قيمة الفنان عزت العلايلي.. ربما تطاول نجوم السماء لدي شخصي الضعيف فهو فنان حتي النخاع قدم لنا علي مدار سنوات العمر كما من الأعمال الفنية ضمنت له الخلود في عالم الفنون ولكن!!. وآه من لكن هذه.. فإن عزت العلايلي عندما يتصدي بالرأي في مجال السياسة فإنني أشعر أن الرجل يسحب من رصيده الفني ويلقي بالشئ الكثير منه في الهواء ولأن رصيده زاد وفاض عن الحد فهو يعمل بالمثل القائل.. اللي عنده رصيد محيره.. يقول به تصريحات ويطيره هكذا فعل من قبل العم عزت العلايلي بعد سقوط نظام صدام حسين وفتح النار علي الجميع وقال كلاما بخصوص فيلم القادسية لم يكن له ان يتفوه به وها هو اليوم يصنع الشئ نفسه فمنذ عدة أشهر قبل قيام ثورة 52 يناير الخالدة كانت صورة عزت العلايلي تزين صدر الصفحات الأولي للجرائد القومية عندما كان ضمن وفد أهل الفن الذين ذهبوا من أجل لقاء - الرئيس- في ذلك الوقت حسني مبارك لرفع أسهمه لدي الناس وكان ضمن الوفد محمود يس ويحيي الفخراني وعزت العلايلي وأشرف زكي وآخرون ولكن أحدا من هؤلاء لم يتكلم ولم يتصد لشخص مبارك من قريب أو بعيد ولم يعلن رأيه في المحاكمة أو في الثورة ولكن عزت العلايلي الذي حرص علي أن يقف إلي جوار الرئيس كتفا بكتف صرح مؤخرا علي صفحات جريدة الأخبار تصريحا ناريا بشأن محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وقال بالحرف الواحد.. أن ما حدث هو مظهر حضاري رفيع فمصر صاحبة التاريخ الكبير والعريض تعطي نموذجا لأمثولة قضائية أمام العرب العربي بالتحديد تثبت فيه قيادتها الحقيقية وريادتها الأكيدة وانها ليست باللفظ فقط بل بالواقع والمعني!! وإلي هنا انتهي كلام الفنان الكبير وليسمح لي أن أتوجه إلي شخصه العظيم ببعض الأسئلة فإذا كان ما حدث هو مظهر حضاري رفيع فبالله عليك يا سيدي بماذا تسمي ما حدث يوم واقعة اللقاء الشهير الذي جمعكم بالرجل نفسه والشخص ذاته الذي اعتبرت أن محاكمته أمثولة قضائية امام العالم العربي.. فهل كنتم يا من حضرتم ذلك اللقاء تسعون لمقابلة الرئيس المخلوع رغما عن أنوفكم أم أنكم اجبرتم علي الأمر جبرا وعلي غير رغبة حقيقية في اللقاء بالرجل الذي تمني له شعب مصر بأسره أن يرحل بأية وسيلة ليتخلصوا من أسر دام في عمر الزمان لثلاثين عاما بالتمام والكمال.. المفروض ايها الفنان الكبير انكم قدوة ومرآة للناس في بر مصر وأؤكد انكم نبض هذا الوطن وحملة مشاعل الضياء فيه ولكن البعض اختار أو ربما زهق من حمل مشاعل الضياء هذه فتحول إلي حمل المباخر للسلطان ولكن يشاء السميع العليم ان تتزلزل الأرض تحت اقدام السلطان وتنهار أركان حكمه ويذهب ومن معه إلي مزبلة التاريخ فإذا بنا نراك تعود لتتصدر المشهد من جديد وتدلي بدلوك وكأنك لم تزر الرجل ولم تلتق به ولم تقف إلي جانبه كتفا بكتف هي أيه الحكاية يا عم عزت.. أين انت بالضبط مما حدث ويحدث علي أرض مصر أراك تلعب معنا لعبة الكراسي الموسيقية فتتنقل من مكان إلي آخر وكأننا في لعبة ولسنا أمام مستقبل أمة ولحظة ميلاد جديد بل ولحظة سوف يقف امامها التاريخ طويلا باعتبارها أول مرة في تاريخ هذه الأرض الطاهرة المباركة التي يخلع فيها الشعب الفرعون ودعني اقولها لك صريحة مدوية أن هذا الشباب الذي خرج يوم الخامس والعشرين من يناير يحفظ عن ظهر قلب كل الادوار التي لعبها أهل الفن فمن مثل لهم ومن مثل عليهم وهم علي درجة رفيعة من الوعي لكي يفرزوا ويفرقوا بين الذين وقفوا إلي جانب الثوار منذ اللحظة الأولي بل وحتي قبلها وأعطيك مثالا واضحا وصريحا في شخص الفنان الكبير موهبة وعطاء خالد الصاوي وأيضا الفنان الذي لم يحسبها بالورقة والقلم وتوكل علي وجه الكريم عبدالعزيز مخيون هؤلاء كانوا في صف الثوار وفي مواقعهم حتي قبل ان تنطلق شرارة الثورة في الخامس والعشرين من يناير ولهذا كنت أتمني أيها الفنان العزيز علي النفس ان تلزم الصمت وان تحرص علي العملية الفنية وان تطلق السياسة بالثلاثة!!