د. نصر واصل: إعداد المفتي يتطلب »خصوصية» وجهداً علمياً كبيراً الإفتاء: برامج متخصصة لمدة 3 سنوات لتأهيل المفتين من كل العالم » ليس كل واعظ أوإمام أوخريج أزهري مؤهلا للفتوي ولذا يتطلب إعداد المفتي العديد من المناهج المتخصصة التي تجعله قادرا علي إصدار الحكم الشرعي دون تفريط أوإفراط.. ونسمع كثيرا عن الدورات التي تعلن عنها العديد من الجهات كدار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية ووزارة الأوقاف لتدريب الوعاظ وشباب الدعاة والمفتين، فهل تكفي هذه الدورات لتخريج مفتٍ يتحدث للناس بأحكام الله؟ في البداية يؤكد د. نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق وعضوهيئة كبار العلماء، أن عملية التدريب علي الإفتاء تحتاج إلي جهد كبير وخصوصية معينة وشروط تتوافر في المؤهل لأن يكون مفتيا ودراسات متعمقة وهي مسألة لا تكون في فترة زمنية بسيطة ولكن لسنوات وهذه الدراسات المؤهلة لا يقوم بها أي شخص ولكن أساتذة متخصصون لديهم العلم والكفاءة والخبرة والمنهج والكثير من العوامل وذلك لأهمية دور المفتي ولدينا في دار الإفتاء هذه البرامج لتدريب المفتين من كل أنحاء العالم ولدينا الدورات التي تستغرق الواحدة منها 3 سنوات لضمان التأهيل الجيد للمفتي.. وعن الأكاديمية التي يعتزم الأزهر إنشاءها لتدريب الدعاة يقول مفتي مصر الأسبق :»دورها تثقيفي وهي تعني بتأهيل الخطيب الشاب والداعية ليكون مؤهلا لتبليغ رسالة الله لإصلاح الأرض والمجتمع من خلال بيان ذلك في شريعة الله، أما الإفتاء فليس مكانه المنبر». نقلة نوعية ويوضح د. عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف أن الأزهر لا يألوجهدا في سبيل الإرتقاء بالوعاظ وأمناء الفتوي ولذلك سيصدر قريبا القرار الجمهوري لإنشاء أكاديمية التأهيل والتدريب الدعوي، وهي تتكون من قسمين، تأهيلي ويقبل الراغبين في الالتحاق بالعمل الدعوي والإفتاء ممن تخرجوا في الكليات المتخصصة والقسم الثاني سيعقد دورات تدريبية متكررة للعاملين في مجالي الدعوة والإفتاء لرفع الكفاءة من خلال المعالجات الشرعية للمستجدات علي الساحة الدعوية، وسيكون اجتيازها بابا مهما للحصول علي الحوافز وربما يربط بالترقيات وشغل المواقع القيادية.. ويشير إلي أن الأكاديمية ستركز علي الممارسة العملية وكيفية التعامل مع المشكلات والقضايا المجتمعية والتأكد من صلاحية الدارس فكريا ونفسيا وعلميا وجسديا لمباشرة العمل الدعوي، مشيرا إلي أن التقدم للوعظ أوالإمامة أوالإفتاء مقصور علي خريجي الأكاديمية حتي لوكان من أوائل الكليات الشرعية ومدة الدراسة ستة أشهر.. ويشدد علي أن الأكاديمية ستكون نقلة نوعية لضبط العمل الدعوي، والارتقاء به ومنع المتسللين والمستغلين للساحة الدعوية من ذوي الأهداف والمصالح التي لا علاقة لها بالدعوة أوالإفتاء.. وأكد أنه تم إعداد المحاضرات التي سيتم تدريسها في الأكاديمية، واختيار الأساتذة الذين سيقومون بالتدريس، وإعداد النظام العام للأكاديمية. برامج حديثة ويقول د. محيي عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: إن الممارسين لعمل الفتوي حاليا يتم تأهيلهم من خلال برامج تدريبية حديثة ودورات نوعية في مجال الدعوة وإن الأكاديمية التي سينشؤها الأزهر لتدريب الدعاة ستعتمد خريجيها الجدد والقدامي من خلال »دورات تدريبية» واستصدار شهادات موثقة يتم بموجبها العمل في الفتوي. ويشدد عفيفي علي أنه ليس كل واعظ مؤهلا للفتوي، وأن الأزهر يتفق جملة وتفصيلا مع أهمية تقنين الفتوي لقطع الطريق أمام المتربصين لاستغلاله لأجندة معينة لاتتماشي مع الموروث الثقافي أوالوجداني لمصر ومكانة بلد الازهر. كما أشار إلي أن مجمع البحوث الإسلامية قام بتنظيم 7 دورات تدريبية لتأهيل الوعاظ وتدريبهم ودعم مهارات التواصل لديهم. ونظم أيضًا دورتين متخصصتين في العلوم الشرعية والفقه لخريجي كلية أصول الدين، استمرت لمدة شهرين استفاد منها نحو123 واعظًا؛ لدعم قدراتهم الذاتية في التواصل مع الناس وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم وحسم كثير من المسائل الخلافية، وخاصةً المتعلقة بالقضايا الفقهية المعاصرة. من جانبه قال . د.عمرو الورداني مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء إن الإفتاء صنعة ومهنة،، وكل مهنة لها خصائصها التي تتميز بها عن غيرها من المهن ولها المهارات التي لا بد أن تتوافر فيمن يقومون بها لأن المفتي يجب ان يكون قادرا علي استنباط الأحكام وهذا يتطلب تدريبه عليها بطريقة سليمة، مشيرا إلي أن دار الإفتاء لديها برامج متخصصة في التدريب لخريجي الكليات الشرعية من المصريين كما تستقبل بعثات من طلاب الكليات الشرعية من عدة دول إسلامية، من الراغبين في التدريب علي الإفتاء وتحصيل مهاراته حتي يتمكنوا من القيام بِمُهمَّة الإفتاء في بلادهم بعد عودتهم إليها ولذا اعتمدت دار الإفتاء منهجًا في صورة دورة للإفتاء مدتها ثلاث سنوات، يتلقي الطالب فيها مجموعة من المواد المؤهلة لمهمة الإفتاء، كما يحضر مجالس الإفتاء تحت إشراف أمناء الفتوي، ويتلقي أيضا تدريبًا عمليًا علي مهارات الإفتاء، ويمنح مجتاز هذه الدورة شهادة في نهاية مدة دراسته تفيد تلقيه التدريب علي الإفتاء بدار الإفتاء المصرية. وأضاف :أسست دار الإفتاء أول مركز من نوعه للتعليم عن بُعْد في المجال الإفتائي والشرعي؛ حيث تم إعداد المناهج المتخصصة في مجال الإفتاء الشرعي؛ ليتم بث ذلك علي موقع خاص بالتعليم عن بُعْد،وتوفر هذه الخدمة علي طلاب العلم عناء السفر للحصول علي دراسة دورة الإفتاء بالدار كما هوحاصل في وقتنا هذا.