ما اشبه المستقبل بقارب وسط مياه المحيط تغازله أمواجه تارة وتصارعه تارة اخري.. ممتطي القارب إما متوحدون أو مختلفون. فإذا كانوا متوحدين فإنهم متحدون نحو هدف واحد وآليات ابحار متفق عليها متوافقة مع خبايا المجهول وقراءة واعية لغدر رياح ومياه المحيط، أما المختلفون فهنيئا بهم طعاما شهيا لاسماك القرش المنتظرة القابعة في قاعة المحيط.. اقصد ان العقلاء يصنعون مستقبلهم الذاهبين إليه بعقولهم قبل ايديهم والغافلون يصنع لهم المجهول مستقبلهم القادم اليهم قسرا ربما بأيديهم وحتما ليس بعقولهم. إن الحديث عن مستقبل مصر أو مصر المستقبل يسبقه ثوابت وجب قسرا توفرها لكي نبدأ المشوار: 1- الامن والامان هما الشرط اللازم لادارة عجلة الحياة نحو مستقبل افضل وبدونه لا أمل في الحديث عن صناعة المستقبل. 2- متانة النسيج الوطني وقدرته علي منع الاختراق.. انه الامن القومي الذي لا يقبل المزاح ولا فكر المؤامرات.. انه الآلية المنفردة لتجيش طاقات الأمة ومواردها البشرية لدفع عجلة الانتاج والانتماء.. 3- قانون لا يعرف الالوان فعال ينفذ بقوة صارمة حازمة شرعية شعاره مصر دولة احترام القانون. 4- اعتبار الجهل والامية والتلوث والمرض الاعداء الحقيقيين للمجتمع المصري وتحويل هزيمتهم الي مشروع قومي يعلن عن انتصاره عام 0202. 5- بناء بنية تحتية علمية سلمية للنظام السياسي يدرك الي اين نريد ان نذهب بمصر.. ان ذلك سوف يساهم بفاعلية للتخطيط لمستقبلها دون ذلك ستظل مصر رهن تقلبات لا يعلم احد مصيرها.. تلك الثوابت الواجب توافرها هي البداية.. بعدها يمكن الحديث عن المستقبل فمصر المستقبل اعني بها مصر الحلم والتمنيات اما مستقبل مصر فأعني به مصر بين الفرص والتحديات أو من ارض الواقع دعونا نري مستقبلها.. ان ذلك سوف يركز علي الحلم والفرص والتحديات. الحلم: 1- عودة الروح وبالتالي الحياة الي التعبير الشهير »اذا لم أكن مصريا لوددت ان اكون مصريا«. 2- ان تكون مصر دولة مدنية عصرية عنوانها العريض حرية ديمقراطية عدالة اجتماعية استنادا علي المباديء والقيم والاخلاق. 3- ان يكون مصر الاب والام والقائد والرائد للمنطقة العربية والافريقية هي الحامي وهي السند وهي الكبير.. ليس العطاء أو الاخذ شعارها ولكن التكامل والتوحد هو عنوانها ان تلك الريادة تتطلب تحقق كل متطلبات الدولة القوية بمفهومها الواسع العلمي. 4- الخروج من الشريط الضيق الي الصحراء وحتي يوزع السكان علي الاقل علي 05٪ من اراض مصر هو ما سوف يعيد هيكلة الحياة المصرية كلها. الفرص : 1-ان تحويل منطقة الاهرامات الي منطقة حرة سياحية مغلقة شاملة المتحف وفنادق ومطار للهيلوكبتر ومطاعم ومحال للانتيكات والاثريات المقلدة وسوف يخلق فرص السياحة الطائرة.. نملك المناخ والطبيعة والجمال والاثار بمختلف انواعها.وعصورها لكن؟ انها الموارد التي كلما صرفت عليها زادت قيمتها وعائدها مصر السياحة الكنز تناديكم فهل نلبي النداء. 2- ان مصر لها ثقل نوعي دولي مؤثر محوري في منطقة الشرط الاوسط والعربية والافريقية بحكم الموقع وحجم السكان ونوعيتهم وثقافتها وحضارتها وقدرتها علي التأثير هكذا يقول التاريخ فهل نعيد عجلة الزمان والتاريخ؟. 3- كيف نوظف ربيع الثورات العربي لاعادة تكتيل ولم شمل العرب.. كيف نعيد مصر بيتا لكل العرب.. كيف نحدث التكامل نحو التوحيد. 4- ما أكثر البشر عندنا وما أسوأ تنميتهم وتوظيف طاقاتهم تري ماذا لو أدرنا تنمية وحياة الانسان لصالح الفرد ذاته والامة. 5- مصر كانت قبلة الاديان والثقافة والفنون والآداب والاعلام راجعوا ذاكرة التاريخ ليحكي ويعلمنا كيف نبني القبلة من جديد. 6- ان تحويل منطقة التلاحم مع السودان وبحيرة السد العالي الي منطقة زراعية حيوانية سميكة اقتصادية صناعية سوف يخلق مجتمعات جديدة ويدعم الاقتصاد ويساهم في تقوية الامن القومي. 7- ان تحويل منطقة قناة السويس شرقها وغربها الي منطقة صناعة تجارية حرة لخدمات السفن والترانزيت وعابري القناة سوف ينمي سيناء ويدعم الاقتصاد ويساهم في تقوية الامن القومي.. التحديات: 1- نعيش عصر العولمة بكل ما له وما عليه منافسة شرسة.. تكنولوجيا بكل مشتقاتها واخطرها المعلومات والاتصالات، الاعلام الفضائي والانترنت، العقل والعلم والمعرفة، القوة المفرطة سلاح الردع. 2- التكتلات السياسية والاقتصادية والدينية هم النظام الجديد للسيطرة العالمية. 3- امية تعليمية وثقافية تتعدي 07٪ يرافقها تعليم وبحث علمي هزيل. 4- انفجار سكاني يصاحبه جهل بكيفية تنمية وادارة البشر، وزحف مرعب للتجمعات العشوائية وسكان القبور واحفاد الشوارع.. وفي ظل جهل وفقر وغياب الامن خرجت البلطجة والبلطجية من تلك التجمعات كأسراب الجراد لترهب من ناحية وتنتقم لنفسها من ناحية اخري. 5- خوف من تصحر متوقع وتعطيش لكميات المياه القادمة وتبوير للأراضي الزراعية المتاحة. 6- محاولات شرسة لتمزيق النسيج الوطني دينيا واجتماعيا وسياسيا بما في ذلك التشكيك وتشويه الرموز والاعمال والتاريخ.