د. فايزة محمد حمودة أستاذ الكيمياء والنباتات الطبية المتفرغ بالمركز القومي للبحوث وإحدي القامات المؤسسة لهذا المركز علي مدي مشوار يتجاوز 60 عاماً من البحث العلمي أنشأت خلالها مدرسة علمية ودولية متميزة أعدت كوادر علمية في مجال تخصصها وأسهمت في خدمة مجتمعها والنهوض به. ولهذا تم تكريمها في عيد العلم هذا العام وحصلت علي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي. كان لنا معها هذا الحوار: • في البداية.. حدثينا عن المؤهلات التي رشحتك للفوز بجائزة النيل ووسام العلوم. - حصلت علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة عام 2003 وتأتي جائزة النيل ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي تتويجا لمشوار حياة طويل ملئ بالكفاح وإنشاء مدرسة علمية متميزة تخرج فيها مئات ممن أصبحوا الآن أساتذة وخبراء ومتخصصين داخل مصر وخارجها بالإضافة إلي أنها مدرسة متميزة ومتفردة في علوم النباتات الطبية والعطرية وتطبيقاتها العلمية في الاستخدامات العلاجية وفصل العديد من المواد الفعالة المستخلصة منها والتي تمكن من اكتشاف خامات دوائية مصرية آمنة وفعالة وبمقاييس عالمية معترف بها في مجال صناعة الدواء وامتدت هذه المدرسة العلمية في كيمياء النباتات الطبية داخل مصر لتشمل معظم كليات العلوم بالجامعات المصرية حيث قمت بالتدريس في العديد منها وإدخال هذا التخصص ضمن أقسامها وقمت بتأسيس معمل التقنيات الاقتصادية الحديثة والصديقة للبيئة لاستخلاص وفصل النباتات الطبية المصرية لضمان جودة الأدوية والتعريف بها ونشر المعرفة والخبرات المرتبطة بهذه التكنولوجيا الحديثة بين القطاعات المهتمة.. تتعاونين مع القوات المسلحة في مشروع للحفاظ علي الثروة النباتية.. فماذا عن هذا التعاون؟ - أعتبر التعاون مع القوات المسلحة في وادي شيخ بأسيوط نقطة مضيئة في حياتي العلمية حيث كنت الباحث الرئيسي في مشروع حملة قومية لاستغلال ودعم تسويق الثروة النباتية المصرية والتي يمكن أن تدعم الاقتصاد القومي وتنمية المناطق الرئيسية التي سيتم العمل فيها ولذلك أؤكد أنه لابد أن يكون هناك مصدر دائم للزراعة باختيار النباتات المزروعة الهادفة فمصر من الدول المنتجة للنباتات الطبية الواعدة لاستخدامها محلياً وتصديرها خاصة في المشاريع القومية الخمسة: مشروع المليون ونصف المليون فدان وسيناء ومحور قناة السويس والمثلث الذهبي والضبعة لعمل نموذج يكرر في المشاريع القومية الأخري يخدم المزارع الصغيرة والمستثمر الكبير والنجاح في مشروع وادي الشيخ بأسيوط أدي إلي فتح الطريق للتطبيق الصناعي كمصدر دائم للخامة النباتية وهو توجه تسير فيه الدولة وتشجيع الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر. أيضاً أشارك بفريقي البحثي مع القوات المسلحة وإحدي شركات الدواء لإنتاج الخام الدوائي السيلمارين »من نبات شوك الجمل» لعلاج أمراض الكبد لتوفير العملة الصعبة. كما أبذل قصاري جهدي للحفاظ علي الأصول الوراثية لنبات حب العزيز لأنه غذاء ودواء والعمل علي زراعته وأقلمته وانتشاره وارتفعت أسعاره من 7 جنيهات إلي 80 جنيهاً للكيلو نظرا لقيمته الغذائية حيث إن 5 حبات منه تعادل كوب لبن ومضاد للأكسدة. نود التعرف علي جهودك في مجال النباتات الطبية وخدمة المجتمع. - أعكف الآن علي استغلال نتائج أبحاث النباتات الطبية علي اعتبار أنها أحد القطاعات المهمة لتدعيم الاقتصاد المصري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 كهدف قومي لخدمة الصحة والتعليم والبيئة ونقل التكنولوجيا وغيرها لذلك أطالب بتكثيف زراعتها لدعم الاقتصاد القومي. وقد كنت الباحث الرئيسي في الاستخدام المستدام للنباتات الطبية المصرية في محمية سانت كاترين بجنوب سيناء والصحراء الغربية والواحات والمستشار العلمي لمشروع الموسوعة المصرية للنباتات الطبية البرية لتوفير قاعدة بيانات عن هذه النباتات وحماية حقوق الملكية الفكرية فضلاً عن غش هذه النباتات. وأنشأت أول جمعية لجمع وتجارة النباتات الطبية، وإدخال ونقل التقنيات الحديثة والمبتكرة لاستخلاص النباتات الطبية والعطرية لأول مرة في مصر. كما أنشأت 4 معامل جديدة بشعبة بحوث الصناعات الصيدلية والدوائية بالمركز القومي للبحوث مثل معمل تقييم الفاعلية البيولوجية للنباتات الطبية المصرية ودورها في حماية الكبد والسيطرة علي الالتهاب الكبدي فيروس »سي» ومكافحته. ولي دور كبير في إقرار العديد من القوانين التي أسهمت في خدمة المجتمع عندما كنت عضوا بمجلس الشوري 1990 - 1993 مثل قانون منع استخدام الألوان الصناعية في الألبان وحلوي الأطفال وأقدم خدمات تنموية بمحل ميلادي بقرية المطاوعة - ههيا بالشرقية ومساعدة المرضي ورعاية الأيتام والمرأة المعيلة، وإنشاء هيئة لسلامة الغذاء وكنت عضوة بالمجلس القومي للمرأة منذ عام 2000 حتي 2011 لمن تهدين جائزة الدولة التقديرية في العلوم ؟ - أهدي الجائزة والوسام لروح والدي رحمه الله فعندما تخرجت من كلية العلوم جامعة القاهرة شجعني علي ترك وظيفتي بإحدي شركات التعدين برغم راتبها الكبير وقتها وذلك عندما أتيحت لي الفرصة للإلتحاق بالمركز القومي للبحوث حيث انطلقت وحققت العديد من النجاحات علي المستويين المحلي والعالمي ونلت شهادات وجوائز تقدير علي كل انجازاتي.