نجح مواطن ليبي من الثوار في اسقاط أول طائرة حربية للنظام الليبي.. المواطن اسمه طارق فتحي »63 سنة«.. أسقط الطائرة من طراز ميراج 32.. »الأخبار« التقت طارق فتحي الذي أكد علي عدم تأديته للخدمة العسكرية بسبب عدم لياقته طبيا.. وقدم »للأخبار« وثيقة رسمية تؤكد ذلك. وأضاف انه تدرب لمدة أسبوع واحد فقط علي استخدام المدفع المضاد للطائرات، ورغم ذلك تمكن من اسقاط الطائرة. مشيرا الي ان الله وحده هو الذي اسقط الطائرة التي أرسلها العقيد معمر القذافي. »الأخبار« كانت أيضا مع الثوار علي مشارف رأس لانوف قبل أن نمضي يومين مع الثوار في البريقة والعقيلة بالغتي الأهمية علي كافة المستويات لا سيما الأولي التي أقسم الثوار علي الذود عنها حتي أخر قطرة الدم فمنها يبدأ الطريق إلي طرابلس..والحرية. "لن يعود القذافي للشرق إلا علي جثثنا.. سنقاتل حتي لو نملك سوي الحجارة أقسم أن أذبحه كالنعاج بمطواتي هذه" هكذا صرخ العقيد موسي العريبي موسي(46عاما) بمزيج من الحماس والغضب وهو يمسك بحجارة في يده اليمني بينما يسراه تحمل مطواة قرن غزال..العريبي هو الرجل الأول عسكريا علي مستوي إجدابيا(160كم إلي الغرب من بني غازي) والبريقة وقاد الثوار في معركة تحرير تلك الأخيرة من براثن الموالين للنظام بعدما احتلوها لبضع ساعات مع مطلع فجر الأربعاء الماضي ويكمل العريبي:"هاجمونا بالطائرات أولا قبل أن تزحف علينا مدرعاتهم ..أوقعوا 18شهيدا بينهم صبي في الثانية عشرة من العمر كان يرعي الغنم بالقرب من موقع الهجوم بينما أخوه ابن العاشرة يرقد بالمستشفي بعدما فقد ساقه اليمني ..ذلك الوغد القابع في العزيزية(يقصد القذافي) يستعين بعناصر من قبائل الطوارق في النيجر ومالي وهؤلاء بلا رحمة لقد استخدموا دروعا بشرية من المدنيين بينهم أطفال حينما كانوا ينسحبون من المطار ..هل رأيت حقارة ووحشية أكثر من هذا؟!..تمكنا من استعادة السيطرة علي المطار بعد نصف ساعة فقط من القتال.. قتلنا أحد عشر من جرذان القذافي وأسرنا منهم أربعة لا يتحدثون العربية,و تم نقلهم لمكان ما ببني غازي" "مشعل عجوب"(مهندس كيميائي 35عاما)يلتقط طرف الحديث ليوضح أهمية البريقة التي تم بناؤها منذ عشرين عاما فقط من أجل عمال شركات النفط قائلا:"هنا توجد أهم حقول البترول التي تمد كل محطات الوقود بمدن الشرق بالبنزين هذا فضلا عن محطات توليد الطاقة التي تمد بني وأخواتها بالكهرباء..القذافي يريد تدميرها كي يحرمنا من التحرك بسياراتنا ولكي يغرق شرق ليبيا بأكمله في ظلام دامس "..عجوب يحمل مدفع كلاشينكوف وهو من مدينة إجدابيا التي هب شبابها لنجدة إخوانهم في البريقة بمجرد ما نما لعلمهم أن تلك الأخيرة تتعرض لهجوم أرضي من قبل الموالين للقذافي وحينما سألناه عن القدرات القتالية للمدنيين أمثاله قال:"الخبرات ليست شاسعة بين من خدم في الجيش ومن لم يفعل إذ ان غالبية الشعب الليبي يحمل السلاح وحتي من لا يتقن اطلاق النار لا يحتاج سوي لأسبوع علي الأكثر في مراكز التدريب علما بأن معظم المدنيين الذين يقاتلون انضموا للثورة مباشرة ودون الحاجة إلي تدريب..انظر هذا صديقي "مصعب" الذي يعمل كسائق تاكسي لقد تمكن وحده من أسر اثنين من مرتزقة القذافي" قالها وهو يشير إلي شاب في الثلاثينيات من العمر. في تلك الأثناء كان العقيد موسي العريبي يصرخ في رجاله بين الفينة والأخري مطالبا إياهم باليقظة وأن يلتزم كل منهم موقعة والتفتيش الدقيق لكل سيارة قادمة من الغرب وفي الوقت نفسه كان يشرف علي5 سيارات نصف نقل تحمل العشرات من رجاله المسلحين بالمدافع الرشاشة والمسدسات بغرض الإنطلاق في قلب الصحراء للتواصل موسي حديثه للأخبار مرة أخري قائلا: "لدي خمسة أولاد وأقنعت زوجتي بأن تتقبل فكرة أنني لن أعود للمنزل مرة أخري لا فرق بين الموت و الحياة تحت حكم القذافي.." عاد العبيدي مرة أخري للإشراف علي سيارتين"لاند كروزر"محملتان بالذخيرة ومتجهتان إلي منطقة "العقيلة" غادرنا معه تحت وقع طلقات تحذيرية وتجريبية في الوقت ذاته من المدافع المضادة للطائرات والتي تسبب الصمم لمدة 24ساعة علي الأقل لمن لم يعتد عليها وحينما سألته عن السبب في ذلك قال أنه يعطي الأوامر لرجاله بتجريب أسلحتهم بإستمرار للتأكد من فاعليتها إذ أن ما تحصلوا عليه من أسلحة أقل حداثة و تطورا مما تملكه كتائب القذافي وأوضح العبيدي:"لقد أفسد مرتزقة القذافي الكثير من الأسلحة الموجودة بمخازن الشرق قبل رحيلهم لذا نحرص علي التأكد دوما من فاعليتها حتي لا نفاجأ بما لم يكن في الحسبان"..و يردف العبيدي:"بل وحتي هذا لا يمثل لدينا مشكلة فنحن مسلحون بقوة الايمان بالقضية التي نناضل من أجلها..علي المستوي العسكري لا يتفوق علينا القذافي الا بطائراته ولن أذيع سرا لو قلت أن إخواننا من الطيارين في طرابلس ينفذون الطلعات الجوية تحت وطأة التهديد واحتجاز ذويهم كما أنهم لا يقصفون غالبا الأهداف المحددة لهم وحينما يطير الطيار بزاوية معينة لا نطلق عليه نيران مدافعنا فهو بذلك يعطينا اشارة بأنه لن ينفذ المهمة الموكلة إليه بل أنه يطلق قذائفه نحو أهداف وهمية ثم يعود من حيث أتي. في تلك الأثناء كانت الأخبار التي يتلقاها علي هاتفه من مدينة الزاوية محزنة للغاية فالحديث يدور عن شهداء بالعشرات يسقطون في المدينة جراء قصف بالدبابات والمروحيات و المدفعية الثقيلة محدثه علي الطرف الأخر يقسم له أن ما يحدث في الزاوية لم يحدث في أبشع المجازر التي تحدث عنها التاريخ..و كلاب القذافي يهاجمون المستشفيات بحثا عن الجرحي لتصفيتهم أمام أعين الأطباء تلقي العبيدي المكالمة وهو يقاتل من أجل ألا تنهمر دموعه لدرجة أنه لم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة يواسي بها محدثه اما في بني غازي فقد سقط العشرات صرعي إضافة لألف جريح اثر انفجار مجهول المصدر بأحد مخازن السلاح بمنطقة الرجمة التي تقع خارج بني غازي بكم2..غير أن الأخبار السيئة لم تكن كل شيئ فقد تمكن الثوار من تفجير ثلاث دبابات في وسط المدينة و أسروا أحد قوادها و قتلوا الأخرين كان الألم يعتصر ملامح الرجل وبعد فترة من الصمت تمالك خلالها نفسه و سيطر علي مشاعره عاود الحديث مرة أخري قائلا:"كلما ازدادت وحشيته كلما أدركنا انه يعيش لحظاته الأخيرة" واستكمالا للأخبار السارة فقد جاءته معلومات أخري مؤكدة عن انقسام في صفوف الكتائب الأمنية بمدينة سرت مسقط رأس القذافي ومعقل قبيلة القذاذفة حيث أن العديد من أفراد الكتائب من قبائل أخري مثل الفرجاني وترهونة و هما قبيلتان لهما وزنهما والمؤكد أن أفرادهما يرفضون التوجه نحو الزاوية و طرابلس لدعم العناصر و هو ما استبشر به العبيدي حيث كانت بداية السيطرة علي رأس لانوف بأنباء عن انقسام في صفوف الكتائب الأمنية التي كانت تحاصر المدينة قلت له هذا معناه أن النصر يقترب فقال بحماس:"نعم لو انضم إلينا أهلنا في سرت فلن نكون بحاجة لخوض معركة طرابلس"ثم أضاف متمنيا من اعماق قلبه:"آه لو انضم إلينا إخواننا في قبيلة ورفلة بن وليد إن عددهم لا يقل عن المليون شخص منتشرين في سرت وسبها و طرابلس..آه لو فعلوها سينتهي القذافي لا محالة".