ينجذب الكاتب الصحفي أحمد رجائي إلي الحكايات الشعبية القادمة من مدن القناة (بورسعيد - السويس - الإسماعيلية)، فهو دائما يحمل شوقاً كبيرا إلي زيارة تلك الأماكن، وهذا ما عبر عنه في كتابه الجديد "بطولات علي الشط" الذي يعتبر الجزء الثالث عشر من موسوعة الشخصيات البارزة. يري رجائي أن لرجال قواتنا المسلحة أدوارا بطولية رائعة، يسجلها لهم التاريخ، وقد أدوا واجباتهم التي في أعناقهم، ودافعوا عن الوطن ضد قوي البغي والعدوان، وحققوا النصر في معركة المصير، وطهروا الأرض من قوي الاحتلال. ويحكي رجائي في كتابه عن بطولات شعب وجيش علي شط القناة من خلال قصص كتبتها أقلام عرضت نفسها للأخطار أثناء مشاركتهم في هذه الحروب كمراسلين عسكريين مثل الكاتب الصحفي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل الذي يعتبر من أوائل المراسلين العسكريين في تاريخ الصحافة المصرية منذ أيام حرب فلسطين، وما ذكره الرئيس الأسبق محمد نجيب في مذكراته بأنه تعرف علي هيكل أثناء معارك حرب فلسطين، وكان مراسلا لمتابعة أخبار الحرب، وبأنه هو الذي عرفه بقائد الفدائيين هناك، ويعتبر هيكل شاهداً علي حرب فلسطين 48، والعدوان الثلاثي عام 1956. ويصف رجائي الكاتب الصحفي الكبير الراحل فتحي رزق بأنه المحرر العسكري الشهير بجريدة الأخبار الذي عاش حياته كلها علي ضفتي القناة، وارتبط بها تاريخاً وواقعاً، وسمع الأساطير عن دماء الآلاف من أبناء مصر الذين حفروا القناة، ودفعوا الثمن الرهيب، وعاش سنوات الأحلام المستحيلة والقناة تحت السيطرة الأجنبية، ثم شهدت سنوات النضال العظيم حتي تحرر الوطن، وأممت مصر القناة، وتعرضت للعدوان، وكافحت وانتصرت وأصبحت قناة السويس مصرية خالصة. ويتحدث رجائي عن ذكريات الكاتب الصحفي الكبير الراحل صلاح قبضايا، عندما أصيب بثلاث طلقات رصاص، في عام 1956 حيث كان يتدرب في جريدة أخبار اليوم، وعندما وقع العدوان الثلاثي علي بورسعيد تطوع لمراسلة الجريدة من هذه المدينة لأنه بورسعيدي الأصل وأهله جميعا هناك، وأختير بعد ذلك ليكون مندوب الجريدة لدي وزارة الحربية، وحصل علي دوارت تثقيف عسكري. كما يحكي رجائي عن بداية رحلة الأديب الكبير الراحل جمال الغيطاني في أخبار اليوم عام 1968، حيث جذبته المعارك الحربية في قناة السويس ليصبح مراسلا عسكريا من خلال قسم التحقيقات الصحفية في البداية، أول تحقيق له خلال حرب الاستنزاف حول القناص المصري الذي قنص نحو 30 إسرائيلياً، وهو ما راح يبحث عنه حتي وجده، واكتشف أنه الفنان التشكيلي أحمد نوار. و في معرض حديثه عن أبرز مراسلينا العسكريين، يصف صاحب الموسوعة الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق بأنه من أفضل من ينطبق عليهم مثلنا الشعبي " ابن الوز عوام"، فقد مارس دوره كمراسل عسكري لسنوات قدم خلالها نتاجا مرموقا، كما فعل والده، وقد حاول المؤلف أن يرسم له صورة من قريب. ومع أن الكتاب ركز علي الترجمة لمراسلينا العسكريين إلا أنه لم ينس الإشارة إلي ذكري شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم في معارك بلادنا العادلة ومنهم الشهيد البطل جواد حسني، والشهيد البطل إبراهيم الرفاعي، والشهيد البطل جول جمال الذي أقدم بجرأة نادرة علي قيادة أحد الزوارق البحرية ليصطدم بمنتصف إحدي البوارج المعادية في واحدة من أروع معارك التصدي للعدوان الثلاثي عام 1956.