مصر تضيع.. والكتابة في شئون أخري غير المخاطر التي تتعرض لها نوع من العبث و»الملهاة« وعدم تقدير المسئولية.. نحن نستطيع ان نتقبل كل الأخطار المحيطة بنا، إلا ان تضيع البلد أمام أعيننا ونحن عاجزون ومغيبون لا نعرف ماذا يفعل بها بالضبط المتصارعون علي السلطة أو المتربصون لها في الخارج والداخل. كانت أحدث شارع مجلس الوزراء نقطة فارقة واضحة لا تحتمل الجدل.. فكل الأجواء في مصر لا توحي بأي احتقان يؤدي إلي تصادمات.. كل شيء واضح وجرت انتخابات ناجحة مبشرة وتحددت الخريطة السياسية المستقبلية بالإعلان الرسمي عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية وتسليم السلطة.. فلماذا اذن تم صنع هذه الفوضي المدمرة؟. كنا نستخف بالحديث عن الطرف الثالث ونكرر اتهامه مع كل حدث من باب الاجتهاد.. أما بعد الأحداث الأخيرة لم يعد هناك اجتهاد.. بل هي حقيقة ان طرفا ثالثا يعبث بنا ويمارس لعبة خطيرة.. والمصيبة اننا لا ندري ما إذا كان غامضا ومختبئا أم معروفا للأطراف الأخري ولا تريد كشفه أو تعجز عن مقاومته أو تساوم به لتهرب من مخاطر تحيط بها مستقبلا. نحن نستغرب هذه الفرجة علي مشاهد الدم والدمار وضياع البلد.. دون ان يتحرك أصحاب البلد بإجراءات حاسمة.. وأبسطها القبض علي هؤلاء الذين نشاهدهم في التليفزيون يدمرون ويحرقون حتي لو كانوا ثوارا.. لأن الثورة المجيدة يجب ان تحمي نفسها من أبنائها الذين تأخذهم الحماسة إلي طريق الانتحار وتفجير الثورة والبلد في آن واحد.