آمال الشرابى لكى تصل إلى عملها مبكراًً , لابد أن تستيقظ قبل ميعاد العمل بنصف ساعة على الاقل , إستيقظت منٍة فى تمام السابعة , على صوت منبه التليفون , قالت يالك من صوتٍ مزعج , ازعجتنى , وقطعت عليِ حلمى الجميل , حلمى التكنولوجى, ماذا افعل بك الان ؟ ! اريد أن القِ بك من هذه الشرفة, ولكن كيف اتحدث إلى الاصدقاء ؟ وسأُحرم من الفيس بوك وتويتر , يكفى أنى أُغلقك تماماً, لا زال لدىِ متسعًُ من الوقت , موعدى فى العمل الساعة التاسعة , سأخذ تاكسى يوصلنى سريعاً يااااااه , لحظة انام استرخى , اُغلق عينىِ , احاول أن اكمل الحلم , ها انا ذا , ماذا كنت آرى؟!. كنت ارانى مثل الكائنات الفضائية , اطير فى السماء , واسير بسرعة فائقة اسرع من الصاروخ والمكوك الفضائى , ولكنى لم اكن فى ارضى ولا بلدى ولا ناسى , وكأننى فى عالم آخر , ليس دنيا أو آخره , هو عالم بين الاثنين , بين الدنيا والاخرة . , كنت جميلة جداً , أرى كل شئ , وآرى كل البشر والكائنات الاخرى , حتى انى كنت ارى اشكال نورانية ليست بالانس ولا بالجان قلت فى نفسى بالتأكيد هى ملائكة, حتى انى رأيت اشكال غريبة مخيفة مرعبة اشبه بالحيوانات المنقرضة كالديناصورات اراها تجرى مسرعة خلف البشر وتتحدث فى اذانهم وهم ينصتون اليها جيداً ولكنهم يبدوا انهم لا يرونهم . فإنهم يتحدثون اليهم وهم لا يلتفتون اليهم , وكأنهم يأمرونهم بشئ وبنى البشر ينفذ فقط وبدون وعى , ارى كل ذلك ولا أحد يرانى , بفعل هذا الجراب الشفاف السحرى , الذى وجدته وأنا اسير ليلاً , لا ادرى لماذا وقعت يدى عليه , والتقطه من على هذة الارض الملساء الناعمة جداً , وكأنها من اللؤلؤ, حتى أنى قد تعجبت ....!!! كيف تكون أرض الشارع الملئ بالاتربة والمطبات , كاللؤلؤ الصافى ,لا استطيع وصفة من شدة جماله , فهولامع متلألئ , وكأنه الدر والياقوت . مددت يدى لألتقط هذا الجراب , فوجدته نظيفاً جداً , ليس به ذرة واحدة من الغبار , أو التلوث , تلفتًُ يمنى ويسرى , فلم آرى انسىًُ ولا جان , فوضعت الجراب على جسدى , فوجدت الجراب , يصدر أشياء غريبة , كذبذبات لموجات كهرومغناطيسية , مع وميض بسيط لونه ابيض . يالها من فرصة عظيمة أن يكون لدى جراب كهكذا آرى من خلاله كل شئ, ولا يرانى احد, هل بإمكانى أن احقق كل الوان السعادة لى ولغيرى, من خلال هذا الجراب الشفاف؟؟؟ ! ولكن كيف؟؟؟ وجدت أن الجراب مقاسى بالتمام وكأنه تم تفصيله خصيصاً لىِ.....!!! فأدخلت قدماى ثم يداى ثم رأسى وذلك بعد فتح كبسونات الجراب وضغطت ضغطة واحدة على ذر فى طرف الاكمام , وحلقت فى السماء , وكنت فرحة جدا ً وسعيدة بهذة المغامرة , فوجدت فى رحلة طيرانى , بلدتى , نظرت عليها من أعلى فهالنى مارأيت ....!!! شوارع رثة مليئة بالقاذورات والقمامة لا تختلف كثيراً عن بعض البشر المليئة صدورهم وعقولهم بالقاذورات والقمامة . هبطت على ارضى بعد ان ضغطت على ذر الايقاف , ولكن هالنى مارآيت شعرت بمرارة فى حلقى من سوء ما ارى من الفساد , تجعلنى فى حالة فواقة مستمرة , لا تذهب بالماء , ولا حتى بالتخبيط على الظهر كما كنا نفعل . الجراب جعلنى ارى السرقة والرشاوى و الفواحش بكل اشكالها الزنى والغش والخداع , والزيف , والتدليس , والنفاق, دون أن يرانى احد , يكفينى أن ادخل من ثقب الباب , أو فتحة من شرفة شباك , أو اسير مع الهواء وادخل معه من آى منفذ . ولكن هالنى مارأيت .....فقد كنت اسمع عن الفساد الاخلاقى والمالى والظلم ولكنى لم اكن اصدق , فقد رآيت كل شئ بأم رآسى , وياليتنى مارآيت. قالت منه: هذا الجراب ليس له آى فائده اذا لم يحقق لى اغراض او منفعة لغيرى , قالت لابد ان افعل شئ ايجابى بهذا الجراب , ذهبت وفتحت المكاتب واخذت الاموال المسروقة ووضعتها فى الخزانات مكانها , ذهبت الى الاقسام واخرجت المساجين المظلومين وتخلصت من كل المستندات المزورة , وفعلت ذلك فى كل المصالح والهيئات , حتى اعياها التعب , وجلست ترتاح على مقعد فى كافيه , فوجدت مجموعة تتفق على بيع شحنة مخدرات, تديرها شبكة محليه وعالمية , تركتهم فوجدت مجموعة اخرى من التجار يتساومون فى بيع شحنات من مواد غذائية تبلغ اطنان كإحتكار, حتى ملت من فساد الضمير الذى استشرى فى بنى البشر حتى اصبح كالسرطان . فى حالة الحزن التى انتابتها منٍة والجراب السحرى اصبح فاقد القيمة انتبهت من الحلم لتستيقظ على صوت اذان الضهر الله اكبر , وتتأخر عن موعد العمل ليصبح هذا اليوم اجازة اجبارية لها وراحة من كابوس الحلم .