في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل . حفر اسمه بحروف من ذهب في المسرح ابوالفنون علي مدي نصف قرن.. فهو حالة خاصة في تاريخ المسرح ابو الفنون.. ألف وأخرج وأنتج..وعمل مع محترفين وهواه.. وقدم تجارب مسرحية مهمة.. ومنذ أيام أصدر المركز القومي للمسرح كتابا عنه اسمه رجل المسرح تقديرا لمشواره وتاريخه المسرحي الطويل..هو المؤلف المسرحي الكبير لينين الرملي. • .................................... ؟ ولد لنين فتحي عبدالله الرملي في السيدة زينب بعابدين كان والداه يعملان بالصحافة والعمل السياسي مما كان له تأثير بالغ علي تشكيل وجدانه وقناعاته الشخصية. والدي ووالدتي هما من اطلقا علي اسم لينين لانهما كان اشتراكيين، فالي جانب انهما صحفيان ووالدتي كانت من اوائل الصحفيين وهي الراحلة سعاد زهير بمؤسسة روزاليوسف.. فقد عملا ايضا بالسياسة لفترة طويلة.. ووالدي كان معجبا بالزعماء الاشتراكيين لذلك أطلق علي اسم لينين. ورغم انفصال والدي ووالدتي.. كانا حريصين علي احتوائي.. فتعلمت منهما قيما كثيرة مثل الصدق والانحياز للفقراء والعمل والاهتمام بالثقافة والفن . نشر الرملي أول قصة قصيرة بمجلة صباح الخير وحصل علي بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم النقد وأدب المسرح..وبدأ الكتابة للتليفزيون في وقت مبكر فكتب عددا من المسلسلات التي حققت نجاحا واسعا مثل فرصة العمر، الحكاية فيها شرارة، هند ود. نعمان ثم قدم مجموعة من الاعمال السينمائية الشهيرة.. وكون ثنائيا ناجحا مع الفنان محمد صبحي لسنوات طويلة قدما خلالها عدة مسرحيات ابرزها وجهة نظر، تخاريف، الهمجي بالعبري الفصيح. .................................... ؟ حياتي مليئة بالتحديات والصعوبات..حتي اسمي تسبب لي في العديد من الازمات.. فمنذ كنت طفلا كان هذا الاسم يشعرني بالاغتراب.. ودائما كان الناس يندهشون ويتساءلون ان كنت اشتراكيا ام شيوعيا..مسلما ام مسيحيا.. اجنبيا أم من اصل عربي. وفي أيام عبدالناصر كانت ترفض لي اعمال كثيرة..و حينما ارادت أمي أن تنشر لي قصة قصيرة في صباح الخير طلبوا ان اغير اسمي وكان عمري 20 عاما ورفضت بشدة.. ورغم كل هذه المشكلات رفضت تغيير اسمي.. وقلت ان هذا الاسم تسبب لي في الاغتراب منذ ان كنت طفلا واذا تغير سأشعر باغتراب اكثر.. فاذا تنازلت ارضاء للناس فمن المحتمل بعد ذلك ان اتنازل عن اي شئ في حياتي لانني قررت التنازل من البداية. .................................... ؟ في بداية حياتي ذهبت للفنان فؤاد المهندس بعد أن عرضت عليه محمد صبحي وكانت اول مسرحية انهم يقتلون الحمير رويت له المسرحية فأعجب بها بشدة وقال انه موافق علي العمل معي لكنه عاد وسألني اذكره باسمي فقلت لينين الرملي فصمت وقال يعني ينفع تكتب تأليف لينين الرملي وشعرت انه يريد انهاء المقابلة فانسحبت بهدوء . وبعد ان أصبحت مؤلفا مشهورا طلب مني فؤاد المهندس مسرحية سك علي بناتك التي نالت شهرة واسعة ونزل عليها اسمي الذي كان يرفضه من قبل. .................................... ؟ تزوجت من زميلتي كاتبة ومخرجة المسرح فاطمة المعدول .. وهي التي وقفت بجانبي طوال رحلة الحياة الجميلة..وهي زوجة تقدر طبيعة عمل الزوج وتهيئ المناخ الهادئ المريح. وقد انجبنا شادي مخرج سينمائي وهند رئيس تحرير مجلة انجليزية . .................................... ؟ حرصت ان اغرس في اولادي ما تعلمته من والدي من الصدق وعدم الكذب والانتماء واحترام قيمة العمل. والآن احرص علي تعليم احفادي الرسم واشاركهم انشطة النادي واقضي معهم أجمل الاوقات .................................... ؟ وصف رحلة 50 عاما في عالم الفن أمر صعب..فهي رحلة شاقة مليئة بالتحدي والصعوبات وما جعلني استمر هو اصراري علي النجاح وعدم الاستجابة لاي ضغوط ما يزعجني حقا ويؤلمني هو شعوري أن الجمهور العادي لايعرفني وأن اسمي لايعرفه سوي شريحة المثقفين فالناس لاتهتم بمن كتب .. ولكن بمن مثل . .................................... ؟ كلما نضج الفنان وكبر في السن زاد عطاؤه فالفن لا يعترف بلغة المعاش كما ان القلم ايضا لايعترف بالمعاش فأنا اكتب حتي الآن بنفس الحماس الذي كنت اتمتع به قبل 50 عاما مضت .