سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء النقل البحري والملاحة: حادث العبارة "بيلا" لن يكون الأخير في ظل الإهمال وعدم الصيانة الدورية للسفن الأخطاء البشرية فادحة.. وينبغي تدريب الكوادر للتعامل مع الأزمات
إلي متي سيستمر مسلسل الاهمال في المواني المصرية؟.. الي متي ستظل عباراتنا معرضة للغرق هي ومن علي متنها؟ الي متي ستظل الرقابة والصيانة غائبة علي السفن التي تقل ركابا من والي مصر.. اسئلة كثيرة فرضت نفسها عقب الخبر المفجع واستيقظنا عليه بالامس وهو تعرض احدي العبارات التي تدعي بيلا الي نشوب حريق بأحد أجزائها اثناء عودتها من ميناء العقبة الاردني الي ميناء نويبع المصري، ولولا العناية الالهية وجهود القوات المسلحة لوجدنا انفسنا امام كارثة انسانية كان سيدفع ثمنها اكثر من 1200 راكب كانوا علي متن هذه السفينة.. الحريق الذي شب أمس في العبارة والذي تم السيطرة عليه وانقاذ كل الركاب أعاد الي اذهاننا غرق العبار السلام 98 والمأساة الناتجة عن غرق هذه العبارة بفعل الاهمال واللامبالاة من جانب القائمين علي السفينة مما دفع الي ان يكون ثمن الغرق كبيرا حيث تعرض اكثر من 1300 كانوا علي متن السفينة الي الغرق. خبراء النقل البحري في مصر شنوا هجوما علي القائمين علي هذا النقل البحري سواء كان متمثلا في هيئة ادارة الموانئ المصرية او اكاديمية النقل البحري أو هيئة مواني البحر الاحمر وكذلك وزارة النقل متهمين هذه الهيئات بالتقصير الفادح وعدم القيام بمهامهم في الرقابة علي السلامة البحرية للعبارات خاصة تلك التي تقل ركابا أو بضاعة لان الثمن يكون غاليا في حالي تعرضهما لاي اخطاء او غرق فالخطأ الاول قد يكون هو الخطأ الاخير. عبدالرحمن سليم رئيس شركة نيو مارين للملاحة أكد ان العامل الاساسي بنسبة 90٪ في حوادث العبارات في مصر يتمثل في العنصر البشري حيث حيث ان العاملين علي متن هذه السفن بدءا من القبطان وحتي اصغر عامل علي العبارة يفتقد الخبرة والدقة في التعامل مع المواقف الطارئة التي قد تتعرض لها العبارة اثناء احد رحلاتها، ففي حالة تعرض احدي السفن الي نشوب حريق باحد اجزائها نجد العاملين يلجأون الي الاطفاء باستخدام خراطيم المياه دون ان يتم تشغيل البالوعات لشفط هذه المياه مرة اخري مما يؤدي الي تكوين مياه ذات درجة عالية من الحرارة قد تجعل السفية تتعرض للانقلاب او تسخين الات التشغيل بها ممد قد يجعل الحريق متفاقما بشكل كبير بدلا من السيطرة عليه. وأضاف رئيس شركة الملاحة أن هناك أمورا لتحقيق السلامة البحرية للعبارات المصرية ولكنها لا تتحق قي مصر ولا يتم العمل بها، ومن هذه الامور هي الفحص الشامل للعبارة قبل اقلاعها للرحلة البحرية، كذلك ايضا افتقاد العبارات الي الصيانة والكشف الدوري، فمن المفترض ان السفن والعبارات تتعامل وفق برنامج للصيانة والمتابعة بشكل دوري ، لان ذلك يكشف عن الاخطاء ويمكن من سرعة اصلاحها ولكن الذي يحدث هو مبدأ البركة، فمعظم السفن والعبارات المصرية تسير لمبدأ البركة دون الأخذ باحتياطات الامان والاهتمام بالصيانة والمتابعة والفحص لجميع الاجزاء. ويشير: بأن حادث العبارة بيلا لن يكون الاخير طالما الاهمال متوطن في هيئة السلامة البحرية والموانئ المصرية ، فيجب التغلب علي هذا الاهمال والاهتمام بالصيانة الدائمة للعبارات لتفادي حوادثها وكذلك الاهتمام بالعنصر البشري وتدريبه وتزويده بالخبرات للتعامل مع الازمات والمواقف الطارئة. ومن جانبه يوضح نبيل ندا خبير الملاحة البحرية ان الاهمال وعدم المتابعة للسفن وقلة الخبرة لدي العاملين علي العبارت هي السبب الرئيسي لتكرار حوادث العبارات، مشيرا الي ان الهيئة التي تتعرض احدي عباراتها للغرق ترفض الافصاح عن السبب الرئيسي الا بعد اجراء التحقيقات، ونحن نعرف ان التحقيقات في مصر تستغرق وقتا طويلا، وبالتالي يوجد صعوبة في معرفة الاسباب الرئيسية التي تؤدي الي غرق العبارات حتي يتم شرحها واستخلاص الدروس منها للشركات الاخري. ويناشد نبيل هيئة السلامة البحرية بالتدقيق عند مراجعة ومتابعة السفن واصدار شهادات الملاحة البحرية لان المراقب قد يتغاضي عن بعض الاخطاء في السفينة وقد تكون هذه الاخطاء سببا في الغرق.