منذ أن أعلنت الشركة المنتجة لمسلسلات غادة عبد الرازق عن نيتها تقديم مسلسل "سمارة" المأخوذ عن الفيلم الذي سبق وقدمته تحية كاريوكا ويحمل نفس الإسم، وقع الاختيار علي الفنان الكبير عزت العلايلي ليقدم دور المعلم "سلطان" أحد أهم شخصيات تلك الرواية، وبعد أن أعلن عزت العلايلي موافقته. وقبل أن يبدأ التصوير بأيام قليلة اعتذر عن الدور فجأة وبدون أسباب، مما فتح الباب لأقاويل كثيرة حول اختلافه علي الأجر أو ترتيب اسمه علي التتر.. الحقيقة سنعرفها من عزت العلايلي في السطور القادمة. هل حقيقي أنك وضعت شرطا لقبولك الدور وهو أن يكون أجرك أعلى من أجر غادة عبد الرازق؟ لا طبعا هذا غير صحيح، فأنا لم أعتذر أبدا بسبب الأجر، خاصة أنني من الممثلين الذين لا تفرق معهم حكاية الأجر ولا أشغل بالي بها ولا بما يأخذه أي ممثل آخر، المهم عندي أن أحصل علي ما يتناسب مع قيمتي وتاريخي. البعض قال أنك تركت العمل بسبب ترتيب الأسماء على التتر .. ما ردك؟ إطلاقا، لأنني من البداية اتفقت علي أن يكون اسمي هو أول اسم علي التتر، وهذا لا يحتاج إلى نقاش، وكل ما في الأمر أن الشركة المنتجة أرسلت لي أول 5 حلقات في العمل فأبديت موافقة مبدئية علي الدور، ثم أرسلوا لي 5 حلقات أخرى وعندما قرأتها لم أري نفسي في الدور، ولم أحبه ومع ذلك قلت أقرأ الدور للنهاية فربما يختلف الأمر، ولكن الورق لم يكن جاهزا بعد وأنا بطبيعتي لا يمكن أن أبدأ عملا قبل أن أقرأه لنهايته، ولكن هذا لا يعني أنني اختلفت مع الشركة، بالعكس الناس منذ البداية وافقوا علي كل طلباتي، ولم يحدث أي مشكلة بيني وبين غادة عبد الرازق فهي فنانة لها قدرها وأنا أحترمها كثيرا، ولكني مش عايز أشتغل ربما تأتي فرصة أخري معها أفضل من ذلك. قدمت عملين للتليفزيون في رمضان الماضي .. فهل أنت من أنصار التواجد الرمضاني بشكل دائم؟ أبدا بدليل أنني لم أقدم أي عمل تليفزيوني في رمضان لمدة 3 سنوات متتالية، ولكن عندما يأتي عمل جيد سأقدمه طبعا بغض النظر إن كان في رمضان أو غيره، بالعكس فرمضان أصبح موسم الحشو الدرامي الذي يصيب التليفزيون بسبب سيطرة الإعلانات، وعموما هذه سياسة إنتاجية أنا لا أهتم بها، فكل ما يهمني أن أقدم ما يتوافق مع أفكاري وقناعاتي ومعايير اختياري لأدواري. كلامك يوحي بأنك لك شروطا معينة لقبول أي دور؟ ليست شروطا بالمعني المفهوم، ولكني أضع لنفسي معايير في الاختيار سواء في السينما أو التليفزيون، خاصة أنني وصلت لمرحلة عمرية وفنية لا تسمح لي بالخطأ فكل شيء الآن محسوب علي. هل بالضرورة أن يتغير الفن مع الزمن؟ أعتقد ذلك، ولكن هذا لا يعني أن الفن ينحدر مع انحدار الأخلاق وغياب المباديء، بالعكس فالطبيعي أن ترقي الفنون بالناس وتأخذهم إلي اتجاهات أكثر إيجابية، ولكن هذا لا يحدث الآن، أو بمعنى أصح هناك نوعان من الفن فن لا يقدر بمال لما يحتوي عليه من قيم عظيمة نحن في أمس الحاجة لها ولكنه نادرا جدا، وآخر مثل الفيشار للتسالي فقط وذلك ما أكثره. ربما كانت هذه رغبة الجمهور كما يدعي البعض؟ أبدا فالجمهور المصري علي مر تاريخه جمهورا مثقفا وذواقا ويعرف جيدا كيف يفرق الجيد من السيء، وحتى لو تجاوب مع مثل هذه النوعية من الأعمال فإنه يكون مجرد تجاوب مؤقت من باب التغيير فقط لا غير، لأنه من نوعيات الجمهور التي لا يمكن خداعها لفترة طويلة. هل تري أن النظام السياسي له دور في انتشار مثل هذه النوعية من الفنون؟ لا أظن خاصة أننا أصبح لدينا هامش كبير من الحرية والديمقراطية سواء في الفن أو الصحافة وهذا أكبر دليل علي أن الموضوع مرتبط برغبة المنتجين وليس النظام السياسي، وهذا واضح في أعمال كثيرة جدا ظهرت في الفترة الأخيرة سواء في السينما أو المسرح تعبر عن رفضها لأشياء كثيرة جدا في الدولة دون أن يتعرض لها أحد. هناك موضة جديدة بين الفنانين وهي الانضمام لأحزاب سياسية .. فهل فكرت أن تنضم يوما لحزب سياسي؟ أنا بمفردي حزب، لذلك عمري ما فكرت أن أنتمي إلى أي حزب سياسي لأنني لست في حاجة لحزب حتى أعبر عن رأيي، ويكفي كوني فنانا لأقول ما أريد في أي وقت.