ساد الذعر بين التايلانديين امس مع مقتل ثلاثة من المحتجين المناهضين للحكومة »القمصان الحمر« علي ايدي قوات الجيش التي حولت لليوم الثالث علي التوالي وسط البلاد التي لطالما عرفت باسم »ارض الابتسامات« إلي ساحة للقتال المسلح. ووسط مخاوف عارمة داخلية وخارجية من نشوب حرب اهلية، حذر الجيش التايلاندي امس من ان الجنود الذين بدأوا في وقت سابق محاصرة منطقة تمتد لنحو ثلاثة كيلومترات يعتصم فيها »القمصان الحمر« سيفرقون المحتجين بالقوة، اذا لم يقوموا باخلاء الحي الذي يحتلونه وسط بانكوك. واعلن الجيش حي »راتشابراسونج« الراقي الذي يضم عددا من الفنادق الفاخرة والسفارات الاجنبية منطقة اطلاق نار. كما ثبت لافتات كتب عليها »منطقة محظورة.. ممنوع الدخول«. وكان الجيش قد ارسل آليات واعاد انتشار جنوده الخميس الماضي لمحاصرة الحي الذي يحتله »القمصان الحمر« منذ اسابيع، لكن الاشتباكات اندلعت بعد مقتل »المخطط العسكري« لحركة الاحتجاج وهو جنرال سابق بالجيش التايلاندي علي يد قناص. وفتح الجنود النار علي المحتجين مما اسفر عن مقتل 61 شخصا واصابة نحو 051 اخرين. واعتبر المتحدث باسم الحكومة بانيتان واتاناياجورن في وقت سابق ان الجنود تعرضوا لهجوم اثناء محاولتهم صد تدفق »القمصان الحمر« باتجاه مكان تجمعهم. واكد ان »الجنود ما كان بوسعهم إلا ان يدافعوا ان انفسهم في وجه الهجمات التي يتعرضون لها«. كما نفت السلطات ان تكون هذه المواجهات تمهيدا لعملية طرد المتظاهرين بالقوة، لكنها وفقا لوزير الدفاع الجنرال براويت وونجسوون »تهدف إلي الضغط علي القمصان الحمر ليعودوا إلي طاولة المفاوضات«. لكن احد زعماء المحتجين اكد ان جماعته لم تكن مسلحة مدللا علي ذلك بعدم مقتل اي جندي«. وواصل الجنود اطلاق النار امس من وراء اكياس الرمال أو من فوق اسطح المباني علي المحتجين المتحصنين خلف الاسلاك الشائكة واسيجة القصب. كما استمر تدفق قوات الجيش علي متنزه حول فندق »دوسيت ثاني« الشعبي خارج موقع الاحتجاجات. في المقابل اضرم المحتجون النار في سيارات بينها شاحنة للجيش كما ألقوا الحجارة علي القوات التي اقامت سياجا من الاسلاك الشائكة عند نقاط التفتيش وطلبت من السكان ابراز بطاقات هويتهم، وذلك لصد انضمام انصار جدد للقمصان الحمر. واجبر الوضع المضطرب السلطات علي اغلاق عدد من الشوارع وخطوط مترو الانفاق بالمدينة فضلا عن اغلاق عدد من السفارات الاجنبية بينها الامريكية والبريطانية وسط صدمة اصابت السكان لرؤيتهم احد اكثر مدن العالم حيوية وابرز المقاصد السياحية تتحول إلي منطقة حرب. وفي نيويورك دعا سكرتير عام الاممالمتحدة طرفي النزاع إلي تجنب وقوع المزيد من اعمال العنف، كما دعت امريكا وكندا الاطراف إلي التحلي بالهدوء وحل خلافاتهم بالطريقة السلمية. ونصحت البحرين رعاياها بعدم السفر إلي تايلاند.