في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل . لا نعرف عنه سوي وجه رجل الدين المستنير الذي تربي في رحاب الازهر.. والداعية الهادئ الذي اعتلي المنبر منذ طفولته.. وأستاذ الحديث الجليل الذي يعد ابرز المتخصصين في علوم الأحاديث والسنة في العالم الإسلامي.ولكن هناك وجها آخر لا نعرفه.. هو وجه الأديب والشاعر والبطل الرياضي.. الوجه الذي يؤكد ان رجل الدين لا ينفصل عن الدنيا.. بل يعمل لدنياه وآخرته.. وفي هذه السطور نكشف تفاصيل الوجه الآخر الذي لا نعرفه جميعا عن الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية ورئيس جامعة الازهر سابقا.. .......................... ؟ رجل الدين او العلم او الداعية تكون حياته للدين والدنيا.. لان الاسلام امر بهذا وقال اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.. فالانسان يجب ان يعمل للجانبين.. وانا شخصيا اكتب الشعر منذ المرحلة الابتدائية وكتبت اول بيت شعر وعمري 11 عاما.. ووقتها قدمته للشيخ احمد صالح مدرس الخط الذي كان عالما تقيا يحبه تلاميذه.. فشجعني علي تنمية موهبتي ومن وقتها نفذت نصيحته. .......................... ؟ حينما كان عمري 12 عاما ألفت أول قصة.. وكانت قصة عاطفية اسمها « نهاية أمل».. كما طبعت بعض اشعاري ووزعتها علي زملائي.. وفي المرحلة الثانوية ألفت مسرحية شعرية اسمها « اصحاب الجنة» وهي تحكي بالشعر قصة في سورة «القلم».. والطريف انني بعد تخرجي وعملي في احدي الدول العربية قدمتها لاحدي الاذاعات العربية وتمت اذاعتها بالفعل..كما كتبت الشعر الوطني عن وحدة الصف العربي عام 1967 وانا طالب في كلية أصول الدين.. وتم وضعه في منهج النصوص لطلاب المرحلة الاعدادية عامي 1967 و1968. ويقول : « طول عمري باحب أقرأ الشعر.. وأكتبه.. وعندي الآن حوالي خمسة دواوين مطبوعة » . .......................... ؟ احب الزرع والخضرة وارعي الزرع بنفسي.. وايضا الرياضة كانت جزءا مهما في حياتي وخاصة خلال فترتي المراهقة والشباب.. كنت أمارس أنواعا عديدة من الرياضات.. وكانت الرياضة تشغل جزءا كبيرا من وقتي . ويضيف مبتسما : « ده انا كمان كنت بطل رياضي.. وخلال الدراسة الاعدادية والثانوية.. فزت ببطولة الشرقية في المصارعة.. وبطولة الجمهورية في الجري » . .......................... ؟ الصداقة قيمة سامية.. ولها مكانة كبيرة جدا في حياتي.. ولدي أصدقاء كثيرون أهمهم علي العزوني كبير المحامين.. كما أحتفظ بالعديد من أصدقاء الدراسة الذين أصبحوا حاليا شيوخاَ وأساتذة كبار..وغالبا ما ألتقي أصدقائي في المناسبات والمؤتمرات الرسمية وخاصة المناسبات الخاصة بمحافظة الشرقية بلدي.. وبعد انتهاء اللقاء الرسمي ننظم لقاء خاصاً مصغرا نتحدث فيه عن أحوالنا وأحوال السياسة ومشاكل المحافظة ونستعيد بعض ذكريات الشباب الطريفة. ويضحك قائلا: « باحب دايما أفكرهم بأيام الدراسة.. لأني كنت طالب متفوق .. وكنا دايما بنتسابق مين يطلع الأول ع الفصل.. وغالبا باكون أنا » . .......................... ؟ أعيش حاليا أسعد أيامي بعد أن أنجزت أهم إنجازاتي العلمية.. حيث انتهيت أخيرا من تأليف أكبر موسوعة للحديث الشريف شرحت فيها أكبر كتاب من كتب السنة.. وهو صحيح البخاري.. وقد استغرقت ستة عشر عاما في تأليفه .. وأخيرا طبعته وخرج للنور هذا الشهر. « بالمناسبة..بعد دراستي لكتاب البخاري..ما لقتش حديث واحد ضعيف.. لكن كلها أحاديث صحيحة.. والبخاري أصح كتاب بعد كتاب الله..والكلام ده علي عهدتي» . .......................... ؟ تزوجت عن عقل واعجاب أيضا.. فلابد ان يكون مع الاعجاب أمور اخري مثل الاخلاق والكفاءة حتي لا يبوء الزواج بالفشل..وقد كانت زوجتي قريبة لي وحدث اعجاب متبادل بيننا.. وهذا ليس حراما ما دام الغرض منه الزواج . ويبتسم قائلا: « زوجتي كانت قريبتي.. وكنت باساعدها في المذاكرة..لأني كنت متفوقا دائما ومن هنا حدث الاعجاب » .......................... ؟ اعتدت مساعدة زوجتي في أمور البيت وتربية ابنائنا ومذاكرتهم.. فقد كان النبي دائما في مهنة اهله.. وللأسف فأنا لا أجيد الطهي..وكنت أتمني أن أتعلمه لأساعد أهلي.. لكني أجيد التذوق.. وأعشق الأكلات المغربية وخاصة الكسكسي بالمرقة او السكر.. كما أعشق كباب الحلة . .......................... ؟ لدي ثلاثة أبناء هم محمد حاصل علي دكتوراه في التخطيط الاجتماعي.. ومدرس بالمركز الدولي الاسلامي للدراسات.. ودعاء خريجة اعلام لكنها لا تعمل وايمان خريجة بنات عين شمس.. ولدي ثمانية أحفاد.. أحرص علي مساعدتهم في المذاكرة كما كنت أفعل مع أبنائي.. وأغضب من أبنائي حينما يتأخر أحفادي عن زيارتي . « بصراحة..خلفة البنات أحسن من الأولاد الف مرة..لأن البنت سلسة في التربية.. وموجودة داخل الأسرة وحنينة أكتر علي أهلها » . .......................... ؟ في رمضان.. لا أنام إلا قليلا.. فبعد صلاة التراويح ألقي عادة محاضرات أو ندوات تستمر حتي قرب الفجر.. ثم أستريح قليلا ثم أقوم لصلاة التهجد ثم استمر للفجر.. وبعده أنام فترة قصيرة جدا.. لأني احب بدء يومي مبكرا .... وهذا ما ينبغي ان يتحلي به المسلم في رمضان. « صدقيني.. العمل هو اللي بيسهل الصيام..مش النوم.. والصيام بيعلم الصبر والحكمة مش العصبية » . .......................... ؟ من أهم ذكرياتي في رمضان.. اجتماعنا للإفطار في الساحة التي أنشأها جدودي في قريتنا « عزبة أبو هاشم » وكنا نفطر فيها جميعا مع الفقراء .. وبعدها نذهب معا للمسجد لنصلي العشاء والتراويح وتقام الندوات .. وكانت لنا كطلاب اسهامات في الندوات وفي إلقاء الشعر بعد الندوات .......................... ؟ الموسيقي المجردة ليست حراما.. لكن الحرام هي الموسيقي التي تصاحب الفسق والفجور.. وأنا أستمع لقصائد أم كلثوم الدينية.. وأحب الفنان محمد ثروت .. خاصة قصائده الدينية الأخيرة .. ورغم انني مقل في مشاهدة التليفزيون.. الا انني اشاهد أحيانا بعض أعمال عادل إمام.. مثل مدرسة المشاغبين .