صحيح أننا أمة تهوي الكلام من أيام سوق عكاظ حيث التراشق بالكلمات والتباري بالخطب الرنانة والشعارات الجذابة إلا أننا الآن ما عاد لدينا حتي ترف الكلام مع وجود هذا الترامب الامريكي وتخليه عن دور الشريك المحايد فيهدي اسرائيل القدس ومن بعدها الجولان مع التحدي الكامل لكل الأعراف والقوانين الدولية والحقوق العربية. وصحيح أن القادة العرب أكدوا في ختام القمة رقم 30 بتونس أن الاعتراف الامريكي بسيادة إسرائيل علي الجولان باطل ويمثل انتهاكا خطيرا للمواثيق الدولية وأن فلسطين علي رأس الاهتمام ولكن ماذا بعد هذا الكلام العاطفي؟! هل اتخذنا قرارا فاعلا؟! وهل تمتثل أمريكا واسرائيل وتخشيان قوة العرب في ظل استمرار الخلافات وتشرذم القوي وتشتت الشمل العربي في بلاد أصابها الوهن وانهكتها الصراعات والحروب والخلافات السياسية؟! كلام جميل أن يتضمن إعلان تونس في ختام القمة أن ما يجمع البلدان والشعوب العربية أكثر بكثير مما يفرقها بفضل ما يجمعهم من روابط حضارية وتاريخ مشترك ووحدة ثقافية وأن يؤكدوا علي ضرورة تطوير علاقات التعاون والتنسيق الأمني ومحاربة التطرف والارهاب والحرص علي تقرير قيم التسامح والاعتدال والديموقراطية وحقوق الانسان ومقاومة كل مظاهر الاقصاء والتهميش. بعد كل هذا الكلام الجميل يبقي سؤال هل تتحقق طموحات الشعوب وآمال العرب في استعادة هيبتهم وكرامتهم بالكلام وحده؟! للاجابة عن هذا السؤال يمكننا أن نعود إلي نتائج القمم ال 29 السابقة للقمة 30 وما جري فيها.