محمد الغىطى نقول إن بعض دعاة هذه الأيام جهلة ومتعصبون ولا يقرأون غير كتب التراث الصفراء أوكتب الوهابيين الجامدة، أقول هذا بمناسبة ما قاله الداعية الجاهل إسحق الحويني الذي تجاوز في خطبه كل سير الأولين والأخرين والذي أثار فتنة بغيضة بين مسلمي مصر ومسيحييها والذي لا يعرف الفرق بين الداعية الحق الذي ينتمي لسلالة ابن عبد السلام والافغاني والامام محمد عبده والشيخ شلتوت والشيخ محمد الغزالي والشيخ الشعراوي وغيرهم من عقد اللؤلؤ في تاريخ الإسلام الذهبي وينتمي الي عائلة المكفرين والمنفرين وهذه العائلة زادت وطمت البلاد والعباد وفاض منها ومن أقوالها وفتاواها الكيل ولا نعلم الي أين ستسير بنا وبالإسلام والمسلمين. آخر افتكاسات الأخ الحويني أنه شن هجوماً جاهلا علي هدي شعراوي رمز النضال النسائي الوطني ضد الاستعمار دون أن يعلم شيئاً عن هذه السيدة أوتاريخها أوأفكارها، مثل صفية زغلول وسيزا نبراوي وإستر فهمي أوتلميذاتها مثل نبوية موسي أو أمينة السعيد أوغيرهن من فضليات الحركة النسوية المصرية، الأخ الحويني قال بجرأة يحسد عليها وجهل فاضح لا يأتيه الشك وهوينطق الكلمات والأحرف ويضغط عليها ويكررها بثقة وغرور كأنه أستاذ كورس في التاريخ المصري المعاصر وليته سأل أساتذة التاريخ بحق، قال الرجل والتسجيل موجود علي اليوتيوب لمن يريد .. أن هدي شعراوي هي سبب فجور المرأة المصرية وانحلالها لأنها ذهبت إلي أوربا للدراسة وكانت محجبة فلما عادت من بلاد برة كشفت رأسها وخلعت حجابها تقليداً للأوروبيات وأضاف ان "والدها علي شعراوي" أشاح بوجهه عنها عندما دخلت عليه وغضب ونهرها وقال للحاضرين: هذه ليست ابنتي يعني تبرأ منها وأضاف ان ذلك كان في زمن كانت المرأة عندما تكشف رأسها كأنها.. خد بالك من اللفظ كشفت فرجها يا سلام علي التشبيه المهذب يا شيخ حويني وعموماً ليست هذه جريمة الحويني في هذا الكلام أوالعجب العجاب والجهل التام والجريمة يا سادة أن الرجل زور في التاريخ لان السيدة هدي شعراوي لم تكن أبداً ابنة علي باشا شعراوي بل زوجته ونسبت إليه كعادة بيوت العائلات الكبيرة في ذاك الزمان الجميل، السيدة هدي شعراوي ابنة محمد سلطان باشا أول رئيس لمجلس النواب المصري والذي مات وترك ابنته صغيرة ورباها ابن عمتها علي شعراوي باشا وأوصاه علي العائلة وعندما وجدت أم هدي الأرملة أن الرجل أمين علي أسرتها وثروتها عرضت عليه الزواج من ابنتها وكانت هدي فتاة يافعة وعندما عرض عليها الأمر وافقت واشترطت عليه أن يتركها تكمل تعليمها وفعلا أوفي الرجل بوعده وكان لها خير الزوج وكان يسمح لها بالجلوس في جلسات الحوارات السياسية حول مستقبل الأمة فنشأت متشربة بنزعته الوطنية وعندما أراد سعد زغلول أن يطلب حق مصر في الاستقلال بعد نهاية الحرب العالمية الأولي نوفمبر 1918 لم يجد أفضل من شعراوي وعبد العزيز فهمي لمرافقته لمواجهة المعتمد البريطاني وعندما اعتقل الثلاثة وتم نفيهم وخرجت مظاهرات مصر في مارس 1919 اجتمعت إرادة المرأة المصرية متمثلة في صفية زغلول وهدي شعراوي وأبدعت نساء مصر أعظم تجليات النضال في مواجهة الاستعمار والتي فجرت مظاهرات 8 مارس الذي اقترح مصطفي أمين أن يكون عيداً للمرأة المصرية وتجليات عظمة المرأة المصرية ونضالها فصول وصفحات من الروعة والفخار موجودة بتفاصيلها لمن يريد أن يتعلم وأنا أدعوكل السلفيين أمثال الحويني والذين خرجوا علينا بأفكارهم الظلامية لتكفين المرأة وإخفائها خلف النقاب أوفي الحرملك أوخلف ورده أن يقرأوا هذا التاريخ المشرف ليعرفوا إنهم شواذ الفكر ونغمة نشاذ في كونشرتوالإبداع النسائي المصري ونضال المرأة المصرية الذي يبدأ من حقب سحيقة منذ إيزيس وميرسي عنخ ونفرتيتي وحتشبسوت وهاجر المصرية وحتي صفية زغلول وهدي شعراوي وفتيات ميدان التحرير والثورة اللائي خرجن ينددن بسحل أختهن علي أيدي غاشم وفي مشهد كارثي لم يهتز له جفن السلفيين، ولم يقولوا ولوكلمة تعاطف، وكأن في صمتهم كل الرضا عما حدث، هذه النظرة الدونية للمرأة المصرية في أقوال المتعصبين الجدد، نحتاج لوقفة من نساء مصر الأطهار قبل أن ترجعن علي أيديهم لزمن الحرملك .!!