هي جميلة، انيقة، مكافحة، عنيدة، اصرت علي النجاح وحققته حتي أصبحت أول جراحة في مصر والعالم العربي متخصصة في مجال العقم عند الرجال وابتكرت طرقا جراحية باسمها، وأنشأت وحدة القولون بطب المنوفية وكانت اول سيدة ترأس قسم الجراحة، واعتبرتها منظمة الكومتيسك أحد الستة الاوائل في العالم الاسلامي الذين تجاوزت أبحاثهم في مجال الجراحة 400 بحث منشورة بالمجلات العالمية. انها د. الفت السباعي استاذ الجراحة وامراض الحوض والقولون والشرج ورئيسة جمعية البحر المتوسط لامراض الحوض وزوجة العالم الراحل د. احمد شفيق وام لاثنين من الجراحين الكبار هما د.اسماعيل شفيق ود.علي شفيق. .................؟ - انا عضو في العديد من الجمعيات العلمية والعالمية منها الاكاديمية الدولية للعقم بنيويورك والجمعية الامريكية للقولون وجمعية امراض الحوض والجمعية الطبية لتحليل المياه بالمانيا. .................؟ - جذبني مجال العقم عند الرجال، واخترت مجال الجراحة الصعب الدقيق، ونجحت في كسب ثقة المرضي رغم انني امرأة. ومنذ طفولتي كان لاسرتي تأثير كبير عليّ فكانوا ينادوني بالدكتورة ألفت بجانب تأثري بشخصية اسماعيل السباعي الجراح الكبير الراحل الذي كانت تربطني به صلة قرابة. .................؟ - انبهرت بغرفة العمليات ولم اشعر بالخوف منها، بل كنت شغوفة بالتعرف عليها وايضا والدي كان له اثر كبير فقد حببني في العلم وشكل وجداني كطفلة تحب العلم ووضعني منذ البداية علي سلم النجاح. أما والدتي فلها ايضا تأثير كبير، فكانت مثقفة ومتعلمة. علمتني اشغال الابرة والتريكو ونفعني ذلك كثيرا في حياتي العملية والجراحية. وكانت كل هذه العوامل دافعا لي للتفوق وتحقيق طموحي في ان أصبح جراحة متميزة. .................؟ - اكثر العقبات التي واجهتني في طريقي العلمي كانت رغبتي في التخصص بمجال الجراحة، وفي ذلك الوقت لم يكن يوجد قانون يمنع ذلك ولكن جري العرف ان هذا التخصص للرجال حتي عندما عرضت علي د.اسماعيل السباعي قريبي رغبتي هذه قال لي »انت مجنونة». .................؟ - واجهتني صعوبات كثيرة لكن ساعدني الله علي تخطيها بالصبر والجهد، فقد عينت نائب زائر في قصر العيني ولكي احصل علي زمالة الجراحين كان علّي ان اسافر للجزء الثاني من الامتحان. كان اولادي صغارا ويحتاجون لرعايتي، فعرض عليّ الدكتور جمال الدين البحيري رئيس اقسام الجراحة في قصر العيني حين ذاك ان يصحح لي الدكتوراه وبالفعل تحقق ذلك اما الامتحان التكميلي للحصول علي الدرجة فكان لابد ان يناقشني 30 استاذا وكان أحدهم معارضا لأني امرأة وقال لي علي جثتي ان تنجحي وفعلا رسبت في الامتحان 9 مرات ولم انجح الا بعد وفاة هذا الاستاذ. وبعدما عينت مدرسا، حاربني رئيس القسم كثيرا ووضع عراقيل كثيرة ليؤخر ترقيتي ولكن الله اكرمني وعينت رئيسا لقسم الجراحة علي مدي 8 سنوات وكنت اقود 50 رجلا من الاساتذة بنجاح وكفاءة اشاد بها الجميع،وعينت بعدي طبيبات من المتفوقات. .................؟ - اعلي وسام علي صدري هو سمعتي المهنية ويكفي ان بعض الاطباء الرجال يرسلون مرضاهم لي ثقة منهم في كفاءتي، وثقة الناس والمرضي هي اغلي جائزة لي. .................؟ - زوجي العالم الجراح الشهير د. احمد شفيق، كان نعم الزوج والسند، تعلمت منه الكثير، كنت اتعامل معه علي انه استاذي الذي انهل من علمه وتزوجته بعد قصة حب كبيرة، تعلمت منه اخلاقيات المهنة وان الله يرانا في كل مانفعله. وتعلمت منه ايضا الحرص علي القراءة لأظل علي علم بكل جديد، وان اثقل عملي بالبحث العلمي، حتي اصبحت الأبحاث جزءا من حياتي. كان زوجي مساندا لي في كل حياتي، لم يكن يريدني متفرغة للمنزل. كان رجلا مشغولا بعمله، ويشجعني علي النجاح في عملي، وفي اخر ايامه كان يقول اشكر زوجتي لانها تحملت انشغالي وغيابي ولم تقصر في رعاية ابنائنا ومتابعتهم،رحمه الله افتقده كثيرا انا وأولادي. .................؟ - استطعت أنا وزوجي ان نغرس في أبنائنا د. اسماعيل ود.علي حب الجراحة وعشق المهنة والبحث العلمي، هما اساتذة للجراحة العامة في قصر العيني، وقد كونت انا وزوجي واولادي فريقا علميا وبحثيا تعليميا، ولازلنا أنا وأولادي نقيم ندوة شهرية تعليمية للاطباء المتخصصين في جراحات الحوض والقولون والشرج مجانا،وانشأنا جمعية البحر المتوسط وامراض الحوض واقوم برئاسة الجمعية ونحرص علي استمرار نجاحها واستمرار رسالتها الانسانية كعلم ينتفع به. .................؟ - الطب اخذني بعيدا عن حياتي الاجتماعية وفقد اصدقائي الأمل في رؤيتي، لانشغالي دائما. وكانت »فسحتي» انا وزوجي هي المؤتمرات الطبية والعلمية في الخارج. كنت اعتبرها نزهة جميلة. واحببت فرنسا كثيرا كبلد الاناقة والجمال وحرص الناس علي توزيع حياتهم بين العمل والعلم والترفيه والمتعة. .................؟ - اعشق البحر والاوبرا وسماع الموسيقي وسر رشاقتي هو الحفاظ علي الرياضة وتناول الاكل الصحي وخاصة الكوسة والخس والخيار والفاكهة والتفاح. اسعد كثيرا بصحبة احفادي للتنزه واعلمهم الحرص علي القراءة، واستغل اوقات الفراغ في زيارة معارض الكتب وشراء الكتب العلمية وغيرها. واحرص علي اجتماع الاسرة في جميع المناسبات، فهذا التواصل المستمر هو الذي يحافظ علي تماسك الاسرة.