هل رأيتم مبارك وهو علي سريره مرتديا الملابس الفاخرة ونظارة الشمس الغالية الثمن ويدخل القفص؟ هل رأيتم نجله الأكبر علاء وهو يرتدي الترننج الابيض ويخرج مهرولا من قاعة المحكمة وكانه انتهي من مباراة تنس؟ هل رأيتم نجله الأصغر جمال وهو يسير خلف أخيه مرتدياً نفس الزي ولسان حاله يقول »سأغلبك في المباراة القادمة اليوم«؟ هل رأيتم وزير داخليته وهو يرتدي الزي الأزرق والكاب الأزرق ونظارة الشمس القاتمة ليركب سيارة الترحيلات وكأنه في مباراة للجولف؟ هل رأيتم المصابين في الأحداث الأخيرة وهم يرتدون ملابس رثة ومكبلين بالكلابشات علي فراش المرض؟ من يري هؤلاء وهؤلاء يتيقن أن هناك عدم مساواة في المعاملة بين متهمين في قتل مصريين، ومتهمين في أعمال شغب.. المتهمون بالقتل مدللون، و»متهننين«، بلا أغلال ولا قيود.. والمتهمون بالشغب »مكلبشين«. لن تفلح أي تصريحات من مسئولين عسكريين أو مدنيين أنه لا يتم معاملة مبارك ونجليه وبطانته معاملة خاصة، وكأن كل واحد منهم ما يزال فوق رأسه ريشة، ولن يصدق أحد هذا الكلام. من حق الشعب الذي لا يزال ثائرا أن يري بالصوت والصورة مكان احتجاز مبارك والزنازين التي يعيش فيها أباطرة النظام الساقط والغرفة التي يعالج فيها الرئيس المخلوع حتي يطمئنوا أن الثورة فعلا خلعت الرئيس وأسقطت النظام. ما نراه لا يبشر بالخير.