كانت الاذاعة وسوف تظل مدرسة التقاليد الاعلامية العريقة التي ترسي القيم والمبادئ الأخلاقية بين مختلف الأجيال في إطار من الحب والإحترام وهو الأمر الذي ظل يحافظ عليه كل من جلس علي مقعد رئيس الاذاعة منذ بدء إرسالها في عام 4391 وحتي الآن فالقيادة تتبدل وتتغير ولكن الأهداف النبيلة تزداد رسوخا، ولعل هذا هو السبب الحقيقي في إحتفاظ الراديو حتي الآن ببريقه وتوهجه ولمعانه علي الرغم من التقدم التكنولوجي المذهل في علوم الاتصال وعلاوة علي وجود القنوات التليفزيونية الأرضية والفضائية بسحرها الجذاب في شد انتباه المستمعين والمشاهدين لما تقدمه الشاشة الصغيرة. والسبب الحقيقي لما ذكرته في سطوري السابقة يعود الي مشهد عشت تفاصيله بنفسي منذ أيام داخل ستوديو 64 بالاذاعة حيث وقفت الإعلامية الكبيرة انتصار شلبي رئيس الإذاعة تستقبل كبار الإذاعيين من جيل الرواد والأساتذة الذين دعتهم للإشتراك في اللجان المسئولة عن إختيار وترشيح الأعمال التي تمثل الراديو بكل شبكاته المختلفة في مسابقة مهرجان القاهرة للاعلام العربي في دورته المقبلة المقرر بدء فعالياتها خلال شهر ديسمبر المقبل في مدينة الانتاج الإعلامي. وقد أعادت لي هذه المناسبة ذكريات سنوات جميلة أمضيتها في العمل مع مجموعة كبيرة من جيل الاذاعيين الكبار الذين أثروا بفكرهم شتي مجالات وفنون العمل المسموع في الراديو عبرسنوات طويلة صالوا وجالوا خلالها خلف الميكروفون.. وعلي الرغم من ذلك الجهد الشاق لايزالون جميعا قادرين علي العطاء.. ولم تهزم تجاعيد الزمن الوجوه التي أزدانت بها جنبات ستوديو 64 وهم مديحة ومشيرة نجيب وعصمت فوزي وهالة الحديدي وعبدالوهاب قتاية ووجدي الحكيم ويوسف حجازي وسمير كامل وكمال جامع وحسني غنيم والشريف خاطر وفؤاد فهمي وإمام عمر ورمزي مجاهد وكامل البيطار وابراهيم صبري وحكمت الشربيني ومحمد فهيم ونبيل يعقوب وأمينة صبري ومعهم الدينامو الإعلامي الكبير محمد مرعي أمين عام لجان إختيار البرامج والأعمال الدرامية التي تمثل الاذاعة في المسابقة الرسمية للمهرجان. ولأن انتصار شلبي رئيسة الاذاعة تعمل بأسلوب علمي يعكس الترابط بين أفكار كل الأجيال ولا تنفرد بإصدار أية قرارات دون الاستماع الي مختلف الآراء وتقييمها والأخذ بالأفضل منها فقد دعت الي اجتماع محدود مع كبار جيل الإذاعيين الأساتذة وبعض النقاد وأساتذة الإعلام لبحث الترشيحات الخاصة بالأعمال الاذاعية التي كتبها الكتاب والمؤلفون للاشتراك بها داخل مسابقة نجيب محفوظ التي دعا اليها ورعاها انس الفقي وزير الاعلام منذ عام 7002 ورصد لها مبلغ مائة الف جنيه تمنح للفائز. وقد فازت بها الاذاعة علي مدي ثلاث سنوات متتالية بداية من طاهر ابو فاشا ومرورا بعبدالفتاح مصطفي وزكريا الحجاوي. وقد استقرت الاراء في هذا الاجتماع علي التقدم لهذه المسابقة من خلال مجموعة من الأسماء لعل من أهمها محمد علي ماهر وعباس الاسواني ويوسف عز الدين عيسي وعبدالرحمن فهمي .وهم جميعا اصحاب قامات عالية في التأليف الدرامي ولهم بصماتهم التي لا تنسي علي ذاكرة الأمة عبر سنوات طويلة لعب فيها الراديو دورا كبيرا في تشكيل وجدان الملايين داخل وخارج مصر. إنني أحيي الاذاعة المصرية صاحبة التقاليد الاعلامية العريقة وأحيي ايضا كل من تولوا قيادتها عبر تاريخها الطويل وأصفق طويلا للاعلامية الكبيرة انتصار شلبي رئيس الاذاعة الحالية التي نجحت بكل ثقة واقتدار في قيادة عجلة التطوير البرامجي للراديو وفقا للمنظومة الاعلامية التي حددها أنس الفقي وزير الاعلام منذ توليه لمسئوليته الدستورية منذ عدة سنوات .وهو الأمر الذي ترتبت عليه تلك الطفرة الهائلة في كل مجالات العمل الاعلامي المسموع والمرئي ويكفيه حماسه غير المحدود للأجيال الشابة من الاعلاميين الجدد وهو ما ترجمته بسرعة شديدة الاذاعة باقامة مسابقة »الإذاعيون يبدعون« حيث ضاعف المهندس اسامة الشيخ رئيس مجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون قيمة جوائزها المادية لتشجيع اصحاب المواهب من الإذاعيين علي ابتكار الأفكار الجديدة التي ترتقي ببرامجهم في شتي مجالات وفنون الأشكال الاذاعية وهذا شيء يحسب لانتصار شلبي ومعها معاونوها من كبار قيادات الاذاعة الذين يتولون ادارة الشبكات المختلفة لراديو القاهرة علي مستوي فني عال بعيدا عن كل مظاهر الأضواء والنجومية ولعل هذا كان واضحا بشدة خلال حفل توزيع جوائز تلك المسابقة »الإذاعيون يبدعون« ظهر يوم الخميس الماضي داخل ستوديو »64« حيث أكدت الإذاعة بالفعل إنها مدرسة التقاليد الإعلامية العريقة.