أعلنت وزارة الآثار، مساء الخميس 16مارس، عن هوية التمثال الملكي الذي تم اكتشافه الأسبوع الماضي بمنطقة سوق الخميس الأثرية في المطرية "مدينة هليوبوليس القديمة"، بواسطة البعثة المصرية الألمانية الأثرية المشتركة. ورجحت الدراسات الأولية التي أجريت علي أجزاء التمثال من خلال الكتابات الهيروغليفية أنه يرجع للملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين "664-610"، حيث وجد علي ظهر التمثال نقش لأحد الأسماء الخمسة للملك "نب عا" وهو الاسم الذي يعرف في علم الآثار بالاسم النبتي. ويعتبر هذا التمثال من أضخم التماثيل التي ترجع إلي العصر المتأخر في مصر، ويثبت وجود العديد من التفاصيل الفنية المختلفة الموجودة بالتمثال، والتي كانت السمة الواضحة في عصر الأسرة السادسة والعشرين وهو ما يعرف في الفن المصري القديم بمصطلح فن محاكاة الماضي. ونحت التمثال من حجر الكوارتزيت الذي تم جلبه من الجبل الأحمر "مدينة نصر حاليا" والذي يبلغ ارتفاعه حوالي 9 أمتار. وقد عثر علي جزئي التمثال يوم الثلاثاء الماضي الموافق 7 مارس، علي عمق 2 متر تحت منسوب المياه الجوفية؛ الأمر الذي جعل طريقة تحديد أماكنهما ونقلهما صعبة للغاية خاصة لوجودهما داخل المنطقة السكنية . ونجحت وزارة الآثار من خلال مرممي المتحف المصري الكبير والمتحف المصري بالتحرير ومرممي وأثري منطقة آثار المطرية بالإضافة إلي عمال قَفط المدربين علي أعمال نقل التماثيل والأحجار كبيرة الحجم، في إنتشال جزئي التمثال ونقلهما إلي المتحف المصري بالتحرير فجر اليوم. سيخضع التمثال إلي أعمال الترميم كما سيعرض مؤقتاً لحين نقله إلي المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه في منتصف عام 2018. وقد تم النقل بمساعدة إدارة النقل بالقوات المسلحة المصرية. وسيعرض إلي جانب جزئي التمثال نقش يصور الملك رمسيس الثاني باسطا يده إلي اليمن يمارس طقس العطور السبعة للمعبودة موت. وتم العثور علي هذا النقش في بقايا المعبد الثاني للملك رمسيس الثاني. ويعد معبد المطرية أحد أهم المناطق الدينية في العصور المصرية القديمة حيث أنه كان يعتبر بيت خالق الكون اله الشمس. فعلي امتداد 2400 عام بني جميع ملوك العصور الفرعونية القديمة صروح ضخمة في هذا المعبد ولكن دمر في العصور القديمة منذ نهاية العصر الروماني وحتي العصر المملوكي، حيث استخدمت أحجاره لبناء مباني في القاهرة مثل باب النصر وغيرها.وائلسلايدر