجلس كلية آداب جامعة القاهرة الصحفي الكبير الاستاذ محمد مندور رحمة الله عليه لتدريس مادة »فن التحرير الصحفي« لطلبة السنة الثانية بقسم الصحافة وكنت أنا أحدهم.. وفي اول محاضرة له روي واقعة، مازلت انا وزملائي الباقون علي قيد الحياة نتذكرها حتي الان. قال: كتب رئيس تحرير صحيفة »التايمز« اعرق واقدم صحيفة بريطانية، مقالا انتقد فيه جلالة الملكة اليزابيث لانها ابدت رأيا في مسألة سياسية اثناء حضورها احد الاحتفالات.. وقال ان ملكة بريطانيا ليس من حقها ابداء رأيها في القضايا السياسية. وفي صباح اليوم التالي استقبل رئيس التحرير في مكتبه احد كبار موظفي القصر الملكي، الذي ابلغه بأن جلالة الملكة ترغب في لقائه.. فقال له: ارجو ان تعود الي جلالتها وابلاغها بأنها اذا كانت تمتلك عرش بريطانيا، فان مقعدي في صحيفة »التايمز« يساوي ثلاثة عروش.. وانني مستعد لاستقبالها في أي وقت تشاء!!. وسكت الاستاذ مندور لحظات ثم قال: الصحفي هو عين واذن وعقل الشعب.. والملك او رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء وكبار موظفي الدولة موجودون في مواقعهم لخدمة الشعب.. وعلي الصحفي الذي يؤمن بغير ذلك، ان يبحث له عن اي عمل آخر، بعيدا عن بلاط صاحبة الجلالة الصحافة.. لان التطبيل والتزمير والتغني بعبقرية الحكام، هي من اعمال العوالم، والغوازي، والمطيباتية، ولاعلاقة لكل ذلك بالصحافة!.