بالقطع، لم يكن في حسبان مجموعة الشباب من الضباط الأحرار، طليعة جيش مصر الباسل، وهم يدبرون ويخططون لثورة الثالث والعشرين من يوليو 2591، ويحددون أهدافها، ويرسمون مسارها، الذي غير خريطة الواقع في مصر والشرق الأوسط، علي كافة المستويات السياسية والاجتماعية، ان لشعب مصر موعداً آخر، مع ثورة أخري تهب بعدما يقارب الستين عاما، لتؤكد نفس المبادئ السامية والنبيلة، وتسعي لاستكمال المسيرة، وتحقيق باقي الطموحات والآمال. وإذا كانت حركة الجيش المباركة، في الثالث والعشرين من يوليو، قد تحولت إلي ثورة شاملة استمدت شرعيتها واستمرارها من الشعب، الذي التف حول مبادئها، وتبني أهدافها،...، فإن انتفاضة الشباب، وحركته المباركة، في الخامس والعشرين من يناير قد تحولت إلي ثورة شاملة أيضا استمدت شرعيتها من التفاف الشعب حولها، وإيمانه بمبادئها، وحماية جيش مصر لها وتبنيه لأهدافها والتزامه بتحقيق هذه الأهداف. وفي كلتا الثورتين، ثورة يوليو 2591، وثورة يناير 1102، كان شعب مصر العظيم، هو مركز الثقل، وهو الهدف والمقصد، وكان رفع الظلم عنه، وتغيير الواقع الذي يعيش فيه، وتحقيق طموحاته وآماله، في الحرية والديمقراطية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية، علي رأس الأولويات للطليعة الثورية، التي تحملت أمانة المسئولية، وشرف البداية. إذا كنا نحيي اليوم ثورة يوليو في ذكراها التاسعة والخمسين، علي ما حققته من إنجازات رائعة للوطن والمواطن، والتي شملت التحرر والاستقلال، والقضاء علي الإقطاع وسيطرة رأس المال علي الحكم، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإقامة جيش وطني قوي،...، فإننا نتوجه بالتحية اليوم أيضا إلي جيش مصر البطل، الذي وقف بصلابة وقوة حاميا لثورة يناير، ومدافعا عنها. ونحن واثقون بأن الثورة تستطيع، بإذن الله، ووعي الشعب، وحماية قواته المسلحة، تحقيق أهدافنا في الحرية والكرامة، والعدالة الاجتماعية، في ظل الدولة المدنية الحديثة التي تقوم علي الديمقراطية وسيادة القانون. »ونواصل غداً إن شاء الله«