الأكاديمية البحرية بالاسكندرية يتعامل رئيسها الحالي علي انه صاحب عزبة خاصة وكلما نشر خبر عن فساد أو إهدار مال عام داخلها أسرع الحاكم بأمره في الاكاديمية بإطلاق حملات تبييض وهجوم علي جبهة محاربة الفساد داخلها. وللأمانة الملف برمته كان وزير النقل السابق قد دفع به إلي النائب العام الدكتور عبد المجيد محمود و الذي حوله إلي المحامي العام لنيابات الاسكندرية الذي لم يدخر جهداً حتي حفظه مما استفز جميع الشرفاء داخل الاكاديمية الذين أرسلوا لي ما يثبت أن المحامي العام له أبنان معينان في الأكاديمية ، وان نفوذ رئيسها "واصل" لديه وكانت النتيجة حفظ التحقيق في إهدار الملايين من المال العام وبعد النشر قام النائب العام مشكوراً بتحويل القضية لنيابة الأموال العامة بالقاهرة ومنذ يومين فقط أطلق رئيس الاكاديمية صيحة فرح ان التحقيق تم حفظه وانه لم يمسه احد في مصر وانه باق في مكانه ل "طالون" وانا لا أعلم مدي صحة هذا الكلام ، لكن ما استفزني حقاً هو أن وزير النقل الحالي في وزارة شرف الجديدة قال لجبهة الشرفاء بالأكاديمية والذين سألوه عن تصرفه حيال ملايين الجنيهات المهدرة والتي تمثل جزءا من حصة وزارة النقل في الاكاديمية قال انه غير مهتم وانه موجود بشكل مؤقت وسيمشي بعد 4 شهور ولا يريد فتح جبهات لمشاكل خلالها . وبصراحة هذا موقف مثير للريبة والتساؤل ليس فقط في وزارة النقل وانما في كل الوزارات ومع كل الوزراء الحاليين في حكومة "شرف" وسؤالي لوزير النقل إذا كنت قبلت منصبك الحالي بهذا المنطق الأعوج إذا صح ما سمعته فقل علي مصر خلال هذه المرحلة الخطيرة جداً السلام ، وإذا لم يصح ما سمعته فأرجو أن توضح موقفك من "كم الفساد" الغارقة فيه وزارتك وهناك اكثر من ملف يحتاج موقف حازماً وحاسماً وحاداً لا يبدأ بملف الاكاديمية البحرية ولا ينتهي بملف مترو الانفاق أو هيئة سكك حديد مصر . أعلم أنك غير مسئول عن تراكمات الفساد قبل توليك المنصب لكن السكوت عن هذه التراكمات والتعامل معها بمنطق (إكفي عا الخبر ماجور) لا يليق بهذه المرحلة بعد الثورة، الحسن و الحسين والشوارع الخلفية دائماً الحلقات الأولي للمسلسلات مثل أغلفة الكتب ومقدماتها إما تبشرك بعمل فني يستحق المشاهدة أو تنفرك وتجعلك تحسم قرارك بعدم المتابعة ، ورغم أن هذا الحكم لا يصلح مع مدارس النقد الفني وقد يظلم بعض الأعمال ، لكن رأي صناع الدراما أو محترفي مشاهدتها يكون مع الانطباعات الأولي ورغم انني لست من أنصار متابعة الأعمال والحكم عليها في شهر رمضان لكن هكذا آراد لنا أصحاب الوكالات الاعلانية التي صارت تتحكم في الشاشة برامجها ومسلسلاتها ،وكنت أظن أن الثورة ستغير هذا النظام البغيض والذي يجعلنا أسري لذوق المعلن وما يرتبط به من أعمال النجوم "المسلوقة" معظمها لكن يبدو ان الاعلام عموما و الدراما خصوصاً لم تصلهما الثورة بعد وهو ما يجعل مهمة صديقي أسامه هيكل وزير الاعلام صعبة جداً لأن ملف الدراما والاعلان يحتاج منه لتفرغ ودراسة متأنية حتي أننا أوشكنا أن نفقد هويتنا الدرامية بعد أن فقدنا ريادتنا في هذا المجال بفعل رأس المال الخليجي ورأس المال المغسول و المشبوه في هذا الحقل المغلف بغموض وضبابية لا تجعلنا نستبشر خيراً بما هو قادم ويكفي ان إتحاد الاذاعة و التليفزيون هذا العام يعرض علي قنواته الرسمية كماً من الأعمال السورية و المستوردة لدعم اقتصاد سوريا و الخليج وهي فضيحة تحدث لأول مرة . المهم انني وسط هذه الضبابية أتابع مسلسلين أظنهما يمثلان قيمة فنية وبصمة لا تمحوها عين المتابع الجاد وهما مسلسلا "الحسن والحسين" و " الشوارع الخلفية" الأول انتاج سوري كويتي اردني لمجموعة رائعة من الممثلين ولاثنين من الكتاب وفيه جهد واضح وإيقاع مميز يجعلنا كمصريين نتقزم أكثر في مجال الدراما الدينية والتاريخية.