بدأت بالعاصمة السودانية الخرطوم امس فعاليات القمة المصرية السودانية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره السوداني عمر البشير. أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن سعادته البالغة بزيارته الحالية للسودان الشقيق.. وقال في منشور خاص أطلقه علي حسابه الخاص بمواقع التواصل الاجتماعي أن الروابط بين مصر والسودان خالدة كمجري النيل شريان الحياة والأخوة بين البلدين. وبحث الرئيسان خلال القمة سبل دفع وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية بين البلدين، والبناء علي ما تحقق من تطور كبير في التعاون بين البلدين خلال الفترة الماضية في ظل قنوات الحوار المشتركة والمتعددة وعلي راسها اللجنة العليا المصرية السودانية وآلية 2+2 التي تضم وزيري الخارجية ومديري المخابرات من الجانبين. وجاء ملف مكافحة الاٍرهاب محورا رئيسيا في المباحثات، كما تم استعراض ملف مياه النيل في ضوء التطورات الاخيرة للمفاوضات مع الجانب الاثيوبي حول الملاحظات الفنية الخاصة بسد النهضة وتعزيز التعاون الثلاثي وباقي دول حوض النيل بصفة خاصة ودوّل القارة الافريقية بصفة عامة، إلي جانب جهود البلدين لإنهاء الصراع في جنوب السودان والتوصل لاتفاق بين الأطراف المتنازعة يساهم في اعادة الاستقرار. وشدد الرئيسان السيسي والبشير علي ضرورة تكاتف القوي الإقليمية والدولية للتوصل إلي حلول عاجلة تنهي معاناة الأبرياء من المدنيين وتعيد الاستقرار إلي الدول الشقيقة ليبيا واليمن وسوريا والعراق مع التاكيد علي ضرورة تحريك عملية السلام بالشرق الأوسط في ظل الثوابت العربية للقضية الفلسطينية القائمة علي التمسك بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة علي حدود 1967 عاصمتها القدسالشرقية. وشهدت المباحثات الموسعة التي ترأسها الرئيسان حضور الوزراء وكبار المسئولين من البلدين لمناقشة كافة التفاصيل الخاصة بالاتفاقيات المشتركة وأطر التعاون بين مصر والسودان، والملفات التي ستعرض خلال اجتماعات الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة بين البلدين في أكتوبر القادم بالخرطوم، حيث من المتوقع ان تبحث تفعيل اتفاقيات التعاون السابقة ومتابعة، وإزالة أية عوائق تظهر في هذا الشأن، بالإضافة إلي توقيع اتفاقيات جديدة تساهم في خدمة الشعبين الشقيقين وتحقيق مصالحهما المشتركة. أول زيارة واكد السفير أسامة شلتوت سفير مصر لدي الخرطوم في تصريحات إعلامية امس علي قوة ومتانة العلاقات المصرية السودانية في ضوء خصوصية العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين القاهرةوالخرطوم، مشددا علي حرص القيادة السياسية علي تعزيزها ودفعها إلي آفاق ارحب ،معتبرا إن هذه القمة الثانية والعشرين بين الرئيسين السيسي والبشير ستمثل دفعة قوية في مسيرة العلاقات والتشاور والتنسيق بين البلدين، في كل ما من شآنه خدمة قضايا بلديها ودعم مسيرة الاستقرار في المنطقة والإقليم. وجدد شلتوت التاكيد علي ان هناك دلالات هامة لحرص الرئيس السيسي علي اختيار الشقيقة السودان لان تكون أولي محطاته الخارجية في فترة ولايته الثانية بما يعكس بوضوح عمق العلاقات بين البلدين، مشيرا إلي أن الزيارة الخارجية الأولي للرئيس السيسي في فترته الرئاسية السابقة كانت للسودان أيضا. وكشف السفير عن أنه يجري حاليا وبخطوات فعالة الربط الكهربائي بين مصر والسودان، بحيث تقوم مصر بإمداد السودان ب 300 ميجاوات خلال الشهرين القادمين، علي أن يعقب ذلك إضافة 600 ميجاوات في مرحلة لاحقة، لتصل بعد ذلك إلي ثلاثة آلاف ميجاوات، بما يساهم في توفير احتياجات السودان من الطاقة ومساعدتها في زيادة معدلات التنمية. وأشار إلي أن حجم الاستثمارات المصرية المباشرة والتراكمية في السودان بلغت 2 مليار و700 مليون دولار، موزعة علي مجالات الصناعة والمقاولات والبنية التحتية والاتصالات والمصارف وصناعة الأدوية وغيرها، إلي جانب وجود مشروعات استراتيجية لاستصلاح الأراضي من بينها 100 ألف فدان في ولاية النيل الأزرق، ومشروع مصري لإنتاج اللحوم بالسودان علي مساحة 40 ألف فدان في ولاية النيل الأبيض، فضلا عن وجود شركة للملاحة المصرية السودانية بين ميناءي أسوان وحلفا وذلك لنقل البضائع والأفراد والسياحة. وأوضح أن من أهم صادرات السودان لمصر اللحوم الحية بما قيمته 350 مليون دولار سنويا، بالإضافة إلي الإبل بما قيمته 100 مليون دولار، والصمغ العربي. واشاد شلتوت بالزخم الكبير في حجم العلاقات بين البلدين علي المستوي الشعبي واصفا إياها بصِمَام الأمان في العلاقات بينهما، والذي تجسد في زيادة زيارات المواطنين من رعايا كلا البلدين إلي البلد الآخر، وزيادة عدد الرحلات الجوية بين القاهرةوالخرطوم إلي 8 رحلات يوميا، وزيادة عدد رحلات حافلات نقل الركاب بين عاصمتي البلدين إلي ما بين 60 و80 حافلة يوميا. لقاءات سابقة يذكر أن السنوات الأربع الماضية كانت قد شهدت 21 لقاء بين الزعيمين السيسي والبشير، من بينها قيام الرئيس السيسي بزيارة السودان أربع مرات، وفي المقابل قام الرئيس البشير بزيارة مصر ست مرات، إلي جانب لقاءات ثنائية بينهما علي هامش اجتماعات ومؤتمرات عربية ودولية متعددة. كما شهدت العلاقات بين البلدين تناميا كبيرا علي مدي السنوات الأربع الماضية في مختلف مجالات التعاون المشترك، كان أبرزها الاتفاق علي رفع مستوي اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون علي المستوي الرئاسي، بما يرقي بالحجم والمستوي اللائق للعلاقات بينهما .