الديمقراطية ليست الهوجة، أو الفوضي، أو أن يفعل ويعلن كل من هب ودب ما يحلو له فعله أو اعلانه.. الديمقراطية ليس معناها ترك الحبل علي الغارب للفضائيات المشبوهة، كي تأخذ علي عاتقها تلميع وتعظيم الهلافيت، والمنحرفين، والمتطرفين، والقتلة، والارهابيين، وارباب السجون.. وان تجعل منهم نجوما وزعماء وقادة باعتبار أن مصر قد أصبحت بلا صاحب!! انني لا أريد أن استبعد اتهام بعض العاملين في الفضائيات المصرية الخاصة، من المشاركة في تنفيذ أجندات هدفها ضرب ثورة 52 يناير التي اطاحت بالفساد ورموزه.. ولا أريد أيضا أن اتهمهم بالجهل وعدم الوعي السياسي، لانهم، بغير شك، يدركون ما يفعلون.. ولكني أريد التأكيد علي أن الديمقراطية لا تعني فتح الباب علي مصراعيه أمام القتلة من أمثال عبود الزمر للجهر بالدعوة إلي فرض الجزية علي أقباط مصر، وتشكيل لجان لتكفير المخالفين للفكر الظلامي، واقامة حكم تحت راية تنظيم الجهاد الإسلامي.. حتي لو كان ذلك تحت زعم اتاحة الفرصة لأصحاب الرأي الآخر كي يعبروا عن أفكارهم تمسكا بالديمقراطية!! ان الفضائيات العربية لها سياساتها الخاصة، وهي لا تكترث إلا بمصالح من يمولونها.. وإذا كان بعض الإعلاميين في الفضائيات المصرية الخاصة يسعون إلي تقليد تلك الفضائيات في ابراز نشاط أمثال عبود الزمر فإنهم يرتكبون خطأ فادحاً!!