الأسبوع قبل الماضي توقفت مع رسالة خبير الزراعة الدكتور نادر نور الدين الأستاذ بكلية زراعة القاهرة عند أهمية استغلال شمال سيناء في الزراعة والتصنيع الزراعي.. وأن سيناء هي الموقع الأمثل لتشييد المدن المليونية.. واليوم استكمل نشر الجزء الثاني والأخير من هذه الرسالة المهمة حيث يقول: هذه المنطقة البكر من الوطن كان من الممكن أن تكون النواة الكبري لإنتاج الأغذية العضوية الحيوية الخالية من الأسمدة والمبيدات الكيمائية إذا ما قررنا تخفيض نسب خلط مياه النيل الواصلة إليها من مياه مصرفي حادوس والسرو وغيرهما وحينذاك يمكن أن تستحوذ هذه الأغذية الحيوية علي كامل أسواق التصدير في أوروبا لكون سيناء مناطق بكر خالية من التلوث أو من توطن جميع الأمراض الزراعية مثل النيماتودا الخاصة بالطماطم والموز أو العفن البني للبطاطس والبصل أو الذبابة البيضاء الحاملة لفيروس تجعد أوراق نباتات الطماطم وحتي الحشرة الجديدة المعروفة بين المزارعين باسم الحشرة الليبية أو "توتا أبسوليتا" والتي تدمر محصول البطاطس والطماطم والباذنجان والفلفل والكثير من الخضراوات الورقية لكون أراضي سيناء بعيدة عنها حتي الآن. يساهم في الاستقرار المجتمعي لأراضي شمال سيناء مناخها الساحلي البارد والمعتدل والذي يوفر لمصر الكثير من مياه الري (تستقبل سيناء وحدها أكثر من 2 مليار متر مكعب من مياه الأمطار سنويا لا يستفاد منها حتي الآن) كما يوفر مناخا ملائما لإنتاج جميع أنواع الخضراوات والفاكهة والمحاصيل الحقلية الاقتصادية إضافة إلي امتدادها علي الشريط الساحلي للبحر المتوسط والذي دائما ما يساهم في زيادة الاستقرار وزيادة الارتباط بالمنطقة.. أراضي سيناء أيضا قد تكون مهيأة شمالا وجنوبا لإنشاء العديد من مزارع الدواجن والبيض للاستهلاك المحلي وللتصدير إلي دول الخليج خاصة. الجزء الجنوبي من سيناء مهيأ لإنشاء العديد من المزارع الصغيرة الخاصة بإنتاج مستلزمات المنتجعات السياحية في شرم والسواحل الخلابة في الجنوب من الغذاء والفاكهة والمنتجة عضويا والمروية من مياه إعذاب مياه البحر الأحمر والتي يمكن أن تُنتج اقتصاديا كمنتج ثانوي مجاني من خلايا توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لأن جنوبسيناء من المناطق ذات نسب السطوع المرتفعة باستخدام تقنية الطاقة الشمسية الحرارية التي تنتج كهرباء تقوم بتسخين مياه البحر لتحويلها إلي بخار يستخدم في إدارة توربينات الكهرباء في محطات التوليد ثم يتكثف هذا البخار مخلفا مياه عذبة تستخدم في الري والشرب لإحياء مناطق الجنوب سياحيا وعمرانيا وبيئيا بإعلانها مناطق خالية من التلوث لاعتمادها علي الطاقة الشمسية الحرارية عديمة الانبعاثات الغازية ثم استخدام المياه غير الملوثة في الري لإنتاج حاصلات حيوية مرتفعة الأسعار من أراض بكر خالية من التلوث، مع ضرورة إقامة مشروعات لمعالجة مياه الصرف الصحي للاستفادة من مياهها النقية المعالجة في الري والتبريد الصناعي وإنتاج سماد عضوي معالج حراريا وخال من الميكروبات والمسببات المرضية مع مصانع أخري في شمال سيناءوجنوبها لتحويل القمامة والمخلفات الزراعية ومخلفات المنازل إلي أسمدة عضوية حيوية تزيد من خصوبة التربة وتحافظ علي البيئة السيناوية نظيفة متحضرة خالية من التلوث. وسط سيناء يمكن أن يكون آبارا متجددة للصناعات التعدينية ومصانع الأسمنت ومحطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ومن طاقة الرياح أيضا. .. وبدوري أوجه رسالة شكر للدكتور. نادر.. وإلي اللقاء مع الحبيبة سيناء الاسبوع المقبل ان كان في العمر بقية.