شغلت قناة السويس مساحة بارزة في خريطة الاغنية الوطنية حيث تضمنت الاغاني الوطنية عددا كبيرا منها لقناة السويس وذلك لا رتباط القناة بعدد من الأحداث كانت بدايتها حفل الافتتاح الأسطوري الذي أقامه الخديو اسماعيل وتضمن عرض أوبرا عايدة وتمر السنوات حتي يأتي عام 1956 ويقرر الرئيس عبد الناصر تأميم القناة ويعقب قرار التأميم العدوان الثلاثي اعتراضا علي قرار التأميم وتعيش مصر مشاعر الفرحة بالتأميم وتتداخل معها حماسة المقاومة والتصدي للعدوان وتوثق العديد من الاغنيات تلك الفترة وتمر السنوات وتكون القناة حاضرة في حرب العبور وقرار الرئيس السادات بإعادة فتح القناة امام الملاحة العالمية بعد انتهاء الحرب عام 1975 وهو الحدث الذي صاحبه أيضا عدد من الاغنيات ومع وجود المشروع القومي العملاق وباحتفالنا بافتتاح قناة السويس الجديدة تعود القناة لتلعب دور الملهم مع الشعراء والملحنين الحاليين وتستعرض السطور التالية مجموعة من الاغاني الخالدة التي ارتبطت بالقناة علي مدار عقود القرن العشرين يا سايق الغليون ومن أولي الاغنيات التي ظهرت بعد قرار التأميم ابتهاجا بعودة ملكيتها إلي مصر غني محمد عبد المطلب من كلمات صلاح جاهين وألحان محمود الشريف أغنية «يا سايق الغليون» وأغنية «فرحة القنال» التي واكبت بها كوكب الشرق قرار تأميم القناة من كلمات صلاح جاهين وألحان محمد الموجي ويقول مطلعها «محلاك يا مصري وأنت ع الدفة والنصرة عامله في القنال زفة» وقدمت فايدة كامل «رايتنا عالية»ألحان سيد مكاوي واشعار مصطفي عبدالرحمن وتقول كلماتها «دهب القنال دهبي ومالي جابوا حما عزم الرجال» واغنية « دع سمائي» ويذكر المؤرخ الموسيقي د. زين نصار أن هذه الاغنية كان دوي صوتها يغضب الإنجليز المحتلين لبورسعيد ومدن القناة في تلك الفترة أكثر من دوي المدافع حيث كان الأهالي يطلقونها من مكبرات الصوت في شوارع المدينة الباسلة لتحميس رجال المقاومة ووصل الامر بقوات الاحتلال الانجليزي إلي قصف أي مصدر للأغنية بالطيران.. وقدمت أم كلثوم أغنية « ولا زمان يا سلاحي «كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل الذي ذكر في احد البرامج انه اثناء تسجيل الاغنية في مبني الاذاعة القديم بالشريفين حضر احد رجال الجيش وطلب من ام كلثوم وكل الحضور مغادرة ستديو الاذاعة والتوجه إلي ستديو مصر بالهرم لتسجيل الاغنية لأن مبني الاذاعة مستهدف خاصة مع وجود أم كلثوم التي تغضب أغنياتها الاستعمار ورفضت أم كلثوم وقتها المغادرة وأصرت علي تسجيل الاغنية وفي السينما كانت هناك تجارب قليلة وربما تكون أغنية «التأميم» التي قدمتها الفنانة هدي سلطان من خلال «فيلم بورسعيد» عام 1957 هي الاغنية الوحيدة التي تناولت القناة بشكل مباشر كلمات عبد الله شمس الدين والحان محمود الشريف ضربة معلم ورغم مرور السنوات علي تأميم القناة والعدوان الثلاثي لم يتوقف الحماس الوطني ففي عام 1960 قدم عبد الحليم حافظ «حكاية شعب» كلمات احمد شفيق كامل وألحان كمال الطويل وفي عام 1966 ظهرت أغنية «الفنارة» اشعار عبدالرحمن الابنودي وألحان عبدالعظيم محمد غناء عبدالحليم حافظ وبعد سنوات من مرارة الهزيمة مع نكسة 1967 تعود حالة التوهج الوطني مع حرب العبور عام 1973 وتتدفق الاغاني الوطنية منها من تضمن الإشارة إلي قناة السويس باعتبارها أرض المعركة حيث كان النصر يستوجب عبور القناة فظهرت الاغنية الشهيرة «سمينا وعدينا» من الاغاني التي تتضمن ذكر القناة والتي خرجت إلي النور بعد حرب العبور ونجاح قواتنا المسلحة في عبور قناة السويس كأولي خطوات نصر أكتوبر وقد حققت تلك الاغنية نجاحا كبيرا كلمات علية الجعار ألحان عبد العظيم محمد غناء شهرزاد... وتقول كلماتها: جمعنا كل قوتنا وساندتنا عروبتنا وسمينا وعدينا وإيد المولي ساعدتنا وسمينا وعدينا وشقينا طريق الوغنت شادية «عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة» كلمات عبدالرحيم منصور والحان بليغ حمدي. وكلماتها: «عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة، باسمك يا بلادي تشتد العزيمة، باسمك يا بلادي عدينا القنال، باسمك يا بلادي خطينا المحال» وقدمت نجاة الصغيرة وقتها اغنيتين وهما «عالبر التاني» كلمات مرسي جميل عزيز والحان كمال الطويل عاش اللي قال وقدم عبد الحليم أغنية تضمنت ذكر القناة بعد عبور 1973 بعنوان «عاش اللي قال «تأليف محمد حمزة والحان بليغ حمدي كما قدمت نجاة أغنية واحدة عن القنال عام 1973 بعنوان «حسب الميعاد» من تأليف عبد الرحمن الأبنودي وألحان كمال الطويل وغني عبدالحليم حافظ «النجمة مالت علي القمر» كلمات محسن الخياط والحان محمد الموجي كما غنت «سعاد محمد» مركب رايحة ومركب جاية. محمد سلطان حسنات الحكيم