كانت بدايات التليفزيون المصري.. وشاركت في تأسيسه.. كانت بها طاقة هائلة من الإصرار والصمود من أجل تحقيق ما تؤمن به.. هي الرائعة الراحلة سميرة الكيلاني.. من جيل الأوائل في التليفزيون المصري.. وقد ساعدها عملها الإذاعي بالإذاعة المصرية منذ عام 0591 في تأصيل عملها علي الشاشة الصغيرة.. حيث تكشفت مواهبها - كما قال عنها الإعلامي والشاعر الكبير فاروق شوشة - إنسانياً وثقافياً وفكرياً وكانت مضرب المثل في الإخلاص والالتزام والابتكار والتجديد.. فقد أسند إليها فور اختيارها ضمن فريق العمل لتأسيس التليفزيون المصري بصحبة سعد لبيب وصلاح زكي.. الإشراف علي البرامج والخريطة الثقافية التي ضمت 91 برنامجاً أسبوعياً.. وارتبط اسمها بالوجه الثقافي للتليفزيون.. وكان أول برامجها عن قصة ألفها وبدأ كتابتها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأتمها عبدالرحمن فهمي بعنوان »في سبيل الحرية«.. كما قدمت العديد من البرامج الثقافية التي تميزت بالحوارات البديعة والثقافة العالية.. واختيارها للموضوعات بوعي شديد وهي البرامج التي شكلت النواة الأولي للبرامج الثقافية بالتليفزيون المصري حتي اليوم.. بدايات العمل الإعلامي لسميرة الكيلاني كانت بقسم الترجمة بالبرامج السياسية بالإذاعة بعد تخرجها في كلية الآداب عام 0591.. ثم انتقلت لقسم المذيعين وقدمت برنامجي »الأسبوع في ساعة« و»العالم بين يديك«.. بالبرنامج العام.. وشاركت في برنامج »ما يطلبه المستمعون« بحلقات مختلفة ومتميزة.. فلفتت الانتباه إليها.. وإلي قدراتها وثقافتها العالية.. فتم اختيارها مع زملائها فاروق شوشة وعفاف المولد وبهاء طاهر وفؤاد كامل لتأسيس البرنامج الثاني »الثقافي« برئاسة سعد لبيب.. فقدموا سيمفونية رائعة من البرامج الثقافية التي أثرت أرشيف الإذاعة المصرية.. وكان برنامجها الخاص »مع النقاد« أشهر البرامج التي قدمت فيه الأعمال الأدبية والفكرية ذات القيمة العالية.. واستقطبت من خلاله جمهوراً واسعاً في مصر والعالم العربي.. وهو البرنامج الذي تركته لزميلها الشاعر فاروق شوشة.. لقد رحلت سميرة الكيلاني عام 6002 عن عالمنا بعد أكثر من نصف قرن من العمل الإعلامي المتميز وتركت وراءها أرشيفاً إذاعياً وتليفزيونياً متميزاً.. وأجيالا ممن تربوا علي أيديها وأصبحوا نجوماً للبرامج الثقافية بالإذاعة والتليفزيون.