أعاد حريق العبارة »بيلا« إلي أذهان المصريين غرق العبارة السلام التي راح ضحيتها 3301 مصريا غلبانا، ولولا عناية الله لتكررت المأساة وغرق ركاب »بيلا« الألف. نفس السيناريو، ونفس الأخطاء، ونفس الاهمال، ونفس الفساد، ونفس التحايل لتحقيق أكبر مكسب، ولم يتعظ المسئولون من كارثة »السلام« لأنه لم يتم محاسبة المسئولين عن الصيانة والمتابعة، ولا المسئولين عن فحص وسائل الأمان، ولا المسئولين عن تحديد عدد الركاب الذين تتحملهم العبارة. التحقيقات ستستمر، يوما واتنين وتلاتة، وتمتد إلي سنة، وستعامل القضية علي أنها جنحة، كما حدث في الحادث الأول وسيعاقب المسئولون عنها عقوبات إدارية. وطالما لم يمت أحد وربنا ستر، فعفا الله عما سلف. ولكن هذا الأسلوب العقيم في التعامل مع الكوارث سيدفع الفاسدين إلي التمادي في اهمالهم وضرب عرض الحائط بالقوانين واللوائح، واستهتارهم بأرواح المصريين الذي كان يعاملهم النظام البائد بأنهم بلا سعر. لابد من التعامل بحزم مع جريمة العبارة »بيلا« والضرب بيد من حديد علي رأس كل من تسبب فيها، والا فانتظروا كارثة قادمة أكبر.