بعد كل ما جري من أهوال ودم سال علي قضبان قطارات السكة الحديد هل كان من الضروري أن يوبخ وزير النقل نواب رئيس الهيئة التسعة وكبار قيادات الهيئة لتخصيص ثلاث سيارات لإنتقالات كل منهم ويصرخ فيهم إنها »مش عزبة» حتي تستيقظ ضمائرهم ويروا في أي مستنقع هم يغرقون وكيف لهم أن يستريحوا بينما رعاياهم فوق القطارات »يسطحون» وبأبوابها يتعلقون!! لن نكون بالسذاجة لنتساءل »أين أنت يا حمرة الخجل».. لأنه لو كان هناك أدني احساس بالمسئولية علي مدي عقود طويلة ما كانت خسارة تلك الهيئة بالمليارات مع ملفات ثقيلة تنتظر من يفتحها كي يكتشف مخالفات البيع والشراء وصفقات استيراد وفساد صيانة وتعاقدات وحوافز ومكافآت تصرف بدون وجه حق.. وإذا كان هذا حال الفساد في قطاع واحد من قطاعات الدولة فما بالنا بالقطاعات الاخري خاصة إذا أخذنا في الاعتبار ما تم نشره علي لسان وزير الري وانذاره للعاملين بوزارته بإعادة ما تم صرفه زيادة عن الحد الأقصي للمرتبات لخزينة الدولة في خلال شهر ومن لا يفعل لن يحول للنيابة العامة لا سمح الله ولكن سيتم خصم ما صرف دون وجه حق من مستحقاته القادمة!! جراب مثقوب.. هذا هو باختصار حالنا مع دولة تنفق المليارات علي تنمية واستثمار وبنية تحتية.. إلخ بينما هناك فساد مستشري ومسئولون يستحلون المال العام ولا يرون غضاضة في صرف بدلات ومكافآت وسفريات من فوق وتحت الترابيزة علي ما تفرج ويأتي من يرتق ثقب الجراب المنكوب.