«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدالوا تبديلاً » .. آية قرآنية تنطبق على المقدم فتحى شطا ابن قرية دنديط مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية الذى سطر بطولات رائعة اثناء حرب الاستنزاف جعلت العلاقة خاصة بينه وبين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحين أبدى له استعداده للتضحية والشهادة فى سبيل بلاده قال له عبد الناصر: «نريدك حيا يا شطا حتى تنتقم من هؤلاء الاوغاد» حكاية شطا جاءت على لسان المهندس محمود المنسى المتخصص فى ادب الحرب رئيس القسم الادبى بمجلة النصر العسكرية الاسبق للقوات المسلحة الذى كشف ل«فيتو» ان المقدم شطا كان من الابطال الذين رفعوا اسم محافظة الدقهلية عالياً فى سماء الدفاع الجوى الذى اتخذ من استشهاده فى 30 يونيو عيداً له للاحتفال كل عام لافتاً الى انه اثناء حرب الاستنزاف فى الجبهة المصرية ضد القوات الاسرائيلية على الضفة الشرقيةلقناةالسويس جعلت الطيران الإسرائيلى اليد الطولى لاستباحة السماء المصرية لعدم وجود شبكة صواريخ مضادة للطائرات بمصر وكانت المقاومة فقط مقتصرة على المدفعية المضادة للطيران الاسرائيلى الذى يقوم بالغارات على العمق المصرى فالذاكرة ما زالت عالقة بتدميره مصنع ابو زعبل واستشهاد الاطفال الابرياء فى مدرسة بحر البقر وكذلك ضرب المجمع الصناعى فى نجع حمادى فى محافظة قنا فى الوجه القبلى كل هذا العداون الاسرائيلى دفع الرئيس جمال عبد الناصر الى انشاء شبكة صواريخ مضادة للطائرات الاسرائيلية التى جعلت مصر فسحة لها فى غياب شبكة الدفاع الجوى. ويضيف المنسى انه فى شهر مايو 1970 التقى الرئيس عبد الناصر قادة كتائب شبكة الصواريخ فى هذا التوقيت بعد قدرته على ان يبرم صفقات مع الاتحاد السوفيتى السابق لشبكة الصواريخ ومن هنا بدأت بطولات عمال المقاولين العرب الذين قاموا بإنشاء البنية التحتية لكتائب الصواريخ واستشهد المئات منهم اثناء تشييد الشبكة من العدوان الاسرائيلى المغير وفى يوليو 1970 اصدر الرئيس عبد الناصر قراره بنشر الصواريخ على شاطئ القناة الغربى المواجه للقوات الاسرائيلية فى الضفة الشرقية وتحرك المقدم فتحى شطا وكان قائداً لكتيبة صواريخ الى القاعدة الجديدة بالقرب من مدينة السويس وتم تركيب الاجهزة فى وقت قياسى كان فيه شطا يسابق الزمن خوفاً من طائرات الاسرائيلية من ان تأتى وتدمر القاعدة وفى فجر 30 يونيو 1970 تهادى الطيران الاسرائيلى كعادته مخترقاً للعمق المصرى ليدمر اهدافه لكنه فوجئ بكتيبة فتحى شطا تدمر له 3 طائرات فانتوم وطائرتين سكاى هوك وطائرات اخرى مما اذهل العدو الاسرائيلى ومنذ ذلك اليوم اصبح خطاً فاصلاً فى حرب الاستنزاف وفى الحروب التى تدور بين مصر واسرائيل ومنها السادس من اكتوبر 1973 ويشير المنسى الى انه فى تلك الاثناء كان الرئيس عبد الناصر يزور الاتحاد السوفيتى الساق فجاءته الاخبار سارة ولم يتوقف كثيراً عند خسائر العدو رغم فرحته ولكنه قرأ اسماء الشهداء الذين سقطوا فى تلك المعركة وعندما وجد اسم فتحى شطا الذى كان يعرفه معرفة شخصية بين الشهداء كان حزنه عميقاً عليه وصامتاً كما روى ذلك فى صحيفة الاهرام الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل حيث لقى الشهيد ربه عندما جاء الطيران الاسرائيلى على ارتفاع منخفض وضرب بقوة منصات هذه الكتيبة واستشهد فتحى شطا فى 1970 وتقديراً لبطولته وشجاعته من اجل وطنه والدفاع عنه اتخذ من ذلك اليوم عيداً للدفاع الجوى الذى يعد بحق السلاح الذى كسر الذراع الطولى لإسرائيل وفتح الطريق امام انتصار حرب اكتوبر بعدما كان الطيران الاسرائيلى يقوم بفسحته المعهودة فى مصر وتكريماً لهذا البطل ابن الدقهلية منحه الرئيس السابق جمال عبد الناصر نوط الشجاعة من الدرجة الاولى كاشفاً انه اثناء اجتماع الرئيس بقادة كتائب الدفاع الجوى للوقوف على الاستعدادات والكفاءة القتالية وقف من بينهم البطل فتحى شطا وقال للرئيس:انا مستعد ان اذهب فى اى وقت وتحت اى ظرف الى اى مكان من اجل الدفاع عن وطنى مصر فقال له الرئيس نريدك حياً يا شطا حتى تنتقم من هؤلاء الاوغاد . ويضيف المنسى ان شطا سيظل احد الابطال الخالدين فى الذاكرة لافتاً الى ان والده كان يعمل مدرساً ابتدائياً وله كثيرمن الفضل على اهل قريته