الدبوماسي محمد غنيم يسلم أوراق اعتماده كسفيراً لمصر في فنلندا    «المحاربين القدماء» تنظم مهرجانًا رياضيًا فى الذكرى ال51 لانتصارات أكتوبر    المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفا حيويا في الجولان المحتل بطائرة مسيرة (فيديو)    تغطية إخبارية خاصة لليوم السابع حول قيام الاحتلال بفصل شمال غزة عن القطاع.. فيديو    "واشنطن بوست": أمريكا تواجه مخاطر مالية ناتجة عن الكوارث المتزايدة بسبب تغير المناخ    القبض على التيك توكر كروان مشاكل في حدائق القبة لتنفيذ حكم قضائي    «مروة وشرارة ووردة وبليغ» نجوم الليلة الثالثة بمهرجان الموسيقى العربية    إلهام شاهين: سعيدة جدًا بلقب نجمة العرب عن مجمل أعمالي (فيديو)    تعب جسدي نتيجة الضغط العاطفي.. توقعات برج الجدي اليوم 13 أكتوبر    «الأزهر»: نسعى لإدخال الروبوتات الجراحية وتقنيات الذكاء الاصطناعي ل«المستشفيات»    «الأزهر»: إنسانية الغرب قد «ماتت»    إنفوجراف.. حصاد جامعة أسيوط خلال أسبوع في الفترة من 4 حتى 10 أكتوبر 2024    «البحوث الفلكية» يشارك في أسبوع الفضاء العالمي    الاحتلال الإسرائيلى يطلق مسيرات للتحليق فوق الأراضى اللبنانية    جيش الاحتلال يعلن فصل شمال القطاع عن مدينة غزة    متحدث الزمالك: إيقاف القيد أمرًا متوقعًا وننتظر الإخطار الرسمي    وكيل القندوسي: قرار الأهلي بعرضه للبيع لم يكن مفاجئًا.. والزمالك لم يتواصل معنا    أيمن الرمادي: سيراميكا الأقرب لشراء أحمد قندوسي من الأهلي    كتيبة الفراعنة تحسم الملفات الشائكة قبل السفر لموريتانيا.. إعفاء محمد صلاح من السفر بسبب النجيل الصناعى.. دونجا يخرج من المعسكر بتوصية طبية.. عبد المنعم يقود الدفاع مع ربيعة.. حسام حسن يرفض ضم وجوه جديدة    نجم الأهلي السابق: عمر كمال أفضل من لاعب منتخب مصر    وزيرة التضامن الاجتماعي تشارك في منتدي البرلمانيين العرب    حريق هائل في الغردقة جراء تصادم سيارتين محملتين بالسولار والأسمنت| شاهد    تغير مفاجئ بالحرارة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف أماكن سقوط الأمطار    موعد محاكمة المتهمين بسرقة أجهزة «تابلت التعليم» بمحكمة جنايات الجيزة    سعر السكر والزيت والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الأحد 13 أكتوبر 2024    السيسي: «بنستورد ورق الفويل ب500 مليون دولار وبتلوموني الدولار غلى ليه»    الفريق أسامة ربيع يتابع مستجدات استراتيجية تطوير المناطق الاقتصادية واللوجيستية بالسعودية    استعدادًا لفصل الشتاء.. «المصري اليوم» ترصد مخرات السيول في القاهرة والجيزة    الصحة تكشف تفاصيل المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل    تصفيات أمم إفريقيا - المغرب يكتسح إفريقيا الوسطى بخماسية    مأساة تهز قلوب أهالي الشرقية.. أسرة بأكملها تفقد حياتها في حادث تسرب غاز    بحضور وزير الأوقاف.. "القومي للمرأة" ينظم ورشة عمل "القادة الدينين وبداية جديدة لبناء الإنسان"    استثمر فلوسك.. كيف تحصل على عائد 13 ألف جنيه شهريًا من الشهادة البلاتينية؟ (تفاصيل)    محافظ الدقهلية يتفقد منافذ بيع الخضار والفاكهة (صور)    بعد شائعة وفاته.. الطفل «جان رامز» يطمئن جمهوره: أنا كويس وزي الفل| فيديو    نيمار يقدم التحية للمستشار تركي آل الشيخ في افتتاح "موسم الرياض"    حملة «ترامب» تطالب ب«طائرات عسكرية» للتنقل فى جولاته الانتخابية    «كجوك»: نتطلع ل«البريكس» في أزمة ديون البلدان النامية    وزير التعليم العالي يستقبل رئيس الهيئة القومية للتأمين الصحي الشامل -(تفاصيل)    نشأت الديهي: محطة بشتيل نموذج للقدرة وليس لها مثيل إلا بألمانيا والصين    رئيس هيئة السكك الحديدية: نتوقع تضاعف حركة السياحة بفضل محطة بشتيل    أخبار × 24 ساعة.. "100 يوم صحة" قدمت أكثر من 113 مليون خدمة مجانية    سينت ترويدنس البلجيكي يرد عبر "الفجر الرياضي" على اتفاق الزمالك مع زين الدين بلعيد    هشام حافظ: الاستمرار على القمة هدف سيدات مودرن سبورت.. ومواجهة الأهلي صعبة    الرئيس: «نسعى لبناء المستقبل .. ورغم الظروف لم نتوقف أبدًا عن العمل»    برج الحوت اليوم.. تخلص من التراكمات القديمة وانطلق بخطوات مدروسة    رضا إدريس: معنديش حساب في البنك ورصيدي هو حب الناس    مصرع شخص وإصابة 8 آخرين اثر انقلاب سيارة ربع نقل بالإسماعيلية    الاعتداء على براءة طفلة داخل مدرسة.. تفاصيل القبض على مدرس «عربي» في العمرانية    حملات تفتيشية على المنشآت الغذائية المحيطة بمدارس الإسماعيلية    تصل ل 9100 جنيه.. تفاصيل زيادة أسعار الانتقال بسيارات الإسعاف والفئات المعفاة منها    وكيل صحة سوهاج يتفقد وحدة العلاج الطبيعي بمستشفى أخميم    وكيل صحة دمياط: توريدات دوائية جديدة لتعزيز الخدمات الصحية في المحافظة    وزارة الأوقاف تطلق برنامج الورد اليومي للقرآن الكريم على منصاتها الإلكترونية    في 15 نقطة .. تعرف على أهم أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية    خبير أمن معلومات يكشف خبايا ألعاب المراهنات وخداع الأطفال    أهمية صلاة الاستخارة وكيفية تأديتها وأفضل توقيتاتها    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم السبت 12-10-2024 في محافظة البحيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وما زال تمثال الملكة أسيراً في برلين
نشر في الأخبار يوم 09 - 12 - 2018

لم يلتفت أحد في السابع من ديسمبر الجاري للذكري ال ( 106 ) لاكتشاف تمثال رأس ملكة مصر الجميلة " نفرتيتي " التي مازالت أسيرة في يد الألمان، بعيدا عن وطنها الذي جلست علي عرشه بجوار زوجها الملك "إخناتون"؟
تمثال نفرتيتي طوله 47 سم، ويزن 20 كيلوجراما من الحجر الجيري وملوّن بطبقة من الجص. جانبا الوجه متماثلان تمامًا في حالة سليمة، ولكن العين اليسري تفتقر إلي البطانة الموجودة في اليمني، بؤبؤ العين اليمني من الكوارتز المطلي باللون الأسود والمثبت بشمع العسل، بينما خلفية العين من الحجر الجيري، ترتدي نفرتيتي تاجًا أزرق مميزا مع إكليل ذهبي، وعلي جبينها ثعبان كوبرا (مكسور) وقلادة عريضة منقوشة بالزهور، وعمر التمثال يزيد علي 3300 عام، عثر عليه فريق التنقيب الألماني بقيادة " لودفيج بورشاردت " بتل العمارنة في 7 ديسمبر 1912 بورشة النحات "تحتمس" التي عثر بها علي عدد من التماثيل النصفية التي لم تنته لنفرتيتي، وقد وصف بورشاردت الاكتشاف في مذكراته قائلاً: "تمثال نفرتيتي أصبح بين أيدينا وهو من أفضل الأعمال الفنية المصرية الباقية، لا يمكن وصف ذلك بالكلمات، إذ لابد أن تراه".
ولكن كيف نقل تمثال الملكة نفرتيتي من وطنها إلي ألمانيا؟
الإجابة في وثيقة عثر عليها 1924 في أرشيف الشركة الشرقية الألمانية التي تولت عملية التنقيب وتتضمن ما جري في الاجتماع بين " لودفيج بورشاردت " ومسئول مصري في 20 يناير 1913 لمناقشة تقسيم الاكتشافات الأثرية التي عُثر عليها في 1912 بين ألمانيا ومصر. ووفقًا للأمين العام للشركة فإن بورشاردت كان عاقدًا العزم علي أن يكون التمثال للألمان، فأخفي قيمة التمثال الحقيقية بالرغم من إنكاره ذلك، ويقول "فيليب فاندنبرج" في صحيفة التايمز أن التمثال من أشهر 10 قطع أثرية مسلوبة، لأن بورشاردت عرض علي مفتش عام الآثار "جوستاف لوفبفري" المسئول صورة ذات إضاءة سيئة، وقام بإخفاء التمثال في صندوق، وكشفت الوثيقة انه ادعي أن التمثال مصنوع من الجبس لتضليل المفتش، وادعت الشركة أن التمثال كان علي رأس قائمة التقسيم، وأن الاتفاق كان نزيهًا، وألقت باللوم علي إهمال المفتش المصري!
بهذا الاحتيال الذي مارسه "بورشارت" علي مفتش الآثار، تم نقل التمثال إلي "هنري جيمس سيمون" ممول حفائر تل العمارنة، وبقي عنده حتي أعاره إلي متحف برلين، بعد خروجه من مصر 1913، وعلي الرغم من عرض بقية مجموعة تل العمارنة، إلا أن تمثال نفرتيتي ظل في طي الكتمان، وفي 1918 ناقش المسئولون عن المتحف مسألة عرض التمثال للجمهور، ولكنه ظل دون عرض بطلب من بورشاردت، إلي أن وهبه سيمون لمتحف برلين نهائيًا في 1920، وسمح بعرضه لأول مرة للجمهور 1924 في المتحف المصري ببرلين، ونقل بعدها لمتحف برلين الجديد حتي تم إغلاقه في 1939 مع بداية الحرب العالمية الثانية، ونقلت رأس نفرتيتي مع بقية الآثار إلي ملاجئ آمنة، خبأ تمثال نفرتيتي في قبو البنك الحكومي البروسي، ثم نقل إلي أحد المواقع العسكرية في برلين خريف 1942، وتعرض متحف برلين الجديد للقصف من طائرات بريطانيا 1943، ونقل تمثال نفرتيتي 6 مارس 1945 إلي منجم ملح ألماني في ولاية تورنجن إلي ان عثر عليه الجيش الأميركي وأرسل إلي فرع الآثار التابع للجيش، ثم إلي البنك المركزي الألماني بفرانكفورت، وبعد ذلك شحن إلي نقطة التجمع الأمريكية في فيسبادن، وفي عام 1956 أعيد التمثال إلي برلين الغربية بمتحف »داهليم»‬ ، وأصرت ألمانيا الشرقية علي عودة تمثال نفرتيتي إلي جزيرة المتاحف حيث كان يعرض قبل الحرب، ونقل عام 1967 إلي المتحف المصري في شارلوتنبورج وبقي هناك حتي 2005 عندما تم نقله إلي المتحف القديم، وعاد لمتحف برلين الجديد عند إعادة افتتاحه أكتوبر 2009.
السلطات المصرية طالبت بعودة التمثال منذ إزاحة الستارعنه في برلين عام 1924، وفي 1925هددت مصر بحظر التنقيب الألماني عن الآثار ما لم يتم اعادة التمثال، وفي 1929، عرضت مبادلة التمثال مقابل بعض الأعمال الفنية الأخري لكن ألمانيا رفضت، واجرت مصر مفاوضات في الخمسينات لم تسفر عن شيء، إلا أن وزير سلاح الجو النازي "هيرمان جورينج" طلب عام 1933 بإعادة التمثال للملك فؤاد الأول كمبادرة سياسية، لكن هتلر اعترض وأبلغ مصر أنه سيبني متحفًا مصريًا جديدًا لنفرتيتي، ورفضت الولايات المتحدة تسليم التمثال لمصر عندما اصبح تحت يديها، وفي عام 1989 زار الرئيس الاسبق حسني مبارك تمثال نفرتيتي وأعلن أنه "خير سفير لمصر" في برلين، بينما أعلن د. زاهي حواس أن التمثال خرج من مصر بطريقة غير شرعية، وينبغي إعادته لأن السلطات المصرية تعرضت للتضليل إزاء حيازة نفرتيتي عام 1912، وطالب ألمانيا بإثبات صحة حيازتها للتمثال من الناحية القانونية، وعاد د. زاهي حواس في 2005 مطالبا اليونسكو بالتدخل لإعادة تمثال رأس الملكة نفرتيتي إلي مصر، وهدد في 2007 بحظر معارض الآثار المصرية في ألمانيا، إذا لم تقرض ألمانيا تمثال نفرتيتي لمصر، ولكن دون جدوي، وطالب بمقاطعة عالمية لإقراض المتاحف الألمانية القطع الأثرية بما سماه "الحرب العلمية"، وطالب ألمانيا مرة اخري بإعارة التمثال لمصرعند افتتاح المتحف المصري الجديد، وأطلقت جمعيات تعاون ثقافي في هامبورغ حملة "رحلات نفرتيتي" قاموا خلالها بتوزيع بطاقات بريدية تحمل صورة تمثال نفرتيتي مع عبارة "العودة إلي المرسل"، مشفوعة برسالة مفتوحة إلي وزير الثقافة الألماني، تدعم إعارة التمثال إلي مصر إلا أن عددا من خبراء الفن الألمان دحض الحجج التي أدلي بها د. حواس حول خداع بورشاردت للسلطات المصرية عند الاتفاق علي تقسيم الآثار، واستندوا إلي وثيقة 1924، وتحججت السلطات الألمانية بأن التمثال هش للغاية وقد يتهشم أثناء نقله، ومازال تمثال رأس الملكة الجميلة "نفرتيتي" أسيرًا لدي الألمان، ولا أحد يدري متي ستعود الملكة إلي وطنها الذي جلست علي عرشه بجوار زوجها "إخناتون" أول من نادي بالتوحيد بعبادة الاله آتون.
من أرشيف »‬ كنوز »


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.